بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
قال الله تعالى(وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ. فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ)
عزاء كل انسان ودع عزيز عليه عند رحلة موته انه ملاقيه بمشيئة الله تعالى هذا العزاء يردده الانسان كلما شاهد اضرحة الاحبه التي تحتضن التراب الذي خلق منه الإنسان عندما فارقته الروح, عن بُرَيْدَةَ رضي اللَّهُ عنهُ ، قال : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُعَلِّمُهُمْ إِذا خَرَجُوا إِلى المَقابِرِ أَنْ يَقُولَ قَائِلُهُم : « السَّلامُ عَلَيكُمْ أَهْل الدِّيارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُسْلِمِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ ، أَسْأَلُ اللَّه لَنَا وَلَكُمُ العافِيَةَ » رواه مسلم....
تقول امنا عائشة رضي الله تعالى عنها: دخلت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ، فلما دخلت
بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه .. فقال النبي :
( ادنو مني يا فاطمة ) فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر . فلما بكت قال لها النبي أدنو مني يا فاطمة ) فحدثها مره أخري في اذنها ، فضحكت ..... ( بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي ، فقالت : قال لي في المرة الأولي يا فاطمة ، إني ميت الليله ) فبكيت ، فلما وجدني أبكي قال يا فاطمة، أنتي أول أهلي لحاقا بي ) فضحكت….
وعزاء الانسان عند موت الاحبة انه سبحانه وتعالى قد عظم اجره لصبره واحتسابه ,ورجوعه الى الله تعالى ,وشكره تعالى لمن عزا وسعى وشيع مع ركب الجنازة وشارك في الدفن ,وساعد اهل المتوفى وعمل الطعام لهم. قال صلى الله عليه وسلم أعملوا لآل جعفر الطعام فقد جاء مايشغلهم أو جاء امر يشغلهم كما قال صلى الله عليه وسلم . وعند استشهاده اخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا عزاء بعد ثلاث. هذا والله اعلم.
وعزاء الانسان على من فقد عزيز عليه حسن خاتمة المتوفى حدثنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن خيثمة قال : قال عبد الله انظروا الناس عند مضاجعهم فإذا رأيتم العبد يموت على خير ما ترونه فارجوا له الخير وإن رأيتموه يموت على شر ما ترونه فخافوا عليه . وشهادة الناس للمتوفى عن أبي هريرة قال : توفي رجل فذكر عند النبي فأثني عليه خير فقال : وجبت وتوفي آخر فذكر منه شر فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت فقال بعض القوم عجب من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنتم شهداء الله في الأرض بعض على بعض ....
وعزاء الانسان على من فقد من الاحبة اليقين بقبول الدعاء والصدقة للميت , ورحمة الله تعالى الواسعة: " روي أن موسى عليه السلام- لما دفن أخاه هارون –عليه السلام- ذكر مفارقته له وظلمة القبر ؛ فأدركته الشفقة، فبكى فأوحى الله –تعالى- إليه : ( يا موسى ، لو أذنت لأهل القبور أن يخبروك بلطفي بهم لأخبروك يا موسى ، لم أنسهم على ظاهر الأرض أحياء مرزوقين، أفأنساهم في باطن الأرض مقبورين؟! يا موسى، إذا مات العبد لم أنظر إلى كثرة معاصيه ، ولكن أنظر إلى قلة حيلته!! ) فقال موسى عليه السلام : يا رب من أجل ذلك سميت أرحم
الراحمين ".. هذه الرواية تحمل بين طياتها رحمة الله الواسعة للانسان المؤمن بالله والمسلم الذي يمكن ان يدركه عذاب القبر إلا ان رحمة الله تعالى ستدركه انشاء الله تعالى ....
وعزاء الانسان وقبل كل شيء موت الرسول صلى الله عليه وسلم , وان كل نفس ذائقة الموت , وان الدنيا فانية فلا قيمة حقيقية لمن له نهاية وفناء...
وأخيرا وليس آخر لنا في الموت موعظة . اذ قال الله تعالى في كتابه الكريم ( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) [ق:19. ؟! ( فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران، ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) [الرحمن، ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) , ( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) المؤمنون: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن:]، وقال سبحانه: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78)قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس).
اسال الله العظيم برحمته ان يرحمنا ويرحم امواتنا وبمغفرته ان يغفر لنا ولأمواتنا وبعفوه ان يعفوا عنا وعن امواتنا وان يتجاوز عن سيآتهم ويبدلها لحسنات ,وجعل اللهم قبورنا وقبورهم رياض من رياض الجنة , ورزقهم اهلا خير من اهلهم ودار خير من دارهم امين يا ارحم الراحمين واصلي واسلم على خاتم المرسلين ...