حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,11 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 20897

معاناة فلسطينيين هربوا من سوريا فضاعوا في مالطا

معاناة فلسطينيين هربوا من سوريا فضاعوا في مالطا

معاناة فلسطينيين هربوا من سوريا فضاعوا في مالطا

02-12-2013 06:20 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - يواجه عشرات الفلسطينيين واقعاً مأساوياً في مخيم معزول بجزيرة مالطا، بعد أن أفلتوا من الموت في عرض البحر، حيث كانوا هاربين من جحيم الحرب في سوريا أملاً في الوصول إلى الشواطئ الأوروبية وطلب اللجوء هناك، إلا أن القارب الذي كان يقلهم غرق يوم الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أي قبل يوم واحد من عيد الأضحى المبارك.

وتمكنت فرق الإنقاذ المالطية من إنقاذ 146 شخصاً فقط على قيد الحياة، من أصل نحو 430 شخصاً غرقوا في عرض البحر، فيما تم دفن العديد من الجثث التي تم انتشالها من البحر دون أن يتعرف أحد عليها، ما يعني أن أقاربها وذووها غرقوا ولم تتمكن حتى فرق الإنقاذ من انتشالهم.

ويعيش الفلسطينيون الناجون في مخيم معزول على أطراف جزيرة مالطا زارته "العربية نت" والتقت العديد من المقيمين فيه، حيث يواجهون أوضاعاً معيشية صعبة، فيما لا يزال كل واحد من الناجين يبحث عن أقاربه الذين التهمهم البحر متعلقاً بأمل العثور عليهم أحياء أو حتى انتشال جثثهم ودفنها في مكان معلوم.

وتقدم السلطات المالطية للناجين وجبة طعام واحدة في المخيم الذي يفتقد أصلاً للظروف الملائمة لحياة كريمة، كما تدفع مبلغ 130 يورو فقط شهرياً لكل واحد منهم لحين البت في قضاياهم وتسويتها، وهو مبلغ ضئيل جداً قياساً بمستويات الأسعار والمعيشة في البلاد.

استنفار في السفارة الفلسطينية

وقال السفير الفلسطيني في مالطا جبران الطويل في مقابلة خاصة مع "العربية نت" إن طاقم السفارة تم استنفاره بالكامل منذ اللحظة الأولى للكارثة من أجل تقديم المساعدات اللازمة للمنكوبين، مشيراً إلى أنه "يجري اتصالات يومية مع رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية في مالطا من أجل تسوية قضية الفلسطينيين الناجين وتحسين أوضاعهم".

وأكد الطويل أن السفارة تدفع مساعدات مالية للناجين بين الحين والآخر، كما أنها وفرت لكل واحد منهم هاتفاً نقالاً لتسهيل التواصل مع أقاربه وذويه خارج مالطا، فيما يجري الاستعداد لتوزيع مساعدات تتعلق بفصل الشتاء.

ويقول الطويل إنه "منذ كارثة غرق السفينة التي تقل هؤلاء اللاجئين والسفارة متوقفة عن عملها الدبلوماسي المعتاد ومتفرغة لمتابعة هذه القضية"، مشيراً إلى أنه "تم إلغاء العديد من الزيارات التي كان من المفترض أن تتابعها السفارة بسبب الانشغالات المتعلقة بهذه القضية".

وفرغت السفارة الفلسطينية في مالطا اثنين من كوادرها، هما جمال عزت وفادي حنانيا، لمتابعة مأساة السفينة التي غرقت في عرض البحر، حيث أكد كلاهما لـ"العربية نت" أنهما أمضيا عطلة عيد الأضحى في متابعة ملف اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من سوريا والذين غرقت سفينتهم.

تبرعات في مسجد الجزيرة الوحيد

ويستنفر نشطاء أوروبيون، ومالطيون، لتقديم المساعدات للفلسطينيين الناجين، في محاولة لتحسين أوضاعهم.

وقال عمار السعدي، وهو أحد أبرز رموز الجالية العربية في مالطا، إنه من خلال المسجد الوحيد في الجزيرة يتم جمع تبرعات أسبوعية لصالح الناجين من "سفينة الموت".

وأكد السعدي لـ"العربية نت" أن الواقع الذي يعيشه هؤلاء اللاجئون "مأساوي للغاية" ودفع الجالية العربية في مالطا إلى الوقوف صفاً واحداً من أجل دعمهم.

وإلى جانب الجالية العربية والمسجد الوحيد في مالطا ينهمك نشطاء أوروبيون من دول عديدة في تقديم المساعدات لهؤلاء الفلسطينيين بعد أن شكلوا مؤخراً ما أسموه "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا".

وبحسب طارق حمود، المنسق لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، والذي تحدث لـ"العربية نت" فإنه تم تقديم المساعدات لمئات الفلسطينيين في مختلف الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن الفلسطينيين الهاربين من جحيم الحرب في سوريا ينتشرون حالياً في مختلف الدول الأوروبية.

ويؤكد حمود أن "المخيم المأساوي في مالطا ليس سوى جزء من معاناة أكبر، أو أنه أحد جوانب هذه المعاناة فقط".

ويقول حمود إن هناك مخيما مشابها في مدينة كتانيا جنوب ايطاليا، وآخر في ميلانو شمالاً، وكذلك هناك لاجئون في اليونان ودول أوروبية أخرى.

مأساة فقدان عائلة في البحر

وروى أحمد عطوة، وهو أحد الناجين من الكارثة، حجم المأساة التي يعيشونها، مشيراً في مقابلة خاصة مع "العربية نت" إلى أنه "أفلت من الموت مع شقيقه الأصغر، بينما فقد والدته، وبقية أفراد عائلته في البحر".

ووصف عطوة مطولاً لـ"العربية نت" المأساة مشيراً إلى أن القارب الذي كان يقلهم، مع أكثر من 430 راكباً تعرض لإطلاق نار من أجل اجبار القبطان على العودة الى ليبيا، إلا أن إطلاق النار أدى إلى غرقه.

وقال عطوة: "أتذكر عشرات الجثث التي شاهدتها تطفو على سطح البحر، وأنا أكافح الموت، حتى وصلت طائرة مالطية وقامت بإنقاذي مع آخرين، فوصلت الى هذه الجزيرة لا أملك أية أموال ولا أوراق ثبوتية، حيث كان كل شيء مع والدتي التي لا أعلم عنها شيئاً".

ويؤكد عطوة أن الحكومة المالطية تقدم وجبة طعام واحدة لكل لاجئ في المخيم، يتم توزيعها عند الساعة 12 ظهراً، فيما تتكفل السفارة الفلسطينية بتوفير المياه، بينما يتكفل بعض النشطاء بتوفير الاحتياجات الأخرى للاجئين.

يشار إلى أن الفلسطينيين في سوريا يعانون أوضاعاً مأساوية منذ بدأت الثورة في العام 2011، وهي أوضاع دفعت أعداداً كبيرة منهم لمغادرة البلاد، إلا أنهم واجهوا ظروفاً صعبة أيضاً في بعض الدول التي هاجروا إليها، وهو ما يدفع الكثيرين إلى التفكير في الهجرة إلى أماكن أخرى، ولو بوسائل غير مشروعة.








طباعة
  • المشاهدات: 20897

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم