حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,21 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 16652

إلى متى تبقى مسألة العنف الجامعي تراوح مكانها؟!

إلى متى تبقى مسألة العنف الجامعي تراوح مكانها؟!

إلى متى تبقى مسألة العنف الجامعي تراوح مكانها؟!

08-12-2013 04:32 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. إبراهيم بدر شهاب الخالدي

العنف الجامعي خصوصية أردنية بامتياز ، ينفرد بها الأردن دون سواه من دول العالم ، ويمثل مشكلة مؤرقة مزمنة مهملة بلا حلول ، وقد شوهت صورة جامعاتنا ، كما شوهت صورة مجتمعنا وبلدنا عربياً ودولياً ، ومزقت النسيج الوطني البريء ، الذي كان معروفاً بتلاحمه وتماسكه ونقاوته . وأسباب العنف الجامعي في بلدنا معروفة للجميع ، والحلول معروفة كذلك ، ولكن لا تتوافر الإرادة السياسية والجدية اللازمة لتطبيق تلك الحلول ، أو اتخاذ الإجراءات اللازمة الصارمة التي تحول دون نشوب الخلافات والمشاجرات ، ويبدو أن هناك شياطين تغذي العنف الجامعي داخل أسوار الجامعات وخارجها ، ولا ندري ربما يسعى هؤلاء إلى إفساد النظام التعليمي في الأردن ، الذي حقق سمعة طيبة على مستوى العالم ، وقفز قفزات نوعية أثارت غيرة الأقارب وحفيظة الأباعد ، أو أن هناك أصابع خبيثة تعبث بالجامعات وبالوطن برمته ، وما تفتأ كل حين تثير زوبعة هنا وهناك ؛ لتحقيق مآرب ضيقة على حساب الوطن والمواطنين !. وبالتالي تحاول إجهاض أية فكرة ناجعة أو حل دائم لهذه المشكلة .


وبما أن المسألة قائمة دون حل ، أو حتى دون بوادر للحل ، وما تزال تراوح مكانها إلى أن يشاء الله ، فقد رأينا أن نسهم بتقديم بعض الاقتراحات العملية الممكنة التطبيق ؛ لعلها تجد طريقها إلى التنفيذ العملي بأيسر سبيل ، متى خلصت النيات وصحت العزائم .


تتلخص الاقتراحات في النقاط التالية :


1- ضرورة تعديل أنظمة الجامعات ، ولاسيما مطالب التخرج فيها ، بحيث يفصل أي طالب يقل معدله الفصلي عن 70% ، وذلك ابتداء من الفصل الدراسي الأول ، الذي يدخل فيه الطالب أعتاب الجامعة ، ذلك أن معظم الطلاب الذين دخلوا الجامعات بمعدلات متواضعة ، ومعظمهم كان قد حصل عليها بطرائق ملتوية ( والطرائق الملتوية كثيرة لا تحصى ) أو تم حشرهم فيها بطريق الواسطة ، أو بقوائم الاستثناءات ، وجاؤوا إلى الجامعات محملين بالعقلية المستهترة التي تربوا عليها في مرحلة ما قبل الجامعة ، ودرجوا على نمط من السلوك بالأساليب الملتوية التي أوصلتهم إلى الجامعات ، ولأهداف ليس أدناها : التسلية ، والتسكع ، وإضاعة الوقت في ملاحقة الجنس الآخر ، والاستمتاع بمزايا البيئة الجامعية ، هم الذين يفتعلون المشاجرات ، وهم الذين يحطمون المباني والأجهزة والمختبرات . وبهذا الاقتراح نقطع عليهم تحقيق أهدافهم المريضة هذه ، وندفعهم إلى الاهتمام بالعلم ، والحرص على التفوق ، أو على الأقل الاستمرار بالدراسة الجامعية ، والتخرج فيها بمعدل مقبول ، يؤهلهم للوظيفة الحكومية أو لسوق العمل .

2- التصدي بحزم لهذه الظاهرة . ومع يقيننا أن الاقتراح الأول ناجع إلى حد بعيد ، ولكن لا يخلو الأمر من طلبة تقصر جهودهم وعقولهم عن تحقيق تلك المطالب ، فيتذرعون بذرائع شتى لتبرير فشلهم وتقصيرهم ، وبالتالي يلجؤون لافتعال المشاجرات والعبث بمرافق الجامعات ، عندها يكون هذا الاقتراح الثاني لهم بالمرصاد ، الذي مفاده : الفصل المباشر لكل طالب ينخرط بصورة مباشرة أو غير مباشرة في مشاجرات أو تحطيم الممتلكات ، ومنع قبوله في أية جامعة أردنية ، وبذلك نستأصل بذرة الشر من جذورها ، ونزرع الخوف في قلوب من تسول لهم أنفسهم الانزلاق في مشاجرات طلابية أو التحريض عليها ، وبذلك نصطاد عصفورين بحجر واحد ، فمن أمن العقاب أساء الأدب ، كما تقول الحكمة . على أن يرافق ذلك إجراءات صارمة تحول دون السماح لوسطاء السوء ، من طالبي الشهرة والسمعة الزائفة بالتدخل في هذا الأمر ، من أجل إعادة أي من الطلبة المشاكسين أو المجرمين إلى مقاعد الدراسة ! وتوجيه أصابع الاتهام إليهم وفضحهم ؛ لأنهم يغذون ظاهرة العنف هذه ، ويساندون العابثين والفاسدين .

3- إلزام المدرسين في الجامعات بتكليف الطلاب بإعداد أبحاث وتقارير متصلة بكل مادة تدريسية ، وتخصيص جزء من علامات المادة لهذه الواجبات . الأمر الذي يدفع الطلاب لولوج المكتبات الخالية من الرواد ، وإحياء دورها في إثراء الفكر وتهذيب السلوك . وهو ما يضطرهم إلى الجدية في البحث والمطالعة والتحضير للواجبات الجامعية ، بما يصرفهم عن افتعال الخلافات والانخراط في المشاجرات أو تكسير الممتلكات ، أو تحقيق أهدافهم المشار إليها ، وتكريس تفكيرهم وجهودهم لخدمة أهداف الجامعة ، في تخريج طلاب متميزين هدفهم العلم ، وخدمة أنفسهم ووطنهم ، وهو ما من شأنه رفع سوية جامعاتنا ، ويزيدها ألقاً وإشراقاً . وبذلك نعيد للجامعات هيبتها ومكانتها ، بما يمكنها من أداء رسالتها التي أنشئت من أجلها ، وتحقيق طموحاتها التي تسعى لها .

هذه الاقتراحات تبدو سهلة وبسيطة ، بل هي كذلك ، وهي فعالة إلى حد كبير متى أخذت بالجدية اللازمة ، مدفوعة بالنية الصادقة ، والجهود المخلصة . والله الموفق .








طباعة
  • المشاهدات: 16652
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم