حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25485

العشائر .. ضحية الواقع

العشائر .. ضحية الواقع

العشائر .. ضحية الواقع

08-12-2013 04:49 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عيسى عثمان المبيضين

بدائية العالم الثالث وبساطته اصبحت شبحا يطارد ابناء هذه المناطق الممتده على رقعة واسعة من العالم ,ويأتي تصنيف هذه المناطق كذلك اما لنقص الموارد,او ضعف الادارة,او نتيجة لحرب اهلية ,او استعمار وحركات تجهيل يقودها العالم المتقدم مستعمرا بذلك الفكر والارض والانسان وسياسة تلك المناطق.


الاردن وهو جزء من العالم الثالث صاحب الخلفية العشائرية والقبلية البحته,التي ساهمت ببناء دولة وبعقد اجتماعي مرغوب يهدف الى التطور وارساء قواعد دولة ناشئة قائمة على التكاتف والتضامن والتشاركية,تلسعه انتقادات محلية للتقليل من شان هذا المكون والنسيج العريق الذي قام الوطن عليه وهو العشائر, وبذات الحين يقود الاخرون حملة تهميش واقصاء لم اتوقع ان نمر بها,فاصبحت الجريمة والفساد والعنف بانواعة الجامعي والمجتمعي والعائلي,صفات يلصقها الاخرون بالعشائر بتشويه مقصود ومتعمد .
في السنوات الاخيرة,وحديثا طفت على السطح نعرات قبلية تبدو في شكلها –وليس جوهرها-بانها متجذرة وعميقة وهي ليست كذلك كما تصورها بعض وسائل الاعلام,كالتي شهدتها جامعاتنا الحبيبة في مؤتة والحسين والبلقاء,التي تحتضن ابناء تلك المناطق العشائرية المنصهرون بالعرق والدم والنسب والدين واللغة والتاريخ...ليظهر السؤال لماذا الان؟او كلما ارتفعت ثقافة العشائر زاد صراعها؟ام ان الانتخابات قد هشمت وجهها؟ اعتقد بان الجواب ليس لهذه الاسئلة ليقودني الذهن بان هناك حلقة مفقودة لمحركات العنف ومحرشات الفوضى والتفرقة التي لم يشهدها الوطن حينما كان ابناؤة لا يقراون ولا يكتبون.


فوضى الاساءة الى العشائر دفعت بمرضى النفوس الى الاطاحة بجزء من هيبتها في ظل وجود بعض القيادات العشائرية الهشة القائمة على التنفع بيدهم الطولى,متقدمين بذلك على الوجهاء والشيوخ الاصلاء,الذين يعملون بكل حرص على ارساء قواعد الاستقرار والاطمئنان ,بقانون عشائري لا مثيل له,ومشكلين رديفا سليما للدولة واركانها.


في الاونة الاخيرة اصبحت العشيرة تلك الذبيحة المعلقة التي ينتظر البعض البدء بسلخها,ويرفض القائمون على الندوات والحوارات ان تدافع عنها,فاذكر حينما شاركت بورشة عمل حول الحاكمية في محاربة الفساد,كان السؤال الاول من احد المشاركين ,للمحاضر جوابا لئيما,بان العشائرية هي سبب الفساد,وفي ندوة عن العنف المجتمعي اكل الحاضرون لحم العشيرة ورفضوا ان ننصفها,وقد حذروني من عدم الخوض بذلك حرصا على تواجدي في هذه الندوات,وقد بادرت بالسؤال يومها هل اصبح المجتمع المدني وبعض مؤسساته الممتده خارج الوطن بديلا للمجتمع العشائري؟ام ان هذا هو واقع الحال ويجب ان نقبل به؟ 

لست عرقيا ولكن مواطنتي في دولة محاطة من اطرافها حتى قلب عاصمتها بالعائلات الممتده,تلزمني بان اشهر قلمي في وجه من يقود حملة التشويه لمنظومة سامية وراقية وهي العشيرة التي انزل الله كتابه ورسالته فيها وبعث نبيه من بين ابنائها محمد ابن عبدالله...عليه الصلاة والسلام ,من بني قريش اكبر قبائل مكة المكرمة.


ان تاهيل المناطق التي يقطنها ابناء الوطن في المدن والقرى والارياف والبادية,كفيل بكل الابعاد الايجابية بان تجنب الدولة مظاهر الصراع والنعرات العائلية,وان التنويع في القبولات الجامعية لتغيير مبدأ مناطقية الجامعات,يساعد في التبادل الثقافي ويقلل من الاحتكاك القبلي السلبي,وعلى الجميع بما فيهم بعض مؤسسات المجتمع المدني ايجاد الحلول لما هو عكس المناطق العشائرية حيث ارتفاع الجرائم والسرقات والتفكك الاسري والاجتماعي,وايجاد حلول لرفع مستوى تلك المناطق المختلطة والخليطة الى مستوى المناطق العشائرية.








طباعة
  • المشاهدات: 25485
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم