حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 26367

ألكسا ونظام الفزعة

ألكسا ونظام الفزعة

ألكسا ونظام الفزعة

19-12-2013 11:21 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : تمارا الدراوشه

تابعت وعشت كما جميع المواطنين في هذا الوطن , الظروف الجوية التي تسببت بها العاصفة الثلجية (ألكسا) وكيف تعاملت الدولة بجميع أجهزتها , ومواطنيها جماعات وأفراد .


بدايةً نقدم الشكر لقواتنا المسلحة , التي لولا تدخلها المباشر , وقدرتها على التعامل مع هذه الظروف الجوية , لبقينا تحت تأثير ألكسا 1 وحتى قدوم ألكسا2 وربما أكثر من ذلك , وحسب ما تناقلته بعض المواقع الاكترونيه .


أنا أدرك انه (وباستثناء قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية ) بأن نظام الفزعة لا زال متعمقاً فينا , وبأجهزتنا جميعها , رغم كل ما نسمعه من المسؤولين عن وضع خطط , وتحضيرات للتعامل مع أي طارئ , فكيف لظروف جوية كانت الحكومة نفسها قد أعلنت عن قدومها , وحذرت منها وأعلنت استعداداتها , وشاهدنا ما شاهدناه ....


نجد الآن أن الكل يبحث عن حلقة ضعيفة , يعلق عليها تقصيره , في التعامل مع الظروف الجوية , فتارةً نسمع أن المواطن هو السبب , وتارةً أخرى نسمع أن رئيس البلدية المنتخب هو السبب , وتارةً ثالثه نسمع أن عجز الآليات وعدم جاهزيتها أو لقلتها هو السبب .


نحن نتمنى أن كل من شعر انه قصر بالقيام بواجبة , أن يستقيل من منصبة أو يعتذر على الأقل , ولكن ما رأيناه , وسمعناه عكس ذلك , فلولا تدخل جلالة الملك شخصياً ونزوله إلى الشارع ليساعد المواطنين بنفسه , وجولاته المكوكية التي رفعت من معنويات المواطن , وأشعرته بأنه حتى لو قصرت الحكومة , فهو بأمان ما دام جلالة الملك يقف إلى جانبه ويساعده , ويزوره في كل مكان , فلولا تدخل جلالة الملك لما شاهدنا مسؤولاً ينزل إلى الشارع , ليشعر ما يشعر به المواطن الذي لا حول له ولا قوة

وبعد أن هدأت العاصفة , وعقد مجلس النواب جلسته الأولى يخرج إلينا سعادة النائب ويصرح بأن وزيرة التنمية الاجتماعية , وفي حديث جانبي قد شتمت الشعب الأردني , على حد قول سعادة النائب , وهنا قامت الدنيا ولم تقعد , فكيف تتجرأ وزيرة وتشتم وكيف .... وكيف ....


وأنا هنا لا أدافع ولا أوأكد , ولكني أقول ما يلي : أولا إن كان الكلام قد خرج من الوزيرة , كما وصلنا فهي مخطئة ويجب أن تعتذر وتستقيل , وثانياً أتساءل لماذا سعادة النائب عندما صرحت معاليها بهذا الكلام لم يرد عليها مباشرة , بدلاً من أن يتركها تكمل كلامها , وبعد ذلك يحمله إلى قبة المجلس وكأنه اصطاد غنيمة يود توزيعها على الشعب , وثالثاً يعلم الجميع أن الحديث الذي يقال في الخلوات أو الجلسات الجانبية , هو كلام يجب أن لا ينقل من مكانه , فهو لم يكن تصريحا في مؤتمر , أو حديثاً في محاضرة , وبالتالي يجب أن لا يستخدم هذا الحديث أو جزء منه , فقط وكأنه مزايدة في الوطنية .

 

وأستذكر هنا عدل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , عندما كان جالساً مع أصحابة , حين دخل عليهم رجلاَ قد فقأت عينه ليشتكي للخليفة عمر من الذي فقأ عينه , فظن أصحاب الخليفة عمر بأنه سيحكم له مباشرة , فصمت عمر رضي الله عنه , ونظر في أصحابه وقال لهم : انتظروا لنرى ذلك الرجل , فقد يكون قد فقأت عيناه الاثنتان , لذلك أنا أتمنى أن نسمع تصريحاً من معالي الوزيرة , تبين فيه ملابسات الكلام الذي صدر عنها , فإن كان قد صدر كما ورد من سعادة النائب , فعليها الاعتذار, والاستقالة مباشرة دون حتى إنتظار طرح الثقة .


ولكنني أقدر كل من حكم دون أن يسمع رد الطرف الأخر, لأننا في كل ظروف حياتنا تعودنا على نظام الفزعة , لكنها فزعة وفزعة سريعة فقط , وسرعان ما ستعود الأمور إلى سابق عهدها , لأنه كما قال المثل (ياما دقوا على الراس طبول)


وأخيراً أود أن أقول ما هي الامتيازات التي يتمتع بها مدير شركة الكهرباء والعاملين معه , حتى يرفضوا الرد على استغاثة المواطن والمسؤول , حتى أن دولة الرئيس اشتكى أنهم لم يستجيبوا لنداءات الحكومة , وهل تحويلهم إلى القضاء سيشفي غليل أولئك الذين سكن البرد وسط عظامهم , بسبب انقطاع التيار الكهربائي , أنا حقا لا ادري , ومع كل ذلك أقول ماذا لو صدقت بعض المواقع التي تناقلت خبر أن عاصفة ثلجية أخرى (ألكسا2) في طريقها إلينا , كيف سنتعامل معها , ونحن لم نصحوا بعد من فزعتنا من العاصفة الأولى , مجرد سؤال ؟؟ لان نوابنا حفظهم الله لا زالوا كمن يرى الزول ويتبع الأثر .


أعتقد أن ما حصل لدينا في الظروف الجوية الأخيرة , لو حصل في دولة أخرى , لشاهدنا أكثر من مسؤول يقدم استقالته , ويعتذر بسبب تقصيره عن قيامه بواجبه , لكن عندنا , الكل أبدع , وأنجز , والمواطن هو من اخطأ , والسبب في ذلك انه مواطن (مش بارد وجه).








طباعة
  • المشاهدات: 26367
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم