10-12-2013 04:01 PM
سرايا - سرايا - أطلقت الشارقة، أول من أمس، الهوية الترويجية للشارقة بصفتها عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، وذلك بعد الكشف عن الشعار الرسمي للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، وسلسلة من المشروعات منها مشروع جزيرة المجاز البالغة كلفته نحو 140 مليون درهم.
واختيرت الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية بعد جهودها وإنجازاتها المختلفة الحضارية والفكرية والثقافية، وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، التي تعنى بالإرث الإنساني، وبحسب رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، فإن «هناك زخماً واهتماماً بالعلم والمعارف التي تعد من المظاهر الثقافية الخالدة التي تؤرخ حكايتها المعرفية الثرية بكنوزها الإسلامية والعلمية وبتراثها الإنساني، إذ نشهد بعد أسابيع قليلة تتويج الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية».
شعار رسمي
يسهم الشعار الرسمي للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، في بناء علامة تجارية تمتاز بالتجديد والانسيابية وتحافظ على هويتها الثقافية الإسلامية في آن واحد.
ويرمز الشعار إلى التنوع والغنى والانفتاح في الثقافة الإسلامية، من خلال شكله الواضح وخطوطه الهندسية الثابتة التي لا يمكن تغييرها أو تعديلها.
وتم اختيار باقة من الألوان المتنوعة بدرجات مستوحاة من الزخارف والرسوم الإسلامية القديمة لاستخدامها في مطبوعات ومنشورات الفعالية المختلفة، إذ يتخذ الشعار الشكل المربع المتكامل كون الإسلام الدين الكامل والشامل، وفي الشعار إيقاع وتراكيب لأحرف اسم الحدث (الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية) مع المبالغة في التقطيع والحركة في إشارة إلى التنوع في الفعاليات والمشروعات المختلفة التي سيتم تنظيمها لاحقاً.
مشروع جزيرة المجاز سيضم مسرحاً في الهواء الطلق، بكلفة 140 مليون درهم، بإشراف مركز الشارقة الإعلامي.
معايير الاختيار
عملت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) على وضع معايير ليكون اختيار العاصمة الثقافية قائماً على شروط موضوعية تضمن جدوى الاختيار، وتحقق الهدف الأساسي من المشروع وهو الاحتفاء بالمدن الثقافية التي لها تاريخ ثقافي بارز وآثار مادية وفكرية تستحق التنويه والتعريف.
وقد اعتمدت المنظمة في اختياراتها على شروط دقيقة تضمن أن تكون المدينة المرشحة ذات عراقة تاريخية مدونة، وصيت علمي واسع، تبوأت من خلالهما مكانة ثقافية بارزة في بلدها ومنطقتها، على مر التاريخ الإسلامي للبلد وللمنطقة بصفة عامة، وأن تكون لها مساهمة متميزة في الثقافة الإسلامية وفي الثقافة الإنسانية، من خلال الأعمال العلمية والثقافية والأدبية والفنية، لعلمائها وأدبائها، ومثقفيها وفنانيها.
وتابع أن «حكاية الشارقة الثقافية مستمرة، وهي جزء من منظومة متكاملة تنتجها الإمارة، لترتقي وتنهض بالإنسان وتستثمر في معارفه وفق قيم راسخة، وما استحقاقها لمكانتها كعاصمة للثقافة الإسلامية إلا نتيجة لجهود كبيرة، انعكست على مسارها الثقافي وعلى دورها البارز في المنظمة الثقافية الإسلامية العالمية».
من جانبه، قال مدير المكتب الإقليمي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في الشارقة، الدكتور عبيد سيف الهاجري، خلال كلمة ألقاها في حفل إطلاق الهوية الترويجية للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، إن «وزراء الثقافة في دول (الإيسيسكو)، البالغ عددها 51 دولة إسلامية، اعتمدوا الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014، إذ تهدف الإيسيسكو من برنامجها للعواصم الثقافية إبراز الغنى الثقافي العربي والإسلامي وتنوعه المادي والمعنوي والتعريف بتاريخ وحضارة المدن الإسلامية».
وكشف مركز الشارقة الإعلامي عن باكورة المشروعات التي ستطلقها إمارة الشارقة للعالمين العربي والإسلامي، ضمن احتفالات الإمارة بتتويجها عاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2014، إذ أعلنت عن مشروع جزيرة المجاز، المقر الرسمي لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، وما تتضمنه من مسرح مفتوح في الهواء الطلق، يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، ومرافق أخرى، وقدرت كلفة إنشائه بنحو 140 مليون درهم، وأشرف على تنفيذها مركز الشارقة الإعلامي.
وتم إطلاق مشروع جزيرة المجاز بناءً على رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، بأن تكون احتفالات الشارقة نموذجاً يحتذى في المستقبل من قبل العواصم الإسلامية، إذ ستكون الجزيرة معلماً سياحياً مهماً وبارزاً وواجهة جمالية تجذب الأنظار إليها، لما تحتوي عليه من مرافق عصرية وملحقات ذات سمات معمارية وهندسية عالمية، إضافة إلى الموقع الاستراتيجي الذي تحتله على ضفاف بحيرة خالد التي تعد مقصداً ترفيهياً حيوياً بالإمارة.
وتضم الجزيرة مسرحاً مفتوحاً في الهواء الطلق، تم تصميمه بشكل يضاهي المسارح الرومانية، فهو مسرح نصف دائري، مقام على مساحة تبلغ 7238 متراً مربعاً وتبلغ كلفة إنجازه 120 مليون درهم.
ويضم مسرح جزيرة المجاز مدرجات مقسمة على مجموعات تتسع لـ4500 متفرج، وتتوسط المسرح منصة عرض كبيرة يعتليها الفنانون لأداء عروضهم، كما أنه مزود بنظام صوتي متطور عالي الجودة والدقة.
ويتبع المسرح، الذي أقيم بهدف استضافة الفعاليات الثقافية والفنية العالمية مستقبلاً، قاعات للمؤتمرات وكبار الشخصيات وصالات عرض، إلى جانب عدد من المحال التجارية والمطاعم والمساحات الخضراء التي تحيطه من كل جانب، وإطلالته المتميزة على الواجهة المائية.
ويضم المشروع أيضاً جسراً للسيارات أقيم بكلفة 13 مليون درهم يربط بين شارع بحيرة خالد والجزيرة، ليكتمل المشروع ويتكامل من كل جوانبه وأطرافه ويشكّل معلماً معمارياً فريداً من نوعه يخدم الغاية التي من شأنها إبراز أهمية الاستحقاق الذي توجت به إمارة الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، وجهودها الحثيثة في البناء والشراكة الثقافية مع الآخر، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية.