حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,16 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 74004

طريق الأزرق .. "مقبرة للسائقين"

طريق الأزرق .. "مقبرة للسائقين"

طريق الأزرق ..  "مقبرة للسائقين"

27-11-2013 09:29 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - روى عابرون على طريق الأزرق بوابة الأردن من الناحية الشرقية، والذي أضحى يسميه المغتربون والزائرون بـ"مقبرة السائقين" لكثرة ما يقع عليه من حوادث تصادم قاتلة أزهقت أرواح المئات، تفاصيل اللحظات الفاصلة بين الحياة والموت في حادث التصادم الذي وقع ليل أول من أمس بين شاحنة ومركبة صغيرة ونتج عنه 5 قتلى.
وشهد الطريق الواصل بين قضاء الأزرق ومدينة الزرقاء، في ساعة متأخرة من ليل الاثنين الثلاثاء مجزرة مرورية خلفت خمس وفيات إثر تصادم مركبة شحن "تريلا" بمركبة صغيرة قرب مخيم مريجب الفهود للاجئين السوريين.
وقال مصدر في المديرية العامة للدفاع المدني إن فرق الإنقاذ والإسعاف في مركزي دفاع مدني شويعر والأزرق عملا على إخراج المتوفيّن من المركبة باستخدام معدات الإنقاذ الخاصة بحوادث السير وإخلائهم إلى مستشفى الأمير فيصل.
ويقول شهود العيان إن السائقين الذين توقفوا في مكان الحادث لم يتمالكوا أنفسهم من هول المشهد؛ فبدأ بعضهم بالتكبير والصراخ فيما أمسك البعض الآخر رؤوسهم بأيديهم واكتفوا بذرف الدموع في مشهد هستيري يصعب وصفه كما يقول أحد الشهود وهو خالد منصور.
ويروي منصور كيف أصيب بالرعب عندما كان عائدا بمركبته من الطريق الفرعي المؤدي من مخيم مريجب الفهود للاجئين السوريين إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى الزرقاء حين سمع صوت "انفجار" فظن أن طائرة عسكرية قد سقطت، لاسيما مع وجود مهبط طوارئ بمحاذاة الطريق، "أصبت بحالة من الذهول وعدم التركيز لثوان ولم أدر كيف أوقفت مركبتي على جانب الطريق، وبعد أن ذهب عني الخوف قليلا نزلت لأرى ما الذي سقط من السماء".
ويتابع منصور "نظرت خلفي فوجدت أنوارا كثيفة ترافقت مع سماعي أصوات أبواق المركبات فركضت مسرعا وكل ما خطر في بالي أن أرى طائرة قد سقطت على إحدى المركبات، ولكنني عندما وصلت رأيت شاحنة كبيرة قد التهمت إحدى المركبات الصغيرة وبداخلها عدد من الجرحى منهم من اختلطت أجزاؤه بالمركبة".
ويضيف منصور أنه أصيب بحالة هستيرية وبدأ بالصراخ والجري في مكان الحادث دون أن يدري ماذا يفعل فـ"المشهد الذي رأيته لا يمكن تخيله"، مضيفا أن هذه الحالة أصابت العديد من عابري الطريق الذين توقفوا لرؤية الحادث وتقديم المساعدة.
وقال شاهد العيان إن الحادث وقع بسبب تردي الطريق وانعدام الإنارة فيه، مشيرا إلى اضطرار السائقين إلى المسير على أطرافه تلافيا للحفر والهبوطات، وبالتالي تكرار وقوع حوادث الاصطدام بالمركبات الأخرى على هذا الطريق.
ويعد "طريق الزرقاء الأزرق الطريق الدولي للمنافذ الحدودية للقادمين والمغادرين لدول الخليج العربي والعراق وممرا لشاحنات نقل البضائع من والى المملكة
وعلاوة على كونه سببا في إزهاق حياة المئات من الأبرياء فإن طريق الأزرق يحمل سمعة سيئة على مستوى عربي وعالمي وأصبح مدارا للنقد اللاذع على تردي طرقات المملكة خاصة في دول الخليج، حيث يروي مغتربون هناك قصصا لمواطنين عرب باتوا يتحاشون زيارة الأردن برا مهما كانت المبررات بسبب سوء الطريق.
وقال المغترب في المملكة العربية السعودية بلال محمد إن زملاءه السعوديين كثيرا ما يعايرونه بسبب تردي طريق الأزرق، إلا أنه لم يكن مقتنعا بنقدهم لأنه "لم يكن قد جرب المسير على هذا الطريق"، بيد أنه يقر بعد تجربته بأن زملاءه كانوا مخطئين بالقول إنه طريق سيئ، لأنه حسب رأيه لا يمكن تسميته بالطريق أساسا.
وقال سائق شاحنة موسى رشيد إن "الطريق دولي ونافذ وهو طريقنا الرئيسي والوحيد إلا أن ضيقه ومحاولة السيارات الصغيرة التجاوز عن الصهاريج والشاحنات القادمة والمغادرة باتجاه العراق والسعودية أكبر أسباب الحوادث. ويضيف "الشارع بحاجة إلى توسعة إضافة إلى استخدام أسطح خشنة في الشارع بسبب وجود النسبة الأكبر من السيارات التي تستعمله من السيارات المحملة بالمحروقات ومن الطبيعي أن تنسكب على الشارع لتؤدي بالتالي إلى انزلاق السيارات.
وكانت "الغد" قد أشارت مرات عدة، إلى تكرار الحوادث المرورية المميتة على طريق الأزرق الدولي الذي وصفه احد المواطنين المغتربين فايز اللوباني بأسوأ الطرق البرية في العالم، فيما أوضح مصدر امني عمل ضمن اختصاص منطقة الأزرق لعدة سنوات الطريق بـ"مقبرة السواقين"، لافتا إلى أن أي حادث مروري بعد منطقة مثلث الشهيد صالح شويعر لا بد أن يكون مميتا".
ومنذ أن تم إنشاء الطريق قبل أكثر من عقدين لم تطرأ عليه أي إضافات تذكر، فيما عدا الصيانة المؤقتة التجميلية والترقيعات لبعض المطبات والحفر والهبوطات عند وقوع الحوادث، حتى أن أكتافه الجانبية أصبحت بحالة يرثى لها، ولم تعد صالحة لوقوف المركبات بطريقة صحيحة وآمنة.
ويمتد طول الطريق 110 كيلومترات، من تقاطع الضليل/ المنطقة الحرة بالقرب من طريق الزرقاء/ الحدود السورية، ولغاية مركز حدود العمري، مروراً بتحويله عند مدينة الأزرق.
ويشكل طريق الأزرق (العمري) الحدودي مسرحا رئيسيا للحوادث الدامية، التي حصدت أرواح مئات الأبرياء، من مختلف الأعمار، بينهم سياح أجانب وعرب، ووافدون.
وكان الأردن حصل العام الماضي على منحة من المملكة العربية السعودية بقيمة 170 مليون دينار لإعادة تأهيل طريق الأزرق ليصبح بأربعة مسارب وجزيرة وسطية "حسب المواصفات الدولية إضافة إلى إنارة كاملة"، وفق تصريحات رسمية.








طباعة
  • المشاهدات: 74004

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم