حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,11 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 34752

"الخوفة وعقم النساء والخلجة" أشهرها .. الخليل :"الطب الشعبي" فلس أم إحباط ؟ .. صور

"الخوفة وعقم النساء والخلجة" أشهرها .. الخليل :"الطب الشعبي" فلس أم إحباط ؟ .. صور

"الخوفة وعقم النساء والخلجة" أشهرها  ..  الخليل :"الطب الشعبي" فلس أم إحباط ؟  ..  صور

17-12-2013 04:24 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - تنتشر في منطقة الخليل ظاهرة قديمة – حديثة ألا وهي مهنة الطبابة الشعبية لنساء مارسن هذه الهواية المجدية كطريق لكسب مادي يعينهم على أعباء الحياة بغض النظر عن حصولهم لأدنى المستويات العلمية مستخدمين فيها طرق بدائية للعلاج كالتدليك بالزيت " التمريج" لعلاج حالات العقم وأمراض النساء .

أم هاني _ امرأة في أواسط الستينيات من عمرها، وواحدة من تلك النساء اللواتي مارسن هذه المهنة لعدة عقود منذ ستة وعشرين عاما التقينا بها في بيتها للتعرف على طبيعة عملها والحالات التي قامت بعلاجها.

كان لدينا الفضول للتعرف أولا على المستوى العلمي لها والصلة التي تربطها بالعلم وبالطب على وجه الخصوص، أجابت أم هاني بثقة كبيرة بعد أن اعتدلت في جلوسها على الأريكة: قمت ببناء معرفتي هذه بالعلاج بعد انتهائي من الثانوية العامة الفرع الأدبي وتعلمي لمهنة التمريض بطرق شعبية وتعلمي حقن الإبر للمرضى مع متابعتي المستمرة بحضور محاضرات طبية ومتابعة كافة الأخبار الطبية التي تخص عملي، إضافة لحصولي على أول جهاز للحجامة في جبل الخليل منذ ما ينيف عن اثني وعشرين عاما ومازاد فرص نجاحي خبرتي العملية طوال السنين الماضية.

فيما أضافت أم هاني تذكيرها بمرجعية خبراتها العملية اثناء حديثها لمراسلة دنيا الوطن: لا تنسي بأن جدتي كان بيدها " المرجة" أي القدرة على التدليك وأيضا أمي ! والمرجة حسب شرحها لمدلولات الكلمة ، حسب قول أم هاني: بمجرد أن يمددن يدهن لمعالجة خص ما، فإنه الله تعالى يأخذ باليد ويطيب ....!

وتابعت أم هاني سرد قصص نجاحاتها العلاجية بأنها أصبحت بمرور الزمن واكتسابها لخبرات أخرى أن تعلم بفك أيدي الأطفال الصغار بحيث صارت تعيد العظام المفكوكة لأماكنها وصارت تعرف كل شيء لوحدها من معالجة لطلب الحمل كما أنه يوجد لديها جهاز للمساج وجهاز رّجاج إضافة لخمسة أجهزة أخرى مساعدة .

كما نوهت أم هاني عن قيامها بمعالجة " الخوفة" _ والخوفة حسب تفسيرها هي حالات فزع تصيب صغار الأطفال وتجعلهم يحلمون بالكوابيس ليلا، حيث تعالجهم بتدليك اليدين من الرسغ للكوع وأرجلهم من الكاحل للركبة مستخدمة لهذا الغرض زيت الزيتون وحينا زيت حبة البركة مقروءا عليه العديد من سور القرآن الكريم للشفاء.

وأكدت أيضا أم هاني قدرتها على علاج " الخلجة" أي شد العضل حسب تفسيرها للحالة، بواسطة التدليك بزيت الزيتون إضافة لقيامها بعمل حجامة لهم ومن ثم تقوم بتوجيههم للصيدلية لأخذ ابرة "ديكورت" إضافة لحبوب " الديكلوفين" لثلاثة أيام...

أما لحالات عقم النساء فهي تصف لهن وصفات مختلفة تبعا لسبب الحالة من وصفات شعبية كالأعشاب وغيرها وتدليك بالزيت لبطونهن، وتقول بأن أكثر أسباب عقم النساء شيوعا، ضعف المبايض وطبيعة الرحم الذي يعاني من ضعف شديد مستندة في ذلك لمعلومات قرأتها في نشرات طبية مختلفة عن الأعشاب المختلفة على صفحات الجرائد وبرامج التلفاز ... التدليك حسب قولها يبقى ذاته ولكن عدد المرات يختلف بمدى تعقيد الحالة وكذا نوع العلاج الذي تصفه لها وتؤكد ثقتها بقدرة يديها على الفحص الخارجي للنساء والكشف العلاجي الدقيق للنساء في اليوم الخامس للدورة ..

أما فيما يخص نسب نجاح العلاج لديها فتؤكد بثقة بالغة: نسب نجاح حالات العقم عندي تتراوح ما بين 96_ 98% ولكنها تضيف بتواضع، على أن هذه النتيجة المرضية لا تأتي من أول جلسة علاج إلا ما ندر بل تحتاج المريضة لمراجعتها شهرين أو ثلاث حسب الضرورة.

تساؤلنا عن المردود المادي لهذا العمل استفز السيدة أم هاني ولكنها أجابت بامتعاض شديد على أنه يبدأ من مبلغ خمسون شيكلا ويتصاعد هذا الرقم حسب تكاليف العلاجات الأخرى التي تعطيها للمراجعة... نافية في الوقت ذاته أن تقوم بعلاج الرجال من المرضى..

