22-12-2013 10:10 AM
سرايا - سرايا - وقع د. فيصل غرايبة اليوم، الثاني والعشرين من الشهر الجاري، في دائرة المكتبة الوطنية ضمن برنامجها الثقافي "كتاب الأسبوع"، كتابه "عتبات المستقبل- سيرة كفاح وسيرورة وطن"، الصادر عن دار يافا العالمية للنشر والتوزيع بالأردن.
رئيس الوزراء الأسبق، د. عدنان بدران، كتب مقدمةً للكتاب، رأى فيها أن الكتاب يحكي قصة الأردن وبلدان عربية عمل بها المؤلف، ويسرد حالتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وما تعانيه من أمراض اجتماعية وسياسية، ومنها على الخصوص تكريس النزعة القطرية، وما جاءت به سايكس بيكو في تجزئة الأمة العربية بعد الحرب العالمية الثانية على حساب المد القومي، يصعب بعدَها مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية التي تجابهها الدول المتقدمة بنجاح من خلال تجمعات إقليمية واتحادات اقتصادية.
يتألف الكتاب من ثلاث عشرة عتبة تحمل العناوين التالية: "لدى عروس الشمال، من قاسيون أطل يا وطني، في عمان موضع الطموح، في الغرب البريطاني- ويلز، في بيت العرب في تونس الخضراء، لا بد من عمان وإن طال الغياب، وسط لؤلؤة الخليج، تقاعد بلا قعود، شموع على المسالك، الهاجس السياسي، نظرة في أعماق المجتمع، في مضمار رفع الكفاية، وقبل أن يسدل الستار".
يتضمن الكتاب صورا ووثائق عاكسة لفحوى العتبات، ونبذة عن الذوات الذين أسهموا في إغناء محتوى الكتاب، وملخصا عن مؤلفات صاحب الكتاب، والتي بلغت حتى الآن عشرين كتابا على مدى عشرين عاما. كما تصدّر الكتاب إهداء إلى الذين كافحوا من أجل كرامة الأمة وعزة الوطن، وعملوا على نشر العدالة الاجتماعية وصوْن حقوق الإنسان، وحفظ حرية المواطن.
ويشير الكتاب إلى أولئك الذين اعتمدوا على أنفسهم بروح عصامية، وحماسة لا تخبو، وعزيمة لا تلين، من أجل تحقيق طموحاتهم المشروعة في إيجاد جيل مخلص ووفي لأهله ومجتمعه وبلده وعالمه.
كما قدّم وزير الثقافة الأسبق، أستاذ النقد الأدبي، د. صلاح جرار، قراءة نقدية للكتاب، أشار فيها إلى أن عنوان الكتاب فيه دلالة رائقة، مؤكدا أن "الالتفات إلى الماضي والتحديث في تفاصيله، لا ينبغي أن يكون منفصلا عن هدف فهْم الواقع، والسعي إلى بناء المستقبل والتخطيط له".
وفي السياق ذاته بيّن جرار أن للعتبات دلالات كثيرة، لِما فيها من توظيف واع لِما ساد في ثقافتنا الشرقية من فوائد تغيير العتبات، لافتا إلى أن عنوان الكتاب شديد الارتباط بمحتواه، وأشد ارتباطا برسالة الكتاب والهدف منه.
ورأى جرار أن ما يميّز هذه الكتاب أنه يجمع الماضي بالحاضر والمستقبل، ويجمع بين المعلومة والتحليل، وبين أدب السيرة وأدب الرحلة، وبين الأدب والعلم، ويطغى فيه الجانب العقلي والفكري على الجانب العاطفي، ويتساوى فيه البُعد الذاتي مع البُعدين الوطني والقومي.
فيما اعتبر المؤلف د. فيصل غرايبة أن كتابه يستعرض مسيرة حياة مواطن أردني خاصة، وعربي عامة، بما مضى منها وبما تنظر إليه في قابل أيامها، في إطار سعيها، وفي حدود إمكاناتها، ووفقا لطموحاتها وتطلعاتها، بالموازاة مع استعراض مسيرة حياة المجتمع الأردني خاصة، والمجتمع العربي عامة، في إطار سعي أبنائهما، ووفقا لتطلعات الأمة وطموحات أبنائها.
وقال غرايبة في الأخير إن كتابه يروي مقطعا من التاريخ الاجتماعي للإنسان، الذي يمتد إلى ثلاث طبقات من التكوين وهي: "القومية، الوطنية، والذاتية"، مبينا أن القومية هي العربية، والوطنية هنا هي "الأردن"، والذاتية هي "شخصية الراوي الكاتب".