18-12-2013 10:34 AM
بقلم : نادية عبد القادر
متى ستفهم حكوماتنا أن مناخ الأرض تغير..وأن مناخ الأردن الذي درسناه منذ تأسيس مناهجنا العتيدة ( مناخ الأردن حار جاف صيفا..بارد معتدل شتاءً) قد ذهب إلى غير رجعة ؟؟ فصيفنا أصبح أشد قيظاً..وبردنا أصبح أشد قسوة..وآن الأوان أن تحسب بعض مؤسسات الفساد لدينا حساباً لهذه التغييرات وتبدأ بإعداد البنى التحتية لمواجهة التحديات الجديدة وتتعامل مع الأمر- ليس كمن يتفاجأ ( كل عام) بقدوم فصل الشتاء - وما يحمله من برد وثلوج.. إلى متى نلقي اللوم على كل الأطراف بدلاً من محاولة التكاتف لرفع العبء عن الشعب المنهك والذي عجز بجدارة أمام أول موجة باردة هذا الشتاء ولا يزال عاجزاً عن الحركة بعد مرور أسبوع على بدء المنخفض..
ويغضب الجميع عندما نبدأ بمقارنة أنفسنا بالدول الأجنبية أو الغربية..رغم أننا أكثر الشعوب إنفاقاً على حكوماتنا ومن جيوبنا وضرائبنا وآلامنا..ولكن تذهب أموالنا إلى جيوب من لا يتقِّ الله فينا ولا يراعي فينا إلاًّ ولا ذمة..ويرمي لنا الفتات من أموالنا ليُسكت أصواتنا المطالِبة بمحاسبة الفاسدين..
أسبوع كامل ولا زالت بعض المناطق معزولة لا تصلها مساعدة ولا مواصلات ولا سيارات الغاز وليس فيها كهرباء.. لم يعد يهمّ من المسؤول..المهم ماذا سيحدث لو (تفاجأنا) بموجة قطبية جديدة خلال أيام مثلا؟؟؟ من سيقنع الشعب أن الأمور تحت السيطرة ..وقد رأينا أغلب مسؤولينا وقد ألقوا اللّوم على الجهات الأخرى واختفوا في بيوتهم آمنين..وبعضهم خرج كنوع ٍمن الدعاية ..وبعضهم اضطر للرّد بحكم منصبه وعمله.. إلى متى يتم إنكار المشكلة ودفن رؤوسنا في التراب؟؟
في الدول المعتادة على الحياة مع الثلوج..يتم إعلام الشعب بقدوم المنخفض بكل حياد وشفافية..فتبدأ المؤسسات المدنية ليلاً برشّ الملح على الطرقات لمنع تشكل الجليد بعد سقوط الثلج.. وتتجهز الآليات لمساعدة أي محتاج ويتم صيانتها قبل دخول فصل الشتاء وباستمرار..ويتم التأكد من جاهزية الكهرباء والتدفئة للجميع..وبحيث يتم إعلام الشعب بالحجم الحقيقي المتوقع للعاصفة ليتخذوا أهبة الاستعداد.. ولذا يتمكن أغلبهم من الاستمرار بحياتهم رغم تراكم الثلوج ويذهبون لقضاء أعمالهم كالمعتاد.. أما هنا..فلا يزال المسؤولون يرون الشعب قاصراً ولهذا فقد انقطع الشعب في "سيبيريا" خاصة به بعد أن تجاهلت جميع الجهات النداءات الأولى لتفادي ما حدث ..وتم التعامل مع المنخفض على أنه منخفض متوسط التأثير ولن يزيد تأثيره عن يومين كالمعتاد..
كما أتساءل عن جدوى نداءات الأمن العام اليومية بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى في مقابل قرار تأخير الدوام إلى الساعة 11 صباحا !!
حيث يشكو الكثيرون من عدم القدرة على الوصول إلى مقار عملهم بسبب عدم توفر المواصلات والأزمات الشديدة بسبب حالة الانجماد والتي يضطر فيها الموظفون لقضاء أربع أو خمس ساعات في الطريق ثم العودة إلى بيوتهم بسبب انتهاء الدوام وهم لم يصلوا بعد !! ألا تقتضي الحكمة - بعد التقصير الأول - ألا نغامر بالناس في حوادث وانزلاقات وأن يتم تعطيل الدوام على الأقل لمساعدة كوادر الأمن والدفاع المدني وتقليل أعبائها ؟؟
ندعو حكوماتنا ومؤسساتنا وشركاتنا للبدء بتجهيز البنى التحتية وإجراء الصيانة اللازمة والحقيقية لجميع ما قد يلزم من آليات وتجنيد الفرق الكافية من الأفراد المدربين على التعامل مع هذه الظروف..وإعلام المواطن بحقائق الأوضاع وعدم تركه يتلقى الصدمة بنفسه..لأنه عندما تفاجأ بما حدث وقرر الخروج ليساعد أهله وجيرانه وحاول تدبير ما يلزمه من احتياجات منزله وتدفئة أبنائه - بسبب نقص التحذيرات من حدة المنخفض - تم نعته بأنه " شعب بارد وجه" !!!
يعني احترمونا وساعدونا لنقدر أن نكون "شعباً مثالياً" على مقاس رغباتكم ويشرّفكم أن تديروه على مزاجكم.. وما يسألكم " كم ثلث الثلاثة "..
تحية قطبية من قلب الأردن إلى الجميع..وكان الله بعوننا