بقلم : هاشم الخالدي
اعتقد جازما بان نية الحكومه بمقاضاة شركة الكهرباء بتهمة التقصير هو مجرد( تخويث بتخويث ) ومحاوله غبيه من الحكومه بتحميل فشلها في ازمة الثلج نحو شركة الكهرباء فقط لتبدو هي بمظهر البريئ من الجرم .
لنفرض مثلا ان الحكومه وبعد سنوات ستمضيها في اروقة القضاء قد كسبت القضيه بتعويض مقداره عشرة ملايين دينار.... ماذا سيستفيد المواطن من هذا التعويض بعد ان تقطعت به السبل وتعطلت معظم اجهزته الكهربائيه واصابه وابناءه المرض من البرد القارص نتيجة انقطاع الكهرباء .
هل ستقوم الحكومه مثلا بتوزيع هذه الملايين العشره على المواطنين الذين تضرروا من انقطاع التيار الكهربائي.... بالتأكيد لا.
اذا هو مجرد استعراض بائس من حكومه بائسه فشل معظم وزرائها في انقاذ المواطنين ونجحوا فقط في لبس الشماع الاحمر والكوت الاسود بالظهور امام التلفاز متقمصين دور المناضلين الذين يهبون لنجدة مواطنيهم .

نحن في سرايا كنا اول من طالب الحكومه بانهاء امتياز شركة الكهرباء الاردنيه الذي انتهى قبل شهرين واعادة الشركه لحضن الدوله كي يسهل علينا محاسبة المقصرين من اجهزة الدوله وسجنهم اذا ما تبين تقصيرهم ، اما ان نبيع الشركه لمستثمرين سيطروا على مقدراتها منذ عشرات السنين ثم نأتي امام المواطن لنسحب عليه فيلم مقاضاة الشركه فاعتقد ان هذا الامر فيه تبجح واستعراض قل نظيره.
كارثة انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق المملكه يجب ان يواجه بقرارات جريئه اولها انهاء امتياز شركة الكهرباء وتحويل معظم مدرائها للادعاء العام ليواجهوا السجن في حال ثبت تقصيرهم والبحث عن طريقه ما لتعويض المواطنين المتضررين حتى لو كان ذلك عبر اجبار الشركه بتخفيض سعر التعرفه الكهربائيه خلال اشهر بعينها او باي طريقه اخرى حتى لو كانت عبر عدم استيفاء قيمة الكهرباء في الشهر الذي وقعت فيه العاصفه الثلجيه .
المشكله ليست هنا .... المصيبه ان عقد التشغيل الذي وقعت عليه الحكومه مع مشغلي شركة الكهرباء منذ عشرات السنين لم يتضمن نصا جزائيا واضحا وملزما اذا ما ثبت تقصير الشركه في تقديم الخدمه للمواطنين.... وكأن من وقع على العقد كان يوقع الاتفاقيه مع خطيبته.

امر اخر اريد ان اتحدث فيه بهذا المجال وتحديدا عن مساخر شركة الكهرباء فحين تقوم بزيارتهم او الاتصال بهم يبلغك الموظف ان من حقك تقديم شكوى وبالفعل يتوجه معظم المواطنين الغلابا لتقديم شكوى انقطاع وتنتهي الحكايه بحفظ تلك الشكوى ولا يعلم المواطن ماذا حصل بشكواه ومن تمت معاقبته في الشركه بناءا على شكواه لان الحكايه باختصار انك ايها المواطن ستبدو هنا كمن يتدخل بين البصله وقشرتها..فلا عقاب ولا يحزنون ... وراحت عليك يا المواطن .

قبل قليل استمعت لوزير الطاقه على تلفزيون عبدالله النسور وهو شاد حيله بمسألة مقاضاة شركة الكهرباء واتساءل يا معالي الاخ ... اين دور وزارة حضرتك في تخفيف معاناة المواطنين وهل صحيح معاليك بان الوزاره او الامانه صرفت لبيتك ثلاث مجنزرات وهمر لتسهيل خروجك من منزلك العامر الى الوزاره والى موقع مسرحية اداء دور المناضل على شاشة التلفاز وانت تلبس الشماغ الاحمر والكوت الاسود .
اقول ارحموا عقولنا من هذه المسرحيات السمجه وعلى رئيس الحكومه اذا كان يحترم نفسه ان يخرج على الشعب لتقديم اعتذار رسمي عن تقصير معظم اجهزته الحكوميه بما فيها خيانة عمان التي ترك عمدتها المواطنين واستمتع بدفئ منزله.

من الاخر ...اقولها بالفم الملآن ... لقد مل الشعب (الامين ابو قشاطه والرئيس ابو وعود مطاطه) واللي يصير يصير
وللحديث بقيه اذا ما انحبسنا
الكاتب: مؤسس موقع سرايا
hashem7002@yahoo.com