07-12-2013 10:18 AM
بقلم : العميد حسن فهد ابوزيد
بشاعة جرائم الانسان ضد اخيه الانسان فاقت كل انواع الجرائم في تاريخ البشرية حتى اصبح الانسان عدواً لبني جنسه وكأننا في غابة نطبق فيها شريعة عدوانية ضد ابناء جلدتنا التي حرّمها الله يقول الله جلّ وعلا في صورة المائدة الآية 32 (من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفساً بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعاً) نحن في الاردن والحمد الله ننعم بأمن واستقرار لا ينعم به غيرنا في الكثير من دول المنطقة كل ذلك بفضل توجيهات القيادة الهاشمية الحكيمة لأجهزتنا الامنية المختلفة في بلدنا وعلى راسها جهاز الامن العام والذي يلعب دورا مهما للتخفيف من بعض القضايا الجرمية التي اصبحنا نعاني منها في مجتمعنا
وللحد من هذه الآفات بتعاون الاجهزة ذات العلاقة في اجهزة المخابرات العامة والامن العام بكافة صنوفه والدرك الذي يقف جنباً الي جنب ليشكلوا صورة جميلة في تكاتفها وقوتها من اجل الوطن والمواطن حتى اصبحنا في الاردن كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضوا تداعى له باقي الاعضاء بالسهر والحمى من اجل القضاء على بعض الجرائم الاجتماعية الخطيرة جداً والغريبة على مجتمعنا والتي بدأنا نشاهدها هنا في مجتمعنا الاردني وللأسف من جرائم متكررة والتي اخذت صورا كثيرة كالعنف الجامعي والعنف المدرسي والعنف المجتمعي والاسري ان جاز لي التعبير حتى اننا فجعنا اخيراً بالجريمة البشعة والقذرة التي ارتكبت لطالبة ال البيت الجامعية في سنتها الثالثة من قبل احد لوحوش البشرية الذي مارس تنفيذ جريمته بصورة تقشّعر لها الابدان دون صحيان من ضميره الميت اصلاً بعد ان كان قد رسم خيوط هذه الجريمة في مخيلته الي ان طبقها على الواقع في ظلمة احد الليالي وفي توقيت اعد له مسبقاً
هذه الجريمة هزت كيان كل الشعب الاردني خصوصاً طلبة الجامعات والهيئات التدريسية فيها نظراً لبشاعتها وحقارة وحقد مرتكبها ضد هذه الفتاة البريئة في مقتبل العمر وهي متجهة الي جامعتها او الي بيتها فهناك تضارب بالنسبة لتوقيت الجريمة وهناك امور كثيرة ما زالت غامضة وقد يكون ذلك من اجل سلامة التحقيق الذي نأمل ان يكشف للمجتمع الاردني بكل شفافية ووضوح عن توقيت والاسباب الحقيقية من وراء ارتكاب هذه الجريمة البشعة ومهما كانت منعاً للتأويل والتحريف وخلق القصص بهدف تشتيت المواطنين عن الحقيقة وأيا كانت هذه الاسباب كلنا امل بقضائنا العادل ان يبّت في هذه القضية التي اشغلت الراي العام بأكمله وفي اسرع وقت لا ان تأخذ شهوراً او سنوات خاصة ان المجرم موجود بين يديّ العدالة حيث كان لأجهزتنا الأمنية لرجال الامن العام البواسل الفضل الكبير في سرعة القاء القبض على المجرم خلال ساعات من تنفيذ جريمته وهذا يسجل لرجال هذا الجهاز الذين وجدوا لحماية المواطنين من هنا نتمنى وضع المواطنين اولاً بأول بصورة التطورات ومن مصادرها الحقيقية وعدم ترك الاعلام بالتحليل والتخمين الذي قد يشوه الصورة الحقيقية لما جرى اعتقد ان ذلك سيخفف من اطفاء اللهيب الذي يشعر به المواطنون اتجاه هذه الجريمة هذا من ناحية ومن ناحية اخرى نأمل ان يكون الحكم رادعاً وحازماًً لكل من تسول له نفسه من امثال هذا الوحش البشري الحاقد نأمل بسرعة الاجراءات القضائية في هذه القضية كالسرعة التي تميز بها رجال الامن العام من بحث جنائي وامن وقائي وغيرهم ممن ساهم وبسرعة قياسية بوضع هذا المجرم بين يدي العدالة
اللهم اجعل هذا البلد امناً مطمئناً سخاءً رخاءَ وارزق اهله من الثمرات وسائر بلاد المسلمين