21-12-2013 10:20 AM
بقلم : د.زيد خضر
في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام تحتفل منظمة اليونسكو والمحافل اللغوية في العالم العربي باليوم العالمي للغة العربية ، بعد أن أصبحت اللغة العربية لغة معترف بها رسمياً في الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها .
أيها السادة : من نافلة القول الحديث عن أهمية اللغة العربية كلغة تواصل بين العرب في كل مكان ، وحتى بين العرب والمسلمين غير العرب ، لأن الأعجمي بحاجة أن يتعلم العربية لقراءة القرآن والصلاة ، ومن نافلة القول أيضاً أن نقول كانت اللغة العربية لغة حضارة ازدهرت قروناً طويلة حتى عم خيرها وفضلها العالم كله، وها نحن نعيش على أمجاد تلك الحضارة .
يا قوم : اللغة العربية التي وسعت كتاب الله عز وجل ،وألهمت الأدباء ، والشعراء والخطاطين ،والفنانين التشكيليين الذين رسموا من خطوطها زخارف وأشكالاً جميلة ليست عاجزة أن تتسع المصطلحات العلمية الحديثة ، أنه ليس عجزاً في لغتنا بل عجزاً فينا نحن أبناء لغة الضاد ، فلا نحن تمسكنا بلغتنا ، ولا حافظنا على استقامة ألسنتنا فعوجنا الألسنة لنقول كلمات أجنبية مثل : مرسي .. بونجور ... أو كلمات أخرى لا معنى لها ،أشعر بالغثيان والصداع كلما سمعتها مثل: لألي..لألك .. أصلاطاً بدلاً من ( أصلاً ) ...
يا أحفاد سيبوية والرافعي والعقاد وغيرهم من القامات اللغوية الرفيعة : لا يكفي منا كعرب أن نخصص يوماً في السنة للاحتفال بلغتنا العربية كلغة عالمية ، المطلوب منا أن نحافظ على هذه اللغة ،وأن نصونها من أي خدش يؤذيها ،مطلوب أن نعلمها بجمالها وبيانها لأولادنا منذ نعومة أظافرهم ، مطلوب أن نتعلمها نحن أولاً لنستمتع بجمالها ، ومطلوب الاهتمام بها في مدارسنا ،ولنُحضر أكفأ أساتذتها لتعليم الناشئة ، ومطلوب جعل اللغة العربية مادة أساسية في جامعاتنا وفي كل التخصصات .
أطالب القائمين على المؤسسات الجامعية في كل الوطن العربي بتدريس المواد العلمية والرياضية والطبية في جامعاتنا باللغة العربية ،وثقوا أيها الإخوة أن الذي يخجل من لغته وثقافته ويتمسك باللغة والثقافة الأجنبية لا يمكن أن يكون في المقدمة وسيبقى في ذيل قائمة البشرية ، فكل الأمم الحية تعتز بلغتها وتدرس بها .
في الصين عملاقة الصناعة العالمية يدرّسون أبنائهم في الجامعات بلغتهم الصينية ذات الألف حرف ، فلماذا لا نخجل من لغتنا لغة الحضارة والعلم لقرون طويلة .