03-12-2013 03:19 PM
بقلم : عيسى عثمان مبيضين
اكثر من عام ارهقنا التفكير بمستقبل انهيار الدينار,والفاظ الافلاس لمؤسسات الدولة –كالضمان-,اتعبت قلوب الاردنيين قبل مسامعهم,ارتفاع المديونية بنسب متفاوته منذ اكثر من عام تزامنا مع رفع الاسعار والدعم عن بعض السلع,فزاعة رفع اسعار الخبز,كل هذا ارهق كاهل الوطن اقتصاديا من زاوية طرد الاستثمار والسياحة,والتحفظ النقدي ,والتحويل من الدينار الى العملات الاجنبية.
لقد استطاع الرئيس النسور تصحيح العديد من التشوهات في اسعار بعض السلع,كما لا انكر عليه صبره وتحمله للنقد اللاذع والاساءة احيانا,وكأن الرجل يخبئ في جعبته مجموعة من المفاجات –نتمنى ان تكون ساره-حتى اصبح النسور بالنسبة لنا صندوقا اسودا لن نحكم عليه سلبيا بقدر ما ننتظر نتيجة كل قراراته قبل ان يغادر الدوار الرابع,وبخلاف ذلك فانه سيبنظم الى قائمة المحبة والكره لا اكثر,بدلا من الانجازات.
اطلالة جديدة قبل ايام للنسور يبث فيها حالة من التفاؤل من حيث بدا حين تولى مهمة الرئاسة وهو انهيار الدينار,فكانت الرسالة بان الدينار مستقر وفي افضل حالاته,وكانه اراد ان يعود معنا تصاعديا وقد عدت بالذاكرة حينما كنت طالبا في مرحلة الماجستير ,فقد كنت اقول لاستاذي باني اعاني رغم دراستي من عدم القدرة على حل بعض الاسئلة,اجابني بان السؤال الذي لايحل تنازليا...يحل تصاعديا,وسؤالي هنا لدولة الرئيس هل اعددت قائمة بعناصر اسئلتنا لتحلها كما بدات يوم امس بالدينار؟
النسور في فترة رئاسته اجاد لغة الجسد,وكان بارعا في القدرة على ايصال قراراته الصعبة الى حد القناعة احيانا,وكان ذكاؤه يقفز عن طبقة المحلليين الاقتصاديين والمعارضين,لانه كان يخاطب عامة الشعب وهم الطرف الثالث والمهم في المعادلة ,فالطرف الاول الحكومة والثاني هو الحراك والمعارضة بشتى اشكالها وتوجهاتها,اما في الفترة الاخيرة وحينما افتقد الرئيس الى ادوات اقناع جديدة للطرف الثالث الذي بدا متململا ,مع ضعف الادوات الاعلامية, معتمدا النسور بهذا التجاهل على الظروف السياسية المحيطة وردة فعل الشارع تجاه ما يحدث في مصر ,مع سياسة استرضاء داخلية خفية نوعا ما,كان لا بد له من اللجوء لبث التطمينات العامة دون الولوج في التفاصيل التي ينتظر المواطن منها ان تعيد حالة من الرخاء افتقدها في الاعوام الاخيرة.
اما سياسيا فقد استهل الرئيس عملة حين التكليف بلقاء جمعه مع قيادات الاخوان المسلمين في الاردن,الذين اشهروا حينها بطاقة حمراء في وجه النسور رافضين كل انواع المشاركة ,وقتها قلت في مقال سابق لي بانني اخشى ان تكثر البطاقات وان يخرج طرف من اللعبة (غير الدولة طبعا),فقد اشهر النسور بطاقة صفراء ومضى قدما في اجراء الانتخابات النيابية والبلدية معتمدا على اسس من الشفافية اعلن عنها والتزم بها ,وهنا يأتي السؤال :هل سيشهر النسور بطاقته الصفراء الثانية في وجه الاخوان,خصوصا بعد تراجع شعبيتهم وضعف تواجدهم ومبادرة زمزم وفقدانهم لمكتب الارشاد؟ام انه سيعود لفك حالة من التازيم السياسي بينهم وبين الدولة الاردنية؟
اسئلة عديدة على النسور ان يجيب عليها مترجما بذلك بخطة افصاح واضحه,نتمكن من خلالها معرفة مدة بقائه في الدوار الرابع ,وبالوقت نفسه حقنا بالحصول على رؤيا لما هو قادم,للخروج من عنق الزجاجة الاقتصادي,اما النفق السياسي فلم يعد مظلما في ظل وجود جهاز امني يعرف واجبه جيدا وينفذه بمهارة عالية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-12-2013 03:19 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |