21-11-2013 06:07 PM
سرايا - سرايا - قرية النبي صموئيل الواقعة غربي شمال مدينة القدس المحتلة، باتت محاصرة من الجهات الأربع، بالجدار والمستوطنات، وتواجه خطر الاقتلاع بفعل الحصار الاقتصادي والاجتماع، والحرمان من البناء، إذ يتحكم الاحتلال في التفاصيل الدقيقة لحياة من تبقى من الفلسطينيين في القرية، التي بات يسكنها اليوم 250 نسمة، مقابل أكثر من ألف في العام 1967.
ومعاناة القرية تشمل مختلف مناحي الحياة، من أوضاع يومية ومستقبل القرية، والاستفزازات اليومية من الاحتلال والمستوطنين، من أجل تنغيص حياتهم اليومية ودفعهم على مغادرة القرية، ومن ثم السعي إلى منع عودتهم إليها. جدير بالذكر أنّ قرية “النبي صموئيل” تقع في شمال غرب القدس، وعدد سكانها بالكاد يصل إلى 250 نسمة، بعد أن كانوا في العام 1967 نحو ألف نسمة، واضطر نحو نصفهم اللجوء إلى الأردن، جراء جرائم الاحتلال وتدمير قسم كبير من قريتهم.
وكانت ترتكز القرية في حياتها على اتصالها اليومي بالمدينة الأم، لا بل إن القدس، كانت تعتمد كثيرا على مزروعات قرية النبي صموئيل، وشقيقاتها المجاورات مثل بير نبالا وبيت اكسا وغيرها، قبل أن يفصلها الاحتلال بجداره وبشبكة شوارع استيطانية، ما جعل رحلة كيلومتر واحد إلى 20 كيلومترا على الأقل، عدا الحواجز، إلا أن “النبي صموئيل” وجدت نفسها محاصرة من الجهات الأربع، محظور على أهلها الدخول إلى القدس، بينما اتصالهم بمدينة رام الله، هو رحلة عذاب وتنكيل.
ومنذ السنوات الأول، نظر الاحتلال إلى هذه القرية الوديعة، التي تقع على ارتفاع نحو 900 متر على سطح البحر، في واحد من أجمل مواقع فلسطين الجغرافية، وكانت الذريعة الأولى، أن في القرية قبر النبي صموئيل الذي يرد اسمه كثيرا في التوراة، وكان هذا ذريعة لمحاولة اليهود وضع اليد على القرية، وباتوا في السنوات الأخيرة يؤدون صلوات في قبو تحت مسجد القرية التاريخي.
ومع بدء بناء الجدار الخاص في القدس المحتلة، وبموازاة بناء الجدار الاحتلالي في الضفة الغربية في العام 2002، جرى فصل القرية كليا عن مدينتهم الأم ، رغم أن القرية باتت تبعد نصف كيلومتر على خط البناء القائم في المدينة، وبهذا بات محظور على أهالي القرية التوجه إلى القدس للعمل، كما بات كل رجال القرية عرضة للاعتقالات وفرض الغرامات عليهم، ومنهم من أمضى شهورا في سجون الاحتلال، لكونه دخل إلى القدس.
وفي المقابل، فإن الاتصال مع الضفة الغربية ومدينة رام الله خصوصا، هو رحلة عذاب، مليئة بالتفتيش والتدقيق، في حاجز قرية “الجيب”، وليس هذا فحسب، فرغم أن أهالي القرية لا يستطيعون التسوق في مدينة القدس، فإنه محظور عليهم إدخال الكثير من المواد الغذائية، من مدينة رام الله والضفة، ما يجعل تموين القرية بالغذاء أمرا شاقا، والرسالة واضحة، وهي تشديد الخناق لدفع الناس على الرحيل عن قريتهم وأراضيهم. هذا وقد وزار نواب كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية، محمد بركة وحنا سويد ودوف حنين وعفو اغبارية، القرية واطلعوا على معاناة القرية من مختلف نواحيها.(القدس العربي)