حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 35698

اجتهدوا .. فضربوا الاعور على عينه

اجتهدوا .. فضربوا الاعور على عينه

اجتهدوا  .. فضربوا الاعور على عينه

21-11-2013 10:04 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : تمارا الدراوشه

أطلت علينا قناة فضائية أردنية مؤخراً في أحد برامجها يتحدث عن الغذاء والدواء، وهذه القضية تعد من أخطر القضايا التي اكتشف المواطن و من خلال هذا البرنامج ، مدى فساد الأغذية والأدوية التي يتناولها .

تابعت عدد من حلقات ذلك البرنامج ، وفي كل مرة يتأكد لنا من خلال البرنامج فساد الأغذية , فاللحوم فاسدة ، والأسماك فاسدة ، والحليب ومشتقاته فاسد , حتى مشتريات أطفالنا من الشكولاته والشبس وغيره أيضا فاسدة , وفوق ذلك تبين بأن التمور، والكعك وغيرها من المواد أيضا فاسدة ... والمخفي أعظم ، ويتحدث مقدم البرنامج بالوثائق والصور أمام الجميع , وفي كل مرة انتظر أن اسمع رداً من الحكومة والمسئولين فيها عن هذه القضايا ، سواء كان الرد بالنفي أو بالتأكيد .

لكن دون جدوى ، فدائما وعند مشاهدة البرنامج تشاهد أن الطرف الثاني في القضية ،هم المتضررون من أصحاب المولات أو المسئولين وما لف لفيفهم ، وكأن المواطن لا يوجد من يتحدث بإسمه أو يدافع عنه ، حتى عندما تسمع أن المواطن يتناول أغذية مخصصة للحيوانات .... فماذا بعد؟؟

لماذا غابت الحكومة عن فعل أي شي إتجاه هذا البرنامج ، فإن كان ما يتناوله غير صحيح ، فليخرج من يثبت لنا عكس ذلك ، أما الصمت الرسمي إتجاه هذا البرنامج ، وخطورة ما يطرح فإنه دليل على صحة ما ورد في البرنامج .

وأنا أود أن اطرح هنا قضية جاءت نتيجة لكل ذلك ، وهي أن الطبقة الفقيرة وما أكثرها وخاصة تلك التي تقطن في الأطراف ، والتي أصلا لا يوجد بها إلا أسواق ومحلات محدودة ، والمواطن هناك ليس لديه خيار , فماذا يفعل ، سيشتري ويقنع نفسه بأن ما شاهده ما هو إلا كلام في كلام لأنه لا يملك خياراً أخر، خاصة في ظل الصمت الرسمي حوله ، وكما قال المثل ( إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ) ..... وهنا أجد أن ما طرحه البرنامج جعل مصيبتنا في غذائنا أكبر وأكبر فماذا نفعل ، ونحن نرى أن الفساد لدينا وصل حد العظم ، فالغذاء فاسد والدواء فاسد و....و...و..ز فاسد هو أيضا ، لكن وكما قالوا... لقد ناديت لو سمعت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي .

وأطرح هنا سؤال ، وهو كيف ستكون صحة أطفالنا مستقبلاً ، وهم يتناولون الأغذية الفاسدة ، ماذا نتوقع وهم أصلاً وفي أحسن حالهم يتضورون جوعاً وعند محاولة سد جوعهم لا نجد إلا طعاماً فاسداً نطعمهم إياه ، والسؤال الأخر هل المسئولين وأصحاب القرار، والمتنفذين يتناولوا هم وأسرهم نفس الغذاء الذي نتناوله ،- أشك بذلك - لأن المستورد لهذه الأغذية لا يطعم أسرته منها ( حسب ما ورد من مقدم البرنامج ) وهذا مؤشر إلى أن المسؤول الفاسد الذي سمح له بإدخال هذه الأغذية ، هو أيضا لا يطعم أسرته منها .

هناك من يدعو إلى مقاطعة هذه الأغذية، وأنا أقول هنا ، ماذا سنقاطع وسنقاطع ، هل نقاطع اللحمة والسمك والحليب والكعك والتمور والشكولاته وووو ......

إذا قاطع الفقير ذلك ، ماذا سيأكل ونحن نعلم أنه أصلا يشتري غذاءه من تلك السوبر ماركت بالدين ، فهو لا يملك الخيار، فلم تعد أسرنا وعائلاتنا كما السابق تمتلك بساطة الحياة والإكتفاء الذاتي من اللحوم ، والدواجن وغيره .....

أخيرا أقول للمسئولين ، والمعنيين بهذا الموضوع ، إن كان ما يتم طرحه في هذا البرنامج غير صحيح ، وأنا اشك بذلك ، فلماذا لا يتم الإعلان رسمياً بذلك ، وإنهاء البرنامج ، أما الصمت الرسمي اتجاه ذلك فإنه يثبت لنا المثل الذي يقول ( وراء الأكمة ما ورائها ) وأقول للعاملين في تلك القناة، واخص ذلك البرنامج ، شكراً على طرحكم حتى وإن زاد الطين بله لدينا ، وضاعف من مصيبتنا ، وأقول أيضا عظم الله أجركم في جهدكم ، لأنه يبدو أنكم كمن إجتهد وضرب الأعور على عينه








طباعة
  • المشاهدات: 35698
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم