20-11-2013 11:06 AM
سرايا - سرايا - ما اصعب ان يعيش الطفل من بداية حياته مختلفا عن باقي اطفال جيله ، فمن احلى ايام الانسان في حياته هي ايام طفولته لأنها تحمل البراءة والابتسامة والسعادة .
فالأطفال يلعبون ويمرحون سعيدين بحياتهم بين اهلهم ، ويحملون ويتذكرون هذه اللحظات السعيدة بكل تفاصيلها حتى نهاية حياتهم ، ينقلوها الى اولادهم بعد كبرهم ويذكرون بعضهم البعض بحلاوة هذه الايام.
ولكن ما اصعب ان تبدأ حياتك بمعاناة لا يشعر بها الا الطفل نفسه ، تحول حياته من فرح الى جحيم ، وتبدا رحلة المعاناة والبحث عن العلاج في بلاد تفتقر لطواقم طبية لأبسط الامراض ، التي لربما يكون نجاحها ضئيل اذا تم اجرائها بعيدا عن الفشل المتكرر لبعض العمليات التي يزيدها تعقيدا بعد الفشل.
معاذ المعروف " 4 اعوام " ابصر حياته سعيدا بين اهله واخوانه يضحك ويلعب ويلهو مع اقرانه ، يبحث عن الطفولة بين اكوام الرمل المتناثرة امام منزله مع ابناء جيرانه .
بدأ يكبر رويدا رويدا بابتسامته البريئة وبشعره الناعم يجذب الحاضرين وبحركاته الطفولية التي تجعلك تبتسم له ولحركاته ، ولكنه يجهل مدى الالم الذى يعتصرنا حينما سرد لنا والده قصته ومعاناته.
لم يدرك الطفل معاذ حتى الان معاناته سوى ملاحظاته باصطحاب والده له كثيرا في التنقلات من مستشفى الى أخر باحثا على حل جذري لمشكلة طفله ، بعيد عن تفاقم مشكلته ومحاولة السيطرة عليها قبل كبره.
ولد معاذ قبل اربع سنوات بوضع طبيعي جدا ، ولم يظهر عليه أي علامات تثير أي نوع من الشك تجاهه ،مما جعل اهله في ارتياح لقدوم هذا الطفل لينضم الى الاسرة .
ولكن بعد فترة من ولادته لاحظ اهله ان ابنهم معاذ لا يحتاج الى ختان فعضوه التناسلي يظهر بشكل واضح باكتماله ، مما ادى لقلقهم بعض الشيء كونها حالة غريبة وجديدة ان يولد الطفل بحالة ختان جاهز .
اصطحب والده محمد المعروف طفله الى المستشفى لمحاولة فهم وادراك اذا كان طفله يحتاج لختان او لا من الطبيب المختص بذلك ، وحينما كشف عليه الطبيب لاحظ ان الطفل لا يتبول من المكان المخصص لذلك ، بل يتبول من نهاية عضوه الذكرى من الاسفل ، من ثغرات صغيرة وجدت في جلده .
ارتعش الاب من هول الخبر ومن صدمة حديث الدكتور، حيث لم يلاحظ أي شخص من اهله هذا الامر على الطفل ، وابلغه بضرورة اجراء عملية لفتح مجرى التبول لدى الطفل قبل تفاقم المشكلة والتحام اللحم ببعضه ويغلق مجرى البول كليا .
مشكلة وصدمة دخل بها الاب وطفله على بيته ليبلغهم بحقيقة الامر ، قلب حياتهم رأسا على عقب قلقا على حياة ومستقبل طفلهم الذى ما زال في بداية حياته .
بدأ الاب المكلوم التحرك سريعا من مستشفى الى اخر بحثا عن دكتور مختص لإجراء عملية له قبل مرور الايام المتسارعة الذى تنعكس على الطفل بالعد التنازلي لالتحام لحمه ببعضه .
توجه والد الطفل لكبرى مستشفيات قطاع غزة وابلغوه بعد الفحص انه من المبكر له اجراء عملية خاصة لطفله لأنه ما زال في مرحلة الطفولة ، وسيكون مناسبا اجراء العملية له بعد مرور عدة سنوات بحيث يكون الطفل قد انتهى من مرحلة الطفولة ودخل مرحلة الرجولة لإجراء هذه العملية .
لم يشفى هذا التأخير للعملية قلب وقلق والد الطفل ، مما جعله يتحرك باحثا عن مستشفيات اخرى لعله يجد أخصائي مناسب يساعده في انهائه معاناته التي تتفاقم يوما بعد يوم .
توجه بعدها لاحدي المستشفيات المختصة واطلعهم على الاوراق الطبية للطفل وحالته لمحاولة اجراء عملية له ، فابلغوه انه خلال الاشهر المقبلة سيستقبل المستشفى خبير من احدى الدول الاوربية في اجراء هذه العمليات ، وسيتم ابلاغه خلال قدوم الخبير .
وما زال منذ عدة اشهر ينتظر اتصال من المختصين لمحاولة انقاذ طفله قبل تفاقم المشكلة ، لان تأخير العملية يزيد من فرص انسداد مجرى البول الرسمي والتحام لحمه ببعضه ليفتح على نفسه بابا جديدا من المعاناة .
ويخشى والده ان يقوم بأجراء عملية عاجلة له على أيدى احد الاطباء المحليين وتنتهى بالفشل ، لأنه في حال فشل أي عملية لطفلة فمعنى ذلك ان حياته تحولت لجحيم فعلا ، لأن المناطق التي ستجرى فيها العملية هي مناطق حساسة وتحدد مستقبله ومصيره .
وفشل أي عملية يعنى ذلك هو عدم قدرة الطفل على الزواج واستمرار تبوله من الثغرات المتواجدة في جلده ، وعدم السيطرة والتحكم في التبول .
مشكلة انسانية تحمل بطياتها ابعادا انسانية لمستقبل طفل برئ يبتسم لزواره ابتسامة بريئة لربما تتحول لابتسامة تمنى وترجى بعد حين .
فاستمرار المشكلة يزيد المعاناة على الاسرة ، ولكن سيشعر الطفل بالدرجة الاولى بالنقص الذى يميزه عن باقي الاطفال الذين يلعبون معه.
ويناشد والد الطفل المختصين على مساعدته في الاهتمام بطفله ومحاولة اجراء عملية على أيدى اطباء مختصين نظرا لحساسة العملية والمكان .
محاولة انقاذ الطفل معاذ يرسم بريق امل على وجه والديه ويخفف عنهم ، حيث لديهم طفل اخر يفوق معاذ بعامين يعانى من خشونة مفرطة في صوته مما جعل المدرسة تقوم بفصله ونقله لمؤسسة خاصة حتى لا يكون محط استهزاء بين الاطفال في المدرسة ، ولتطوير وتنمية قدراته ومحاولة علاجه من خلال مؤسسة خاصة تهتم به.
ظروف خاصة وضعت الاب بين حيرة متابعة طفله معاذ والتنقل به بين المستشفيات ، ومحاولة اسعاد طفله الذى طرد من المدرسة لخشونة صوته ، لكن تخفيف المعاناة يبدأ بمحاولة علاج الاول ليبدأ بطفله الثاني .