18-12-2013 12:26 PM
بقلم : عيسى عثمان مبيضين
عندما ضاقت الارض بما رحبت ,وفقدنا السيطرة على ما لا حول لنا به ولا قوه,ارض مبتله وسماء منهلة,انجماد وصقيع وبرد قارص,ازدحام واغلاق طرق,خيم تهدمت,وعائلات تشردت,وأنين مرض,ولون السماء كلون الارض,الكهرباء شبه غائبة,والثلوج تسبق خجل اداء بعض مسؤولي الدولة,كانت الرسالة الاولى التي بعث بها جلالة الملك من شارع وصفي التل من عمان , الى القائمين على وظائفهم ,بان يكفوا عن التنظير والتملق لوسائل الاعلام وغرف العمليات الزائفه,وان يخرجوا من مكاتبهم العاجية وبيوتهم المخملية ,ومن غير ترتيب مسبق كان قائد الوطن بين الناس يوقظ سبات عقول مسؤولي الوطن وعمان.
وعندما اشتد خير السماء وانقطعت السبل باهل المدن والقرى,كان الجيش وقائده نجوم الوطن,مروحية عسكرية فيها الرجل الاول يلبس لباسة العسكري الانيق,لباس الجيش العزيز,لتكون محطته الاولى شمال الاردن الكريم,مستجيبا لنداءات ساكنيه ,وليكلف جيشة العربي الاردني الباسل بان يغيث الملهوف,وان يطعم الجائع,وان يفتح قلبه وبيته الامن لكل اردني,وان يمسح برفق على رؤوس الاطفال,وان يحمل على كتفه الكبير والمريض والعاجز,وان لا يترك تائها او ضائعا او فقيرا,الا ولبى له حاجته,وفي اليوم الثاني كان الجنوب المحب على موعد مع تلك المروحية ومن فيها ,ليطلق الملك للجيش الحبيب, نفس الرسالة التي بثها في الشمال وبالحب المتساوي كان اليوم في السلط والبقعه.
غاب القطاع الخاص ,واختبأ السياسيون الجارحون للوطن,وانفرد الملك والجيش والمخلصون بازمة طقس طارئة كالتي مرت,فهذا الجيش لم يصنع لاختبارات فتح طرق,ولم تكن وظيفة القوات المسلحة الابية نقل سيارات عالقة من شوارعنا,ولكن العقيدة التي تربى عليها انسانية بحته,ورجولية نفتخر بها,عقيدة تقوم على الايمان المطلق بالله والوطن,وولائها لقائدها نقي,مشكلين حالة من الانسجام لخدمة الوطن وابنائه.
هاهم ابناء قواتنا المسلحه,اصحاب الجباه العالية,والقامات المرفوعة,يقومون بجهد مشرف, وهم من يطعمون ابنائهم من خير وطنهم وعرق جبينهم,يعتاشون على رواتبهم,ولا يطمعون الا بان يروا الوطن امنا مطمئنا,يغادرون ابنائهم في بداية الاسبوع ويعودون اليهم بعد اسابيع ,يراجعون معهم دروسهم,ويتقنون درس الجغرافيا ورسم خارطة الوطن,يشترون ملابس عيدهم لاطفالهم,رتب جيش,وبدلات عسكرية,حبا وفخرا وغرس عقيدة,يزرعون في ابنائهم بان الوطن لاجدال فيه وعليه.
من خلف الشاشات وتحت تاثير الهواء الساخن والتدفئة المليئة غازا والغازا,كان الجارحون,يطالبون بتقييد ميزانية الجيش ,حقدا وغلا وكراهية,ونسوا بانهم اقتسموا معهم التعليم ومكارمه,والدواء والماء والكلأ,و من منابر الجبن وبعض الندوات المشبوهه,يلصقون العنف الجامعي والمجتمعي بالطلبة من ابناء المكرمات والمكارم,الكرام الكرام,ويطالبون بنزع مكرمة الجامعات لابناء العاملين في القوات المسلحه.
اوليس هذا الدرك الذي شتمتموه ورشقتوه بالحجارة حين ربيعكم,او ليس هذا الامن العام الذي حاولتم تشويه صورته وقت طيشكم,عودوا الى رشدكم يا ساده,فما نام فرد منهم وهو يحرس بيتك حينما غابت الشمس والقمر اسبوعا ,وحل الغيم والظلام والريح.
ستبقى المكرمة الملكية لابناء العاملين في القوات المسلحة,والامن العام,والدرك,والدفاع المدني,والمخابرات العامة,تعويضا عن حصة درس لم يعطوها لابنائهم وهم يفتحون طرق متاجركم,وعن قلة ذات اليد لمدرس خصوصي,وستبقى علاقة عشق عميق بينهم وبين القيادة ,وسيبقى الجيش منتميا يا قراصنة الاخلاص,وسيبقى الجيش ايها المشككون ,حصنا عظيما عميقا .