15-12-2013 10:06 AM
بقلم : ديما الرجبي
لنكن واقعين ومنصفين ونبتعد عن التذمر وعن اللوم وعن الإتهامات التي نتبناها دائماً ، منذ أن دخلت " اليكسا " أو " وطفة " بلاد الشام ، وتأثرنا بهذا الموسم الخيّر الذي انتظرناه بعد جفافٍ طويل ، تأهب النشامى بكل امكانيتهم وبكل قدراتهم التي قدرهم الله بها لإنقاذ واسعاف ومساعدة المواطنين ، لم تتوانى أي جهة عن المساعدة ولم تتخاذل أي جهة عن تقديم العون لمن يحتاجه ، وأريد أن اؤكد " على قدر امكانياتهم " الجسمانية أو من خلال المعدات والمركبات .
ومن هنا أرى أن ما تتداوله بعض الوكالات ومواقع التواصل الإجتماعي بأن الطرق مغلقة وأن الآليات لاتعمل كما يجب وتوجه اللوم و الإتهامات للجهات التي لم تتراخى بتقديم ما يلزم للمواطن ، أعتقد بأننا لم نكن واقعين بتذمرنا .
مثلاً شركة الكهرباء وبعيداً عن ملفات عميقة أو شبهات ، هؤلاء الموظفين الذين عانوا ليصلوا الى المواقع "الفاصلة " بهذه الظروف الجوية ألم يبذلوا قصارى جهدهم كي يحصروا الخسائر وارجاع المولدات للعمل !! المجنزرات التي سكنت الطرقات الم تؤدي واجبها اتجاه الطرق وفتحها ؟! الدفاع المدني ألم يخرج لإنقاذ المصابين واسعاف الحالات التي تتطلب دخول الى المستشفى ؟! شركات الإتصال ألم يخرج جنودها المجهولين لإنقاذ المكالمات من الوقوع كي نتمكن من التواصل والنداء ؟! بصراحة وبعيداً عن المجاملات، هذه العواصف هي الأولى من نوعها ونحن وغيرنا من الدول لسنا مجهزين بخطط طوارىء ونعمل ضمن امكانياتنا المتاحة وهي " بشرية بحتة " ولم أرى تقاعساً من أي جهة ، بل ربما نحن سببنا لهم توتر بخروجنا دون داعي للتمتع بالثلج دون ان ننتظر أن تنتهي العاصفة !! يجب أن نساعدهم كي لا نكون كما الصخرة بطريقهم . وبما أن بنيتنا التحتية مترهلة ، يجب ان ننحني تقديراً وامتناناً لمن سكن المناهل كي يحرر المياه المتدفقة الفائضة ، ويجب أن نحي جهود من ساعد بإنقاذ المركبات من التزحلق والغرق .
هذه هي امكانياتنا وهي أثمن من أي معدات أو تجهيزات ، لأنها وبصدق ترينا بأن وطننا لا تحمله صفيحةً من معدن بل يرتقي ويُحمى بأيدي أولائك الرجال النشامى الذين يعملون بدافع المحبة والمعروف والإخلاص ولا يهتمون لعواصف ولا سقيع ولا لأجسادهم ، بل هم جنود خرجوا كي يواجهوا ويعملوا على قدر اخلاصهم . نرفع القبعة احتراماً لكم ولجهودكم ، ونسأل الله ان نرتقي بأنفسنا وبإنجازاتنا وبتضحيتنا في سبيل أن يبقى الوطن والمواطن بخير ، فبينما نحن نجلس خلف الشاشات ونحتضن التدفئة هناك من يساعدنا على التواصل البشري . هذه صور لإنجازات النشامى في هطول الخير. دعونا لا ننسى أنهم القوى الضاربة وأساس البنية التحتية ........
والله المستعان