ما وددنا التنويه إليه على أن أم هاني رفضت قطعيا التصريح باسمها الحقيقي وكذا التقاط صورة لها أثناء ممارستها لعملها، تخوفا منها حسب قولها من قيام بعض الأطباء بملاحقتها كما فعلوا _ حسب ادعائها، بزميلة لها في المهنة قبل أعوام من منطقة بيت كاحل في قضاء الخليل كانت تمارس أيضا مهنة الطبابة الشعبية للعيون والأذن.. والغريب في الأمر بأنه في الطرف الآخر من موضوعنا بأن الأطباء المختصين الذين حاولنا اخذ رأيهم العلمي بالموضوع رفضوا أيضا الإدلاء بأسمائهم الحقيقية، بحجة عدم وضعهم لأنفسهم في مرمى العداء بالنسبة لتلك المعالجات الشعبيات,, ولكن أحد أطباء أمراض النساء والعقم في مدينة الخليل أفادنا بأن كشفية الطبيب المختص حسب تسعيرة النقابة تبلغ سبعون شيكلا تشمل الكشف السريري على المريضة والتصوير التلفزيوني ومنح الوصفة الطبية وأيضا وصفة التحاليل الطبية اللازمة لإكمال العلاج.. وأما عن سبب انتشار مثل هذه الظاهرة برأيي الطبيب المذكور فهو الجهل ولا شيء غيره.. فيما فسرت طبيبة أخرى سبب لجوء المريضات إلى مثل تلك المعالجات للإحباط من الوصول لحل لمشاكلهن رغم إجرائهن لكافة الفحوص والتحاليل الطبية ودون وجود لمشاكل معينة لدى الزوجين ... طبيبة أخرى قالت بأن بعض النساء يردن اختصار الزمن والتكاليف الباهظة بالنسبة لبعضهن من دفع لكشفية الطبيب وتحاليل أولية قد تصل لأربعمائة شيكل وربما يتبعها عمليات جراحية مكلفة لبعضهن, فهن يحلمن بأن تأتي رمية من غير رامِ... ذاكرة لنا بأنه تأتيها حالت يئست من العلاج لدى تلك النساء...

فيما ترى الأستاذة المحامية الشرعية والأخصائية الاكلينيكة في مجال علم النفس وعلم النفس التربوي إلهام علان بأن مسألة الحمل والعلاج من العقم يأتيان فقط بإرادة رب العالمين وما يحدث من نجاحات لعلاج من هذا النوع يأتي فقط مصادفة مع إرادته، فقد تقوم تلك المرأة بتطبيب العشرات من النساء ولا تذكر غير الحالات الناجحة القليلة بالنسبة للعدد الكبير من اللواتي تعالجن لديها دون جدوى ، فحالات النجاح التي أتت متصادفة مع المشيئة الإلهية تذكر ومادون ذلك يتم إهماله وهذا ما تعرفه المعالجة نفسها ولكن الناس يعتقدون بأن العلاج قد تم على يديها..

وشددت علان لدنيا الوطن على ضرورة لجوء المرضى للعلاج لدى أطباء مختصين كل حسب مجاله مع إيمانهم بعلم الله تعالى.. وبأن المحبطين من كافة أنواع العلاج فقط هم من يلجأ لهذا النوع من العلاج، فهي تستغل حاجتهم لها ماديا بسبب العقم كالغريق الذي يتعلق بقشة _ يلجأ لهذا النوع من المعالجين الشعبيين.. خاصة بأن حالات عديدة من الطلاق وصلت للمحاكم بسبب عدم الإنجاب، لدرجة التعلق بالخرافات رغم حصول بعضهم على درجات عالية من التعليم.

فيما يخص الطرف الآخر_ المريضات أنفسهن فقد نفت السيدة ن. س بأن يكون هنالك أية فائدة لمثل هذا النوع من العلاج الشعبي مؤكدة بأن الشافي هو ربنا وبأنه يتوجب التوجه إلى الأطباء المختصين في حالات الضرورة..

أما السيدة أم أحمدت فقد أكدت على مهارات أم هاني العلاجية بعد قيام الأخيرة بمعالجة"كنتها" التي تأخر حملها لعام ونص بعد الزواج وهذا ما لم يكن ليحدث لولا توجهها للعلاج لدى أم هاني !

فيما عزت السيدة و. س سبب لجوءها للعلاج لدى المعالجة الشعبية، شدة وطأة الانتظار الطويل لمولود يملأ حياتها فرحا ويزرع السعادة والاستقرار في أفياء بيتها الذي تعصف به رياح مشحونة باليأس بعد انتظار دام سبع سنوات بعد الزواج دون جدوى ..

وشرحت لنا السيدة و. س حيثيات علاجها الذي كلفها مبلغ 400 شيكل(مع المراعاة بسبب المعرفة وتقديرا منها للأوضاع الاقتصادية الصعبة للمريضة) بقيام المعالجة بتدليك اسفل بطنها بالزيت وقيامها بإعطائها عددا من التحاميل المهبلية التي لا تعرف اسمهم الطبي! إضافة لقيام السيدة س. بمراجعة العديد من تلك النساء المعالجات في منطقة الخليل دون جدوى.








طباعة
  • المشاهدات: 34752

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم