09-12-2013 10:07 AM
بقلم : محمد ابو صقري
من أطفأ نورك يا نور؟ أهو ذلك الوحش الذي فقد كل معاني الرجولة والشهامة والنخوة لينهال على جسدك الرقيق الضعيف بالطعنات القاتلة؟ أم هي عتمة الليل التي قادتك إلى حيث يتربص بك من لا يعرف للنور طريقا؟ أم هو التوقيت النسوري الذي انهضك من فراشك تتلمسين طريقك إلى حافلة لم تحملك إلى جامعتك؟ أم هي القوانين المائعة التي جعلت العابثين واللصوص وأصحاب السوابق يعيثون في الأرض فساداً دونما رادع أو خوف من عقاب يحمي الأبرياء منهم ومن شرورهم؟ أم هي العادات العشائرية التي ما فتئت تعمل على تخفيف العقوبة وتنقذ المجرم من جريمته بفنجان قهوة؟ أم هي الواسطة والمحسوبية والجاه والسلطة التي عادة ما تتدخل دونما إحساس بالمسؤولية أو الإنسانية لتحمي المجرمين والفاسدين واللصوص ومنتهكي القوانين والأنظمة والشرائع والقيم والعادات وكل ما يمت إلى العروبة والإسلام بصلة؟ أم هي التربية العنجهية التي تزرع في الأبناء رجولة زائفة؟ أسئلة كثيرة تلهج بها الألسن، لكن الحقيقة المرة هي أنك لن تعودي إلينا مرة أخرى يا بنيتي، فوداعاً، وداعاً لا لقاء بعده.