12-12-2013 11:44 AM
بقلم : يسار محمد خصاونه
قيل لهارون الرشيد عن ناسك متعبد فأحب أن يذهب إليه ، وعندما وصله دون حاشيته سلم عليه وجلس بين يديه وقال له : عِــظني ، فصمت الناسك ، فأعادها هارون مرتين ، والناسك ملتزم بصمته ، ثم قال هارون الرشيد بحماس : والله سأفعل كل ما تقوله لي ، وتأمرني به ، فرفع الناسك رأسه ونظر إلى الرشيد وقال : كذبت ، عندها غضب الرشيد وقال : هل تعرف من أنا ؟ أجابه الناسك بهدوء : تعم ، أنت هارون الرشيد أمير المؤمنين ، فسأله الرشيد ، وكيف تقول لي أنني كاذب ، فقال الناسك : لقد أمرك الله بقرآنه وعصيته ، أأمرك وتطيعني ؟! عندها بكى الرشيد .
تذكرت هذه الحكاية وقلت في نفسي : بين أيدينا القرآن والكتب السماوية ، وكتب الفلاسفة والعلماء ، وكتب الحكمة وكتب الأمثال ، وبعضنا قرأها وبعضنا سمع بها ، وبعضنا يحفظها أو يحفظ جزءاً منها ولكن .. كلنا لم نعمل بما قرأنا ، ولم نلتفت إليه عند اتخاذ القرار ، فهل نحن بحاجة إلى القول بعد هذا ؟
فليعد كلٌ منا إلى كتابه ، المسلم إلى قرآنه والمسيحي إلى إنجيله والحزبي إلى ميثاقه ، والحاكم إلى دستور وطنه ، وبعد العودة فليعمل كلٌ بما قال كتابه ، عندها لن نختلف ، وإذا اختلفنا فلن يقتل أحنا الآخر بل سوف نتفق على أمر ما .
• وما ظلمناهم ، ولكن أنفسهم كانوا يظلمون " النحل "
• وما ظلمونا ، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " البقرة " و " الأعراف "
• وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون "آل عمران "
• وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " العنكبوت "
وهناك آيات كثيرة في نفس المعنى فرفقاً بأنفسنا ، ويكفينا ظلماً لها