حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15022

حالة انجماد!

حالة انجماد!

حالة انجماد!

21-12-2013 10:05 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : جلال عبد العزيز أبو حشيش
لا، لا اقصد شوارعنا. بل اقصد حالة انجماد الأمة العربية. اعرف ان الغالبية العظمى من شعوبنا لا يهمها التفكير بإنهاء حالة الانجماد والاستسلام والغنوع للواقع العربي، والسبب معروف هو انشغالها بتأمين لقمة العيش، وتأمين حاجات الأسرة. وليس من العدل توجيه اللوم لهم. ولكن يقع اللوم الكبير على ثلاث فئات من المجتمع. فهناك فئة حملة راية الدين الإسلامي. لقد مرت عقود من السنوات وطاقات شباب الأمة تحشد في بوتقة وهمية ان المجتمعات العربية بعيدة عن الدين وان الدول العربية وأنظمتها "كافرة". وهناك فئة أخرى من الذين اغتروا بالحضارة الغربية الظالمة لنفسها وللإنسانية، وظنوا ان سبب تخلفنا هو تمسكنا بالدين. وراحوا يستنزفون طاقتهم في بوتقة وهمية هي إبعاد الناس عن دينهم لأنه سبب تخلفهم. وهذا يعنى أن طاقات المفكرين والفاعلين من هذه الأمة ضاعت في جهتين متضادتين: جهة تحاول إقامة الخلافة الراشدة وجهة تحاول هدم الدين في نفوس الناس. وهناك فئة ثالثة وهي رجالات الحكم الذين ضيعوا طاقتهم في ملاحقة الفئتين السابقتين على اعتبار انهم مفسدون في الأرض. ونسي الجميع ان تنظيم الناس وتوجيه طاقاتهم في بناء المجتمع هو الأساس للخروج من حالة الانجماد ثلاثية الأبعاد. معروف وبديهي ان الإنسان كائن اجتماعي، لا يستطيع ان يعيش لوحده منعزل عن الناس الآخرين. ولهذا على الفئات الثلاث ان توقف نزف الأمة وتعمل على التخطيط لحركة الناس وتنظيمهم ضمن مشروعات محددة الأهداف. واستغلال كل فئة ما لديها من سلطة فعلية أو أخلاقية على الجمهور العربي لدفعه نحو مشروعات منتجة ومفيدة لتقدم الحياة في بلادنا العربية. لنأخذ مثلاً الحالة الجوية التي انعم الله علينا في هذه الأيام. ماذا فعلت الفئات الثلاثة لمواجهتها؟: حملة راية الدين وحملة هدم الدين غابوا تماماً عن المشهد. وبقيت الفئة الثالثة وهي رجالات الحكم في الميدان تتحمل كل الأعباء لوحدها بإمكانياتها المتواضعة. فلنتخيل لو أن الفئات الثلاثة كان لديها مشروعات مسبقة لمواجهة هذا الأمر. أليس من واجب الجميع حماية الوطن؟! فلو كان لدينا مشاريع جاهزة ومنظمة ومعدة مسبقاً، لما عانينا جميعاً. فمثلاً المفروض هناك مشاريع مخطط لها مثل مشروع: فتح الشوارع، مشروع: إغاثة من تدهمهم المياه، مشروع توجيه حركة السير، مشروع إسعاف وحالات طارئة، مشروع توصيل الغذاء والمؤونة لمن لا يستطيع تأمينه بنفسه، مشروع المحافظة على الأشجار والغابات الحرجية...الخ. الأمة مليئة بالطاقات الشبابية، ولكنها بحاجة لتنظيم وتخطيط مسبق لاستغلالها في تحسين الحياة، بدلاً من تكفير بعضنا بعضاً، أو إثبات ان الدين هو أساس تخلفنا، أو عمل مشاكل في الجامعات، أو مجرد الجلوس في المجالس لتوجيه الانتقاد لأداء الحكومة...ألخ من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. وهناك آلاف المشاريع القابلة للتنفيذ مثل: مشروع المحافظة على نظافة الحي أو المنطقة، مشروع معالجة ضعف الطلاب في الحي أو المنطقة، مشروع توعية المرأة الحامل والتربية في الحي أو المنطقة، مشروع تعليم مهارات الحاسوب في الحي أو المنطقة، مشروع تشجير الحي أو المنطقة، مشروع اليتيم/أو الفقير في الحي/أو المنطقة، مشروع تجميل البيئة المدرسية، مشروع السائق الماهر، مشروع تنظيف وتجميل المتنزهات العامة وشواطئ البحر الميت والعقبة، مشروع تعليم تخزين الطعام والمخللات، مشروع تعليم حرفة يدوية، مشروع إصلاح ذات البين. وهكذا، في أية مشكلة تطرأ يوضع لها مشروع يعالج المشكلة. طبعاً أدرك ان نظرتي للأمور نظرة مثالية أفلاطونية. ولكنني على يقين أن الأفكار المجردة لا يمكن ان تبني وطناً ما لم تترجم على أرض الواقع كحركة وفعل يقوم بها جميع أفراد المجتمع. وأخيراً، ليعلم الجميع ان الله سبحانه وتعالى وضع فائض من كل شيء في الأرض من ماء وهواء وغذاء وأشياء كثيرة لا حصر لها، حتى يضمن سبحانه استمرارية الحياة، وخدمة الإنسان وجعله قادر على الحياة وعمارة الأرض هي روح الدعوة الإسلامية.








طباعة
  • المشاهدات: 15022
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم