سرايا - سرايا-إذا الحب اوما إليكم فاتبعوه
وإذا الحب لفّكم بجناحيه فاطمئنوا اليه
وإذا الحب خاطبكم فصدقوه
جبران خليل جبران

بهذه الكلمات بصوت فيروز الملائكي بدأ المخرج الأردني المقيم في اميركا سمير حداد فيلمه التسجيلي الثقافي «الثقافة والإيمان». حيث تأخذك الكلمات إلى هالة من الروحانية الإنسانية، التي يفتقدها عالمنا اليوم.

عبر سلسلة أفلام ثقافية إجتماعية وبمؤازرة مؤسسة «السبيل للإعلام» يسعى حداد، لتسليط الضوء على نماذج إنسانية حية. أناس عاديين أو روحيين. كل واحد منهم يحمل معه منذ ولادته، شخصية ومهارة ومواهب خاصة به وحده، ويؤمن ويمارس شعائر دينية تختلف كلياً عن الآخر.

الفيلم بحسب ما كتب مري شهاب ينقل علاقة الصداقة والأخوة بين القس الأب حنا سولاقا، والشيخ طالب السنجري، تجمعهما علاقة سامية وبدون تعصب ديني، وتزيدها رونقاً لغة حضارية محترمة واعية تستوعب الآخر ولا تنفيه وتحرك في السامع أو المشاهد، المشاعر الإيجابية للتسامح والرحمة والإحسان، لأن الله محبة.

النموذج الثاني في الفيلم، ينقلنا الى الأردن، حيث يضيء المخرج على العلاقة الإنسانية بين دكتور جامعي يتحلى بثقافة راقية، ومواطن عادي يفيض قلبه محبة وإخلاصاً في القول والعمل.

رغم إنتمائهما الديني المختلف، تمكنا بجهودهما الخلاقة والفريد، أن يؤسّسا متحفاً للتراث الشعبي في مدينة الحصن تحول الى مقصد للزوار والسياح، وساهم في إزدهار المدينة ونموها وجعلها محطة على قائمة الوفود الرسمية التي تزور المملكة.

مشاهد جميلة ولقاءات بسيطة صادقة تدخل الفرح للقلب ويتمنى لو تعم بلاد الشرق التي تعاني من عصابات الجهل والتكفير. الإنسان في عالم اليوم ليس بحاجة إلى نظريات وفلسفات، لتساعده على مواجهة ما يعانيه من قسوة الحياة وويلات الدنيا ومآسيها، إنما هو بحاجة إلى المشاعر الإنسانية والقلوب الدافئة والعقل الواعي والنيات الحسنة. ولا سبيل إلى ذلك كله إلا بالمحبة.