حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,10 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 34540

ممرضات بمشافي غزة : تحوّل رداؤهن الأبيض إلى كفن

ممرضات بمشافي غزة : تحوّل رداؤهن الأبيض إلى كفن

ممرضات بمشافي غزة : تحوّل رداؤهن الأبيض إلى كفن

28-11-2013 11:14 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - ماذا يعني أن تحمل جثة متفحمة؟!، وماذا لو كانت هذه الجثة لطفل وليد؟!، مما لا شك أنها مشاعر فوق الوصف يصعب على الرجال النطق بها، فكيف لو سألت إمرأة عنها؟!

صمت مطبق وعدم قدرة على مواصلة الحديث، والاكتفاء بدمعة تسستل طريقها نحو الوجنتين علها تعبر عن الجواب لممرضة فلسطينية سألت عن ذلك، كيف كانت مشاعرها أثناء دوامها في الحرب على غزة بالمستشفى.

الممرضة منال بعلوشة (35 عامًا) من مستشفى النصر للأطفال، واحدة من عشرات الممرضات اللواتي أرتدين الرداء الأبيض، الذي تحول لاحقًا إلى كفن لطفل مزقته طائرات الاحتلال، ولم يجد له طريقًا الى الكفن الأبيض بفعل شدة الإرهاب وعنوة المحتل الذي بات يستهدف كل شيء يتحرك في القطاع.

تقول منال إن التجربة الأولى لها كانت في حرب 2008 حينما دوامت في مستشفى الشفاء، وحينها كان الصمت سيد الموقف نتاج الصدمة التي اصابتها بفعل مئات الشهداء والجرحي الذين وصلوا اشلاء ممزقة، فضلًا عن أنات الثكلي واليتامي الذين فجعوا بفقد ابناءهم وذويهم.

حاولت منال عبثًا أن تنسى تلك المشاهد التي بدأت تروادها في كل يوم، حتى سرعان ما باغتتها حرب أخرى عام 2012، لم تكن في ضرواتها وبشاعتها أقل من نظيرتها الأولى.

تركت منال انباءها وخرجت وحيدة تسير في الليل والنهار إلى عملها في مستشفى العيون، تحت أزيز الطائرات التي لم تستثن في عدوانها أي حي أو شارع، وتشاء الأقدار أن تنجو منال بروحها أكثر من مرة من موت محقق.

ولم تنس فاجعة آل الدلو التي كانت تسير على مقربة بسيطة منهم أثناء توجهها إلى العمل سيرًا على الأقدام، ونجت بأعجوبة من مجزرة بشعة أفجعت قلوب العالم أجمع بشدة قسوتها، وفق توصيفها.

وتضيف منال " بعد المجزرة بيوم واحد فقط نجوت من قصف استهدف البرج المقابل لمستشفى النصر، وكنت أتحدث عبر الموبايل لأطفالي أطمئنهم بقرب عودتي، حتى سرعان ما تطايرت علينا ركام الجدران المحطمة وأشلاء الصاروخ".

لم يغب عن منال مشاهد عشرات الأمهات اللواتي توجهن إلى مستشفى الأطفال التي تعمل به، في منتصف الليل وعلى وقع التهديد والخطر، لينقذوا حياة أطفال آخرين لاحقتهم صواريخ المحتل بآثارها النفسية وما سببته لهم من خوف وألم.

وتؤكد منال أن رسالتها ومبادئها أكبر من كل هذه التهديدات، وأنها عزمت أن تخدم الإنسانية بكل ما أوتيت حتى لو كان الثمن روحها، كما تقول.

وتشدد على حق الممرضين والممرضات بالأمن والحماية، متساءلة عن دور المجتمع الدولي الحر الذي يتحدث عن حقوق المرأة في حمايتها وتوفير الأمن لها من المحتل.

لم تكن منال الممرضة الأولى التي كان لها دورها في الحرب، فثمة العشرات بل المئات من الممرضات اللواتي خرجن إلى جانب الرجال في مواجهة العدوان والتصدي له.

من جهتها الممرضة أم اسماعيل (39 عامًا)، من قسم الجراحة نساء بمستشفى الشفاء، تشارك منال في دورها، فهي دأبت على مواصلة عملها على الرغم من الظروف القاسية التي كانت إبان الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة.

وقالت إنها عملت مع جميع الطواقم النسائية العاملة في مجال التمريض والطب، تحت ذعر الطائرات الإسرائيلية التي كانت تستهدف كل شيء خلال العدوان، دون أن يثني ذلك المرأة العاملة عن دورها.

وتجدد أم اسماعيل تأكيدها أن للمرأة دورها في حماية المجتمع ومساعدة أبناء شعبها، ولديها المقدرة أيضًا على ردع المحتل الذي راهن على خوف النساء والأطفال لحسم المعركة فوجد نساءها في قلب الميدان وأطفالها على أهبة الاستعداد، وفق تعبيرها.

ولم تتوانى إسرائيل في استهداف الطواقم الطبية خلال عدوانها على غزة، فأرتقى العشرات من الممرضين والأطباء بعد قصفهم المتعمد خلال تأديتهم لمهامهم الطبية خلال الحرب.

أما هناء موسى (27عامًا) وتعمل في قسم الإسعاف والطوارئ منذ خمس سنوات، التي أصرت على العمل أثناء العدوان على الرغم من شدة المعاناة وشراهة المعتدي، تؤكد عزمها العمل على الرغم من تحفظ عائلتها لذلك كونها فتاة، غير أن واجب الأداء أنتصر على عاطفة الأهل.

وتقول موسى " خلال العمل كنا نواجه صعوبة في قلة الامكانيات المتوفرة لدينا، في ضوء العدد الكبير للإصابات التي تأتي للمستشفى، خاصة الأطفال والنساء، فكنا في كل ساعة نستقبل عددًا كبيرًا من الإصابات، ونقدم لهم الخدمات المتوفرة لدينا".

هذه الظروف لم تكن اعتيادية بالنسبة للممرضة، فهي أيضًا تعرضت لمواقف صعبة تركت بصماتها على نفسيتها، وتروى موسى مشاهد مما عايشتها في تلك الفترة" من المواقف الصعبة اليت أثرت بي خلال عملي، الطفلة التي تفحمت نتيجة القصف في أول يوم من العدوان".

رواة الحقيقة وشهود عيان رصدوا بأم أعينهم ما سبقت رصده كاميرات الإعلام، عن شراهة المعتدي وقسوة عدوانه، فكانوا أشد عزمًا وأقوى صلبًا في تحدي الاحتلال وهنجعيته، وبداعبة الموجوع يقول أحد الأطباء إذا الممرضات حضرن " وسعوا الميدان" .








طباعة
  • المشاهدات: 34540

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم