23-12-2013 12:01 AM
سرايا - سرايا - بث التلفزيون السوري الرسمي اعترافـات لمن قال إنهم "قتـلة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي"، الذي قتل في آذار/ مارس من العام الجاري بتفجير استهدفه خلال القائه خطبة في مسجد بدمشق.
وقتل البوطي في تفجير كان مخططًا بشكل محكم، وتم تنفيذه في مسجد الإيمان وسط العاصمة دمشق عندما كان الشيخ يلقي أحد الدروس في المسجد لحظة وقوع الانفجار الذي خلف العشرات من القتلى والجرحى.
لكن المعارضة السورية، اتهمت يومئذ نظام الأسد بقتل البوطي لإثارة الفتنة، واعتبرت الصور التي بثها الاعلام الرسمي بخصوص حادثة الإغتيال "مسرحية سيئة الاخراج".
جبهة النصرة !
حسب اعترافات الاشخاص الذين ظهروا عبر التلفزيون السوري، فقد تم اتخاذ قرار اغتيال البوطي خلال اجتماع في احد المنازل بمنطقة السويقة في دمشق واتفقوا على أن يقوم عدد من المخططين بالصلاة خلف البوطي وبعدها يأتي الانتحاري من طريق لا يتواجد فيه الأمن والدخول للجامع من دون تفتيش.
وقال أحد المخططين إن عدم تبني العملية رسمياً من جبهة النصرة نتيجة عدم رضا الشارع السوري عن العملية كونها حصلت في مسجد وبين المصلين.
ذكرت وكالة "سانا" السورية الرسمية أنّ مجموعة إرهابية تابعة لـ "جبهة النصرة" اعترفت بارتكابها جريمة اغتيال العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في جامع الإيمان بدمشق بعد تلقيها الأوامر من المدعو أبو سمير الأردني الذي يشغل ما يسمى بـ"منصب الأمير العسكري العام لجبهة النصرة" ويعتبر مساعد أبو محمد الجولاني زعيم "جبهة النصرة".
وقال إبراهيم محمد عباس الذي عرف نفسه على التلفزيون الرسمي السوري بأنه "أمير في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام": "اسمي الحركي عبد العزيز وأنا عراقي الجنسية من محافظة بغداد ومستواي التعليمي إلى الثالث الإعدادي وشغلت منصب أمير الشام في تنظيم "جبهة النصرة" عندما جرى خلاف بين جبهة النصرة وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وأضاف عباس: "اتجاهنا سلفي وبعد أن انتقد الشيخ البوطي عمليات (جبهة النصرة) جاءنا الأمر الأساسي من أبو سمير الاردني الذي يشغل منصب ما يسمى بـ(الأمير العسكري العام لجبهة النصرة) والذي يعتبر مساعد أبو محمد الجولاني وتلقيت أنا الأمر من أبو أسامة بقتل الشيخ البوطي بفتوى مما يسمى (المسؤول الشرعي العام لجبهة النصرة) المدعو أبو خديجة الأردني".
أضاف: "بدأت بتنفيذ الأمر حيث كان البوطي يلقي خطