19-11-2013 06:36 PM
سرايا - سرايا - اعلنت القوات النظامية سيطرتها الثلاثاء على بلدة قارة الواقعة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية، حسبما افادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري ان “جيشنا الباسل يحكم السيطرة الكاملة على بلدة قارة بريف دمشق بعد القضاء على اخر التجمعات الارهابية فيها (…) وتدمير أدوات اجرامها”.
وذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة والصادرة الثلاثاء ان “الجيش بدأ عملية لإعادة فرض السيطرة على قارة في القلمون ودخل المدينة من عدة محاور وسيطر على مساحات واسعة منها” بحسب مصدر عسكري.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر أهلية في مدينة النبك المجاورة لقارة ان “عددا كبيرا من الإرهابيين قتل داخل مدينة قارة في حين يتحصن عدد آخر داخل البيوت السكنية”.
ولفت الاهالي إلى أن “كل المؤشرات تدل على أن المعركة في قارة لن تطول وخاصة بعد أنباء عن انهيار في صفوف الإرهابيين وقطع الجيش السوري لطرق الإمداد القادمة من البادية من جنوب حمص وإحكام سيطرته على كامل البلدة”.
وتعرضت مدينة قارة التي يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة منذ صباح الاحد لقصف بالطيران الحربي، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ومنذ الجمعة، شهدت المعارك بين القوات النظامية مدعومة من حزب الله ومقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، تصعيدا في منطقة القلمون، لا سيما على طريق حمص دمشق القريبة من قارة.
وتعتبر منطقة القلمون التي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منها استراتيجية كونها تتصل بالحدود اللبنانية، وتشكل قاعدة خلفية اساسية لمقاتلي المعارضة لمحاصرة العاصمة.
وبالنسبة الى النظام، فان هذه المنطقة اساسية لتامين طريق حمص دمشق وابقائها مفتوحة.
كما تقع في المنطقة مستودعات اسلحة ومراكز الوية وكتائب عسكرية عديدة للجيش السوري.
ومنذ اسابيع، يتخوف خبراء من حصول معركة كبيرة في القلمون ذات الطبيعة الجبلية. الا ان مصدرا امنيا في دمشق اشار الى ان المواجهات في قارة ناتجة “عن عمليات يقوم بها الجيش السوري لمطاردة بعض الفلول الهاربة من مهين” في ريف حمص الجنوبي الشرقي.
وتبعد مهين 20 كيلومترا شرق قارة. وكان مقاتلو المعارضة استولوا خلال الاسبوع الماضي على جزء من مستودعات اسلحة موجودة على اطرافها ومناطق محيطة، لكن قوات النظام استعادتها الجمعة بعد معارك طاحنة.
ونزح هربا من العنف في القلمون، الاف السوريين منذ الجمعة الى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية مع سوريا.
ومن جهة أخرى، قتل أربعة اشخاص وجرح اخرون اثر سقوط قذائف صاروخية على مبنى محافظة حلب ثاني المدن السورية، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة حلب ان “اربعة مواطنين استشهدوا واصيب عشرة آخرون جراء اعتداء ارهابي بقذيفتين صاروخيتين على القصر البلدي في مدينة حلب”.
ويتهم النظام السوري مقاتلي المعارضة الذين يصفهم “بالارهابيين” باطلاق هذه القذائف من معاقل لهم.
وبعد أكثر من عام على اندلاع المعارك فيها، انقسمت حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، بين مناطق يسيطر عليها المقاتلون واخرى تحت سيطرة النظام.
وتنفذ قوات النظام هجمات متتالية منذ ثلاثة اسابيع على معاقل للمجموعات المسلحة المعارضة تمكنت خلالها من استعادة بعض المناطق والمواقع الاستراتيجية لا سيما شرق مدينة حلب.
ودعت المعارضة المسلحة الاربعاء إلى “النفير العام” لمواجهة القوات النظامية وحلفائها ردا على هذا التقدم.
وفي دمشق، افاد مصدر في قيادة الشرطة لسانا ان “قذيفة هاون سقطت بالقرب من مشفى الهلال الاحمر في شارع بغداد ما أسفر عن اصابة ستة مواطنين بجروح نقلوا على اثرها الى المشفى لتلقى العلاج”. واشار الى ان “اضرارا مادية لحقت بست سيارات”.
كما سقطت قذيفة اخرى في منطقة العباسيين “أسفرت عن اصابة ثلاثة مواطنين بجروح والحاق اضرار مادية بعدد من المحال التجارية والسيارات”.
وتتصاعد منذ ايام عمليات اطلاق قذائف الهاون على العاصمة، التي تتهم السلطات “ارهابيين” بتنفيذها، معتبرة ذلك “مؤشرا الى الافلاس الذي يعاني منه الارهابيون بعد الانتصارات التي حققها الجيش ميدانيا”.
ويترافق ذلك مع تصعيد في العمليات العسكرية في المناطق القريبة من دمشق.
ووجهت دمشق الخميس رسالة الى الامم المتحدة حول استهداف العاصمة بالقذائف واتهمت مقاتلي المعارضة بالقيام بها “لقتل السوريين الابرياء واستهدافهم بشكل ممنهج خصوصا في مدينة دمشق التي لم تستطع تلك المجموعات الوصول اليها.
وادى النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/ مارس 2011 الى مقتل اكثر من 115 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.(ا ف ب)