30-11-2013 10:46 AM
بقلم : فيصل تايه
شكل مجلس التربية والتعليم لجنة مختصة لوضع تصور أولي قابل للتنفيذ لحل مشكلة عدم القدرة على القراءة والحساب لدى نسبة لا بأس بها من طلبة الصفوف الثلاث الأولى على أن ترفع توصياتها للمجلس بالسرعة الممكنة بهدف اتخاذ القرارات اللازمة لمعالجة هذا الخلل ، حيث تعد هذه المشكلة إضافة إلى تدني مستوى التحصيل الدراسي بشكل عام من أصعب المشكلات فهما ً وتشخيصا ً وعلاجا ً لأن أسبابه متعددة ومتشابكة وله أبعاد تربوية واقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية.
ذلك ما يشير الى هناك جملة من المشكلات التي تساهم في تقويض جهود وزارة التربية والتعليم للارتقاء بمستوى التعليم الذي باتت تهدده تحديات كثيرة ما يدل على ان الخطوات التي تتخذها وزارة التربية والتعليم لتحسين جودة التعليم وخاصة الحكومي في الاردن غير كافية.
ان ابرز ما تعانيه العملية التعليمية عدم التركيز على الجانب التربوي اولا فوزارة التربية والتعليم باتت تركز على العملية التعليمية قبل العملية التربوية المتكاملة التي تبحث عن بناء شخصية الإنسان المتكاملة وليس فقط التركيز على ان يحمل معلومات دون وجود الأخلاق الناظمة لها .
كذلك عدم انتهاج وزارة التربية والتعليم استراتيجية تربوية ثابته تكرس العمل للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية نحو الأفضل، اضافة لضعف في الخدمات التعليمية وعدم توفير البيئة المدرسية المناسبة لتشجيع الطلبة على الاجتهاد والتعلم وكذلك نقص الكوادر التعليمية ما احدث ارباكا في سير العملية التربوية اضافة لعدم وضوح الرؤية وتحمل المسؤولية للعاملين في الميدان التربوي لتحسين المواقف التعليمية بما يحقق الاهداف المرجوة .
أن للمعلم تأثير بارز على التحصيل الدراسي للطلاب .. فالمعلم هو الشخص الملائم لتزويد الطالب بنوع الإثارة التي تمكنه من أن يصبح معلماً نشيطا باتجاه التعلم الفعّال لدرجة التغيير الذي يحدثه في سلوك الطالب وتحصيله خاصة عند طلاب المرحلة الأساسية الدنيا لذلك فنجن بحاجة ماسة إلى تدرب المعلمين تدريبا متخصصاً فعالاً ليتمكنوا من ممارستهم لمهارات التربية العيادية : بدءأ من تشخيص وجمع للبيانات حول حاجات طلبتهم ومشكلاتهم وتحليل أسبابها، ووصف العلاج التربوي المناسب وتنفيذه .. وتقييم مدى كفاية النتائج التحصيلية لديهم عقب العلاج ، وكذلك استخدام أساليب وطرق وأنشطة تعليمية جذابة تحفز الطلبة على الدراسة والاهتمام. اضافة لربط محتوى المناهج الدراسية ببيئة المتعلم بحيث تصبح المعلومات والمهارات المستهدفة وظيفية في حياتهم .. كذلك استخدام أساليب تدريسية تساهم في زيادة دافعية الطالب للتعلم كأساليب تفريد التعليم، والتعلم الكشفي الموجه، وتوظيف التعليم الالكتروني وأجهزة الحاسوب في التعليم ... الخ ، ويرتبط هذا الإجراء بمحاولة المعلم التعرف على أسلوب التعلم المفضل لدى تلاميذه ثم بذل مجهود مقصود نحو تكييف الأساليب التدريسية التي يتبعها للأساليب المفضلة في التعلم لدى طلبته .. مع استخدام أساليب تقويمية تقوم على فلسفة تصويب وتطوير أداء الطالب لا التخويف والتهديد .
ان الانظمة التربوية المتبعة خاصة نظام الترحيل في الصفوف الثلاثة الأولى من مرحلة التعليم كان له مردوداً سلبيا وكذلك ضعف دور الأسرة في التعاون مع المدرسة ادى الى فقدان التشاركية ضمن نهج محدد بؤثر ايجابا على شخصية الطالب .
اما فيما يتعلق بضعف الطلبة في القراءة تحديديا فالحاجة ملحة لتوظيف جميع المناهج الدراسية الأخرى في زيادة إتقان الطلبة لفنون اللغة وفهمها، وتلبية المناهج لحاجات الطلبة اللغوية واكتساب المهارات اللغوية سواء كانت كتابية ، او منطوقة.
كذلك يجب العمل على توظيف قراءة القرآن الكريم وتجويده في المراحل ا الاساسية خاصة لما فيه من قدرة على اكساب الطلبة لمهارات القراءة، وقواعدها، مما يدرب الطلبة على القدرة اللغوية في مختلف المجالات، وهذا يقع على عاتق المعلمين في هذه المرحلة. مع زيادة الاهتمام بالصحة الجسمية والصحية والنفسية للطالب حتى يستطيع التركيز . والعمل على توفير ا لجو أو البيئة المدرسية لكي تزيد من الدافعية لدى الطلبة وتزيد من مستوى انتمائهم للمدرسة..
ان ضرورة التعاون بين المدرسة ، والأسرة فيما يتعلق بإتقان المهارات اللغوية غاية في الاهمية ، مع ضرورة متابعة أولياء الأمور لأبنائهم، وتبادل الزيارات المدرسية، وإعداد كتيبات ونشرات ومطويات توجيهية وتدريبية كذلك عقد الأنشطة المدرسية، وتوظيف الإذاعة المدرسية في محوري التحدث والإلقاء، والاستماع والإنصات لتدريب الطلبة على حسن الاستماع والتدرب عليه، مما يساعد الطلبة على كسر الحاجز النفسي، وتنمية القدرات اللغوية المختلفة، وتنبيه الأهالي، بالوسائل المتاحة، على مصادر ومراجع مفيدة لثقافتهم هم، وأخرى لأولادهم بحسب مستويات دراستهم.
اما الرياضيات فلها خصائصها ومزياها فهي تعلم وتنمي التفكير والتبرير وتدرب الطالب على حل المشكلات وكيف يكون ناجحا وواثقا من نفسه إذ أن الطبيعة المجردة للعديد من المفاهيم والأفكار الرياضية تجعل من تعليمها وتعلمها عملية صعبة مقارنة بغيرها من العلوم فالرياضيات تعتبر من المقررات التي تخاطب عقل الطالب وتنمي فيه الاكتشاف وحل المشكلات. . والقدرة على التعامل المنطقي مع ما حوله , وهذه المادة تعتمد على الفهم والتطبيق . أكثر من الحفظ والتذكر ومن هذا المنطلق كانت المهارات الأساسية للمادة مدخل عظيم للفهم والاستيعاب من قبل الطالب وفقدان تلك المهارات يؤدي إلى عدم القبول والاستيعاب , لهذه المادة من قبل الطالب
وأخيرا يجب ان نعترف ان العلاقة بين المعلم والمتعلم يشوبها الخلل اضافة الى المنظومة الاجتماعية والقيمية التي لها الدور الفاعل في تخلخل تلك العلاقة. ما يؤثر سلبا على مخرجات العملية التربوية حتى ان ذلك انعكس على المجتمع الاردني عامة.
وللحديث بقية