16-12-2013 01:24 PM
بقلم : المهندس وصفي عبيدات
بعد ان عصفت بنا عاصفة الثلج التي لم يكن يتوقعها حتى علماء الأرصاد الجوية ، وانا لا ألوم احد في ذلك لان هذا من امر الله ، ولكن التحذير الذي صدر عن دائرة الأرصاد الجوية كان كافيا لان تضع الحكومة خطتها لاحتواء هذه العاصفة ، من خلال تجهيز الآليات والكوادر البشرية سواء كان من العاملين لديها او من المواطنين المتطوعين الذين يملكون الآليات التي تساعد في تغطية اجزاء كبيرة من الوطن ، ولكن الثلج ذاب وما تحته بان.
ان العاصفة فضحت الدولة وفضحت عجزها عن القيام بواجبها وكشفت عن الجاهزية الهزيلة التي لا تستطيع مواجهة ابسط الأزمات ، فقراءة متعمقة للعاصفة وما أرفقها من تخبط في الأداء ساهم في عزل اجزاء كبيرة من المناطق السكانية في المملكة عن العالم يؤكد لنا ما يلي :
١- احتضار أمانة عمان وعجزها عن القيام بأبسط الواجبات الموكولة اليها ، وقد ثبت ذلك في اول زخات مطر
هطلت على العاصمة فاغرقتها .
٢- عدم الوضوح في الرؤيا لدى وزارة الأشغال العامة في تحديد الخطر القادم وما يحتاج من تجهيزات
٣- عدم السيطرة على الحركة في الشوارع مما تسبب في أعاقة عمل نشامى الدفاع الدفاع المدني في تقديم
العون للمواطنين المرضى والمصابين ، حيث كان من الأجدر بالحكومة وبالتنسيق مع رجال الامن الأشاوس
وضع خطة مرورية محكمة تمنع حركة السيارات في الشوارع الا في حالات الطوارئ والضرورة ، فلو كان
هناك خطة مرورية لما اضطر الكثير من الهواة والمتنزهين في حقول الثلج ان يبيتوا في الشوارع ، ولكانت
حركة سيارات الدفاع المدني اكثر يسرا وسلاسة ، وهذ شئ يدل على عدم الانسجام والتنسيق بين أركان
الدولة .
٤- بسالة أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وإمكانياتهم الجبارة التي تخولهم الإمساك بزمام الأمور
بعد هذه العاصفة فانه من حقنا كمواطنين ندفع الضرائب والمسقفات للدولة ولأمانة عمان ان نسأل كليهما عن هذه الأموال التي ندفعها ، اين تصرف ، ولماذ لا تقوم الدولة بتوفير الآليات اللازمة لمثل هذه الأزمات ؟ الم يكفي عمان انها غارقة في الظلام ؟ الا يكفيها انها أصبحت حاوية كبيرة للنفايات ؟أليس من حقنا ان تصرف هذه الأموال لحمايتنا وتوفير حياة اكثر آمنا واستقرارا ؟
ما شاهدناه من تنظير على شاشات التلفاز للكثير من المسؤولين كان محط ازدراء وسخرية من كل المواطنين ، فمن المفارقات ان يخرج رئيس الوزراء وأعوانه من المسؤولين ويظهروا على شاشات التلفزيون باحلى زينة وهناك من يقوم بمنع حبات الثلج ان تصل الى رؤوسهم بينما يقوم سيد البلاد أطال الله في عمرة بالنزول الى الشارع ليساعد ابناء شعبه في تحريك سياراتهم ؟ ومن المفارقات أيضاً ان ينصب اهتمام الحكومة بعمان بينما يقوم جلالة الملك رعاه الله بتوزيع المعونات على المواطنين في شمال البلاد وجنوبها ؟ .
ان كان الامر سيبقى هكذا ، فهل نحتاج لامين للعاصمة ورئيسا للدولة ؟ ولما لا توكل ادارة البلاد للقوات المسلحة وعلى رأسها قائدها الأعلى ابو حسين آدامه الله .
نحن لسنا ضد احد ولكن من حقنا ان نتساءل ، عن عائدات رفع الأسعار وعن زيادة الضرائب التي أثقلت كاهل المواطن ، اين تذهب ، ولماذا لا تصرف لحمايته وتوفير عيش آمن له ؟