04-12-2013 09:30 AM
بقلم : ديما الرجبي
عندما ينقسم الملايين من البشر الى معسكرين متجابهين ، الصف الأول " عربي " والصف الثاني " عربي بإمتياز "
هنا يصبح الحَكَم " هم " !!
من كان يملك موقفاً ثابتاً أصبح يجري وراء خياراتٍ ويفتح المجال للحوار !! . موقف تركيا مثير للشبهات ، والغزل الذي يُمنح لإيران بإعتبارها قوة عُظمة مخيفة أمسى حدوتة باهتة ، فهم كما فرعون سيخضعون كل من تسول له نفسه " بالممانعة " الى سلطتهم ، وما أن تقترب المسألة من جديتها سنلاحظ تغير مواقف كثيرة ، ومن هنا نستطيع القول بأن الخطر ليس من الخارج ، بل من المحيط الداخلي .
من المبررات التي يعتنقها البعض بأنه إذا ما أفرغت الساحات ، سنجري الى البوابة !!
بمعنى ان لكلٍ منهم الحق بحماية حدوده خصوصاً إذا ثبت بأن تحالفهم الأول هزيل ولا يصلح للدفاع ؟!!
كيف ؟ أنتم لا تعطون انفسكم الفرصة لإثبات أنكم تستطيعون أو لا ، وتختارون الطريق الأسهل ، ولكن بالمحصلة الحرب حاصلة والضرر قائم ومن يجمعكم اليوم سينسفكم غداً ، وهذه وقائع لا يختلف بشأنها إثنان من العامة على الأقل .
هنالك حرب مرئية مسموعة تُشن وبقوة على مسامع الشرق الأوسط ، ليدفعونا الى الجنون ولتقسيمنا الى معسكرات متناحرة ، لنصل الى درجة الهيجان ، ونفقد الحكمة والتوازن والقرار الصائب .
لم ندعم حركات المقاومة ، ولم نتبنى أي حركة تحالفية ضد الأنظمة الديكتاتورية ، ولم نقف يوماً على موقفٍ واحد الا وتراخينا من جديد ، بصدق أعتقد أن من الحكمة إن أردت ان تزرع خيراً أو شراً ، أن تكون صاحب موقف ثابت ، على الأقل سترى بأن هنالك من يقف من ورائك مؤمناً بقدراتك ويستمد القوى من ثباتك .
أما حال الشرق الأوسط اليوم ، كما الراقصة لا تعلم كيف تبدأ ومن تُرضي وأين تجد الغنيمة الأسمن وكيف تتوقف عن الرقص ؟!!
وبثبات القوى الخارجية على موقفها ، وإن كان في باطنه شراً لا محالة ، سيوحي لذوي الأنفس الضعيفة بأنهم على حق بإتباع من يجهر بالصوت وينفذ القول .
هنا يتم الجهر على الملأ بأنهم هم أصحاب قضية ، ظالمة أم عادلة لا يهم ، المهم أنهم يستخدمون كل الذخائر للسيطرة على العقول الباردة ، وهذا ما يحدث ، وذلك أشدُ بطشاً من إراقة الدماء .
نعم هنا موتٌ على يد عربي ، وهناك موتٌ بتخاذل عربي .
والله المستعان