05-12-2013 04:12 PM
سرايا - سرايا - تمكن الفريق الطبي المكلف بمتابعة الحالة الصحية لمريض السمنة خالد شاعري, من إجراء العملية الجراحية بنجاح، اليوم، في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض.
وأمضى 40 طبيباً وطبيبة، يترأسهم الجراح عائض القحطاني، 55 دقيقة في استئصال نسبة 80 % من معدة المرض، ثم نُقل إلى الجناح الخاص به من دون إدخاله العناية الفائقة، وذلك في ظل فرحة كبيرة أبداها الفريق المعالج ووالدا المريض اللذان عاشا ساعات عصيبة منذ فجر اليوم.
وفور خروج "شاعري" من غرفة العمليات، عقد مؤتمر صحفي ضخم حضرته وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، وتحدث خلاله المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور محمود بن عبدالجبار يماني، وألقى جميع أعضاء الفريق الطبي كلمات خلال المؤتمر.
وقال رئيس الفريق الطبي استشاري جراحة المناظير والسمنة بالمدينة الطبية، الدكتور عائض بن ربيعان القحطاني: "المريض "شاعري" وصل قبل الساعة الحاسمة إلى مرحلة متقدمة من التحسن الطبي فيما يتعلق بوظائف القلب والرئتين وتورم القدمين، وهذا ما ساعد على تنفيذ العملية التي قسمناها إلى ثماني مراحل".
وأضاف: "المرحلة الأولى كانت نقل المريض من غرفته إلى غرفة العمليات، والثانية كانت نقله إلى طاولة العمليات بواسطة الرافعة، أما الثالثة فكانت تخديره، ثم المرحلة الرابعة التي كانت تقييم المريض قبل التدخل الجراحي".
وأردف: "خضع المريض للمرحلة الخامسة وهي تنفيذ العملية الجراحية، ثم المرحلة السادسة وهي الإفاقة من التخدير، وبعد ذلك تمت المرحلة السابعة من خلال نقله من طاولة العمليات إلى سريره وفي النهاية أُعيد إلى غرفة النقاهة".
وتابع: "أنا وزملائي عملنا كفريق واحد مع خالد شاعري طوال الأشهر الثلاثة الماضية، وجهزّنا كل شيء لإجراء العملية لأن مريض السمنة حساس وهذا أمر معروف على المستوى العالمي، ومن ثَم فإن حياته كانت مهددة لو لم نأخذ الوقت الكافي في التحضير".
وقال "القحطاني": "أكبر صعوبة واجهتنا كانت التاريخ المرضي لـ"شاعري" حيث كان قد أجرى عملية جراحية في منطقة البطن في الصغر، وخضع لعملية إزالة بنكرياس، وهو يعاني من التصاقات شديدة في الجدار الخلفي للمعدة، لكن العملية تمت بنجاح, والآن نجهز البرنامج التأهيلي الذي حصلنا عليه من الولايات المتحدة لتطبيقه على المريض في مرحلة ما بعد العملية حتى لا يستمر على تناول الفيتنامينات".
وأضاف: "حالة "خالد" كانت تمثل لنا تحدياً كبيراً، فهو أضخم رجل في العالم، ولن تقبل أغلب المستشفيات العالمية قبوله بسبب حجمه، ومخاطر العملية، وجراحة البطن السابقة، فضلاً عن أن نقله إلى خارج المملكة يحتاج إلى طائرة متخصصة، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مركز للسمنة وشراء رافعة من الولايات المتحدة الأمريكية".
وفيما يتعلق بالتكلفة المادية العامة للعملية الجراحية، قال القحطاني: "العلاج حق مشروع كفلته الدولة للمواطن، ولكن عندما نتحدث بلغة الأرقام فإن العملية لن تقل تكلفتها عن ثلاثة ملايين ريال، وسيتضاعف هذا الرقم لو أخذنا في الاعتبار ثمن الرافعة الضخمة والسرير المصنعين خصيصاً لحالة "شاعري"، وسيستفاد منها في المركز الجديد للمرضى".
وقدّم المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية، الدكتور محمود بن عبدالجبار يماني خالص التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين, وولي عهده ووزير الصحة عبدالله الربيعة, وعائلة خالد شاعري على نجاح العملية.
وقال: "حالة "شاعري" فتحت آفاقاً أوسع من كونها مجرد عملية حيث تم إنشاء مركز عالمي متخصص في إجراء عمليات السمنة المفرطة، بعدما كنا نجري العمليات السابقة التي بلغ عددها خلال السنوات العشر الماضية أكثر من 500 عملية في أقسام الجراحة".
وأضاف "يماني": "مدينة الملك فهد الطبية وضعت كل إمكانياتها الفنية والبشرية في يد الفريق المعالج لرعاية المريض "شاعري"، وقد راعينا الجوانب النفسية والاجتماعية للمريض حتى وفقنا الله تعالى للخروج بأفضل النتائج".