03-12-2013 10:29 AM
بقلم : صفوت سامي حميدات
عندما يكون الحديثُ عن القدس يكون للكلمات عبقٌ آخر .. ويصمت كل شئٍ رهبةً ..!! ولعل ما أكتبهُ هنا هو “زفرة” قوية للفت النظر لواقع مؤلم جدا جدا .. واقع كنا سببا فيه .. واقع لم نسع الى الآن لتغيره .. ولم يسعَ العرب ولا المسلمون لتغيره ..
يهزني كثيرا كلما قرأت عن تنظيم رحلات سياحية تشد الرحال من جميع أرجاء العالم بما فية أراضي فلسطين المحتلة إلى هناك حيث المسجد الأقصى .. هنا أجدُ في جوفي سؤالٌ لزائرنا "حسن الهندام .. نظيف الثياب" .. المسجد الأقصى أجئت تزوره ام جئت من قبل الضياع تودعه .. !!
ليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدماء القلب .. وليس السكوت الذي يحدثه الملل كالسكوت الذي يوجده الألم .. إنها نهاية حلم رهيب و يقظة من سبات عميق .. عربدت فيه كل الطواغيت .. وفي القدس تستوقفنا المأساة لتحفر عن الينبوع في وجداننا .. وتنزع أتربة الرتابة الومضة في فؤادنا .. تهزنا وتنا دينا أين أنتم ؟؟؟؟؟؟؟
كل التغير بالبنية الطوبوغرافية والبنية السكانية .. ومازال المدافعون عن القدس يتسلحون بالشجب والأستنكار .. أما كفاكم لعبا بالعواطف الجياشة والأحاسيس المرهفة وضحكا على الدقون الموحلة بالهم والشجون .. ومازال بالعمر بقية لنستوضح الوجوه لنخبر التأريخ كيف حكايتنا ستكون ..
رحم الله اسدا من اسود المسلمين الأ وهو خالد بن الوليد رضي الله عنه حين شاخ وكبر حمل المصحف بيديه وأخد يبكي وقال "أشغلنا عنك الجهاد" .. أما أنتم فما الذي أشغلكم عن المسجد الأقصى ونصرته ..؟! أهو السهر المتواصل على تخوم الأمة .. لحمايتها من الأعداء المتربصين بها من كل حدب وصوب .. أم تفتيتها وبعثرة طاقاتها وإمكاناتها ..؟!
وإلى أن يُجاب على تلك الأسئلة وغيرها التي تلهج بها أوطاننا السليبة آناء الليل وأطراف النهار.. نقول: هذا هو واقع الحال الذي يمر به المسجد الأقصى هذه الأيام .. فهو يفتقد للأب الحاني الذي يوفر له الأمن والأمان .. ويذود عنه من الهجمات الاستيطانية-الاحتلالية-الإحلالية التي تستهدفه تاريخاً وعقيدةً .. وعليه.. فمن للأقصى غير أهل فلسطين .. ومن يجود بالنفس والمال والولد من أبناء الأمة صوننا للعقيدة واحتراما للكرامة وخوفا من التأريخ ..
يا قدس عذراً فالجهاد جريمة عند العباد.. جرمة ذلك الجهاد باعوا انفسهم .. وهبو ارواحهم ماتوا ليحيا غيرهم .. فاسالوا من في السجون فاذا بهم البسوا ثوبا من الارهاب ليس بثوبهم .. هم مرهبون لكنهم للكفارين الظالمين الغاصبين لكل افاك اثيم .. يا ايها الاقصى المبارك عذرا تلك القيود ..
والله لو كانت جيوش اليهود ما كنا نحيد .. لكنها الاسوار والاشواك والسد العنيد صنعت بايدي قومنا وتفننوا في ردنا .. وتسابقوا في وآدنا يا ليتنا متنا .. ولم نسمح بتنديس اليهود لكرامة الاقصى .. فكم في ساحة بال القرود ..
نسأل الله تعالى أن يطهره من دنس المحتلين الغاصبين .. وأن يرزقنا صلاة فيه وقد رفعت فيه رايات الحق والتوحيد .. وأن يثبت أهل فلسطين عروس عروبتنا ويوحدهم لتحريره وتطهيره من دنس الصهاينة المحتلين ..
لكل من عرف الكلام وصمت أقول أنت مدان .. ولكل من عرف الهوان وقنط أقول ضاق الزمان .. أذن لنبحث عن السبب فلكل حادث حديث ولكل حديث شجون .. لهذا أشجيتمونا بصمتكم مهداة لكل نبض الأمة .. !!!
لو كان حبك يا فلسطينُ .. يا قدسُ داء فلا اريد له دواء .. لو كان حبك برد وشتاء ..