03-12-2013 09:38 AM
بقلم : د.زيد خضر
أقرت الحكومة " الإسرائيلية " مؤخراً قانون برافر- بيغين العنصري الذي يقضي بتدمير عشرات القرى العربية غير المعترف بها في منطقة النقب الفلسطيني وتهجير عشرات آلاف المواطنين العرب من ديارهم ، ومصادرة نحو 800,000 دونمًا من أراضيهم ،وسيطال التهجير حوالي 70 ألف فلسطيني .
وكان يوم 30/11يوم غضب فلسطيني عارم،فَتحت عنوان "برافر لن يمر" انتفضت المدن الفلسطينية في الداخل الفلسطيني والضفة وغزة ضد هذا القرار ،وخرجت مسيرات احتجاج ضد القرار في كثير من مدن العالم حتى الأوروبية والأمريكية .
وكانت كُبرى المظاهرات والاحتجاجات في الداخل الفلسطيني تلك التي شهدتها مدينة " حيفا " ،التي تعتبر كبرى المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948م والهامة جداً للصهاينة ،فقد أَغلق المحتجون العرب المدينة لأكثر من ساعتين ، وجرت اشتباكات فعلية بين الشبان العرب والصهاينة ، استخدم فيها المحتل قنابل الغاز المسيلة للدموع ، وخراطيم المياه ، والعصي ،والسحل والاعتقال ، مما ذكرني بفض المسيرات السلمية العربية إلا أنه في حيفا لم يُستخدم الخرطوش والرصاص الحي ولا حتى السلاح الأبيض .
عندما تنتفض حيفا يعني ذلك أن الشعب الفلسطيني لا يزال حياً ، فخمس وستين عاماً من الاحتلال لم تنس الفلسطيني وطنه ، وظل الأجداد يعلمون أبنائهم معنى الأرض والكرامة والحرية .
في حيفا انتفضت الحرائر لتدافع عن أرضها وكرامتها ، فضُربت وسُحلت ،تماماً كما فُعِل بحرائر وفتيات مصر ، لكني أجزم أن تلك الفتيات ستعلم أبنائها التضحية في سبيل الحرية والكرامة ،والدفاع عن الأرض والمقدسات.
عندما تنتفض حيفا نرفع رؤوسنا اعتزازاً بشبابنا الذين يقاومون الطغيان أينما وجد وأياً كان مصدره من قريب أو بعيد ،وسنتعلم منهم دروس الكرامة والعزة .
عندما تنتفض حيفا سيخفض البعض منا رؤوسهم خجلاً من أولئك الشباب المرابطون الثائرون ضد جلاديهم ،لأنهم لم ينصروهم بل نصروا أعدائهم الصهاينة
عندما تنتفض حيفا يعني أن النصر قريب إن شاء الله ،فتحية لحيفا ولكل الشرفاء