حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,10 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 35696

اجتهدوا .. فضربوا الاعور على عينه

اجتهدوا .. فضربوا الاعور على عينه

اجتهدوا  .. فضربوا الاعور على عينه

21-11-2013 10:04 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : تمارا الدراوشه

أطلت علينا قناة فضائية أردنية مؤخراً في أحد برامجها يتحدث عن الغذاء والدواء، وهذه القضية تعد من أخطر القضايا التي اكتشف المواطن و من خلال هذا البرنامج ، مدى فساد الأغذية والأدوية التي يتناولها .

تابعت عدد من حلقات ذلك البرنامج ، وفي كل مرة يتأكد لنا من خلال البرنامج فساد الأغذية , فاللحوم فاسدة ، والأسماك فاسدة ، والحليب ومشتقاته فاسد , حتى مشتريات أطفالنا من الشكولاته والشبس وغيره أيضا فاسدة , وفوق ذلك تبين بأن التمور، والكعك وغيرها من المواد أيضا فاسدة ... والمخفي أعظم ، ويتحدث مقدم البرنامج بالوثائق والصور أمام الجميع , وفي كل مرة انتظر أن اسمع رداً من الحكومة والمسئولين فيها عن هذه القضايا ، سواء كان الرد بالنفي أو بالتأكيد .

لكن دون جدوى ، فدائما وعند مشاهدة البرنامج تشاهد أن الطرف الثاني في القضية ،هم المتضررون من أصحاب المولات أو المسئولين وما لف لفيفهم ، وكأن المواطن لا يوجد من يتحدث بإسمه أو يدافع عنه ، حتى عندما تسمع أن المواطن يتناول أغذية مخصصة للحيوانات .... فماذا بعد؟؟

لماذا غابت الحكومة عن فعل أي شي إتجاه هذا البرنامج ، فإن كان ما يتناوله غير صحيح ، فليخرج من يثبت لنا عكس ذلك ، أما الصمت الرسمي إتجاه هذا البرنامج ، وخطورة ما يطرح فإنه دليل على صحة ما ورد في البرنامج .

وأنا أود أن اطرح هنا قضية جاءت نتيجة لكل ذلك ، وهي أن الطبقة الفقيرة وما أكثرها وخاصة تلك التي تقطن في الأطراف ، والتي أصلا لا يوجد بها إلا أسواق ومحلات محدودة ، والمواطن هناك ليس لديه خيار , فماذا يفعل ، سيشتري ويقنع نفسه بأن ما شاهده ما هو إلا كلام في كلام لأنه لا يملك خياراً أخر، خاصة في ظل الصمت الرسمي حوله ، وكما قال المثل ( إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ) ..... وهنا أجد أن ما طرحه البرنامج جعل مصيبتنا في غذائنا أكبر وأكبر فماذا نفعل ، ونحن نرى أن الفساد لدينا وصل حد العظم ، فالغذاء فاسد والدواء فاسد و....و...و..ز فاسد هو أيضا ، لكن وكما قالوا... لقد ناديت لو سمعت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي .

وأطرح هنا سؤال ، وهو كيف ستكون صحة أطفالنا مستقبلاً ، وهم يتناولون الأغذية الفاسدة ، ماذا نتوقع وهم أصلاً وفي أحسن حالهم يتضورون جوعاً وعند محاولة سد جوعهم لا نجد إلا طعاماً فاسداً نطعمهم إياه ، والسؤال الأخر هل المسئولين وأصحاب القرار، والمتنفذين يتناولوا هم وأسرهم نفس الغذاء الذي نتناوله ،- أشك بذلك - لأن المستورد لهذه الأغذية لا يطعم أسرته منها ( حسب ما ورد من مقدم البرنامج ) وهذا مؤشر إلى أن المسؤول الفاسد الذي سمح له بإدخال هذه الأغذية ، هو أيضا لا يطعم أسرته منها .

هناك من يدعو إلى مقاطعة هذه الأغذية، وأنا أقول هنا ، ماذا سنقاطع وسنقاطع ، هل نقاطع اللحمة والسمك والحليب والكعك والتمور والشكولاته وووو ......

إذا قاطع الفقير ذلك ، ماذا سيأكل ونحن نعلم أنه أصلا يشتري غذاءه من تلك السوبر ماركت بالدين ، فهو لا يملك الخيار، فلم تعد أسرنا وعائلاتنا كما السابق تمتلك بساطة الحياة والإكتفاء الذاتي من اللحوم ، والدواجن وغيره .....

أخيرا أقول للمسئولين ، والمعنيين بهذا الموضوع ، إن كان ما يتم طرحه في هذا البرنامج غير صحيح ، وأنا اشك بذلك ، فلماذا لا يتم الإعلان رسمياً بذلك ، وإنهاء البرنامج ، أما الصمت الرسمي اتجاه ذلك فإنه يثبت لنا المثل الذي يقول ( وراء الأكمة ما ورائها ) وأقول للعاملين في تلك القناة، واخص ذلك البرنامج ، شكراً على طرحكم حتى وإن زاد الطين بله لدينا ، وضاعف من مصيبتنا ، وأقول أيضا عظم الله أجركم في جهدكم ، لأنه يبدو أنكم كمن إجتهد وضرب الأعور على عينه








طباعة
  • المشاهدات: 35696
برأيك.. هل تتجه المواجهات بين قوات الأمن السورية و"فلول النظام السابق" في منطقة الساحل نحو تصعيد يمتد إلى مناطق أخرى؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم