02-12-2013 06:24 PM
سرايا - سرايا - بتجاعيد وجهه التي لآتعبر إلا عن الشقاء والإنتماء للحياة ، وبنبرات صوته المثقلة بقضايا المجتمع المتواصلة ، ومن حكايات فلسطين حتي "حداويت الحارة" إلى هموم الشعب تتعدد القصص علي طول ساعات العمل في صالون الحلاقة المتواضع بأدواته وتجهيزاته القديمة جداً ،يحاول أن يثير قضايا المجتمع من خلال الزبائن الذين يزورونه بين الفينة والأخرى حتى تحول الصالون إلي مكان تجمع يومياً بعد صلاة العصر لتقص القصص الشعبية والإجتماعية .
الحلاق المُسن محمد موسى الشنا (71 عام ) وُلد في مخيم خانيونس للاجئين وحيد الأبوين، حيث توفي والده وهو في أول شبابه في سن الخامسة عشر وبدأ هم العائلة وأهله يزداد شيئاً فشيئاً لآسيما بعد وفاة والده ومحدودية الدخل للمنزل
تعلم الشنا مهنة الحلاقة عند أحد أقربائه في مخيم خانيونس للاجئين جنوب قطاع غزة لتكُن مهنة العُمر ومصدر رزق له ولعائلته التي كبر وترعرع فيها إلى أن أصبح حفيد ل35 فرداً جُلهم من الأطفال
بدأت مهنة الحلاقة تكبر شيئاً فشيئاً إلي أن وصل الحال به أن يصبح صاحب صالون حلاقة بعد أن تمكن من إتقانها بشكل جيد وإستقر في صالون حلاقة بجوار مسجد بلال في شارع البحر لأكثر من عامين وبعدها إنتقل الى أماكن عدة إلي أن إستقر الأن في منزله في حي الأمل بشارع القدرة حسب ما يُعرف .
يروي الحاج أبو موسي شنا كما يُعرف في خانيونس " إن بداية عملي في الحلاقة كانت بعد وفاة والدي عندما تعلمتها عند أحد أقربائي وهو عزات الشنا وإفتتحت أول محل للحلاقة عام 1964م كان في شارع البحر ، بعدها طُلبت لجيش التحرير وأنضميت له في عام 1965م لمدة ثلاث شهور حتى تم اعفائي لاني وحيد لأهلي، رجعت لعملي عامين متواصلين ثم بدأت الحرب عام 1967م وهُجرنا للأراضى المصرية لمدة عامين وفي 10/10/1969م عُدت لخانيونس وباشرت العمل بالحلاقة من جديد" .
ويواصل "الشنا" حديثه بوصفه للمهنة الإجتماعية " بدأت مهنة الحلاقة المهنة الأساسية التي أعتمد عليها كدخل ومصدر للدخل في حياتي ، بعدها تزوجت ورُزقت بـ9 من الأبناء والبنات و كبروا وأصبح يعملون ويعتمدون علي أنفسهم في حياتي"
ويتحول صالون الحلاقة لمكان اللقاء بين المواطنين فيتداولون قضاياهم، يبين الشنا: " أصبح الصالون عبارة عن مكان للقاء الإجتماعي وليس للحلاقة فحسب ويتم مداولة القضايا الإجتماعية والحياتية التي من خلالها نثير قضايا مهمة ونبدي رأينا فيها كرجال كبار في السن"
وحول الأدوات المستخدمة في الحلاقة في ذلك الوقت ، قال الحلاق الشنا: "هناك عدة أدوات كنا نستخدمها في الحلاقة وأننى ما زلت أستخدمها لآنها عملية أكثر ولآتحتاج لكهرباء لاسيما وان الكهرباء تنقطع بشكل مستمر وأن هذه المكينة اليدوية وفرت الكثير من التكلفة وإستمراية الكهرباء رغم أنها مجهدة إلي حدٍ ما لكن تؤدي الغرض المطلوب منها من الحلاقة ، ولازالت استخدم المسن اليدوي للموس الحالق والمقص والعديد من الأدوات أحتفظ بهن إلي حد هذ اليوم إلي جنب العملات التي كانت تستخدم في ذلك الوقت".
أبو إبراهيم (60 عام ) قال أن الحلاق الشنا له وجوده في المخيم بخانيونس والجميع يعرفه لآسيما وأنه له عمر كبير في مهنة الحلاقة ، مشيرا: "نشهد له بحسن عمله وإنتمائه لعمله خاصة وان هذه المهنة متعبة إلي حد ما لآنها تستجوب الوقوف والحركة المستمرة ولكن الوضع الأن تغير لآن صالونات الحلاقة أصبح بكثرة وإختلفت قصات الشعر عن القدم إلي جنب التطور التكنولوجي في أدوات القص ".
من جانبه قال الحلاق الشاب ( إبراهيم الفسيس ) من شمال قطاع غزة إن الحلاقة في وقتنا هذا إختلفت كلياً عن الحلاقة في القدم والادوات إختلفت الأن هناك ماكينة تستخدم تقوم بقص الشعر دون الحاجة الى حركة الأصابع ، ولكن المواطن الغزي يُفضل الحلاقة علي الماكينة الحديثة لآنها أسرع ولا تحدث ثغرات في الحلاقة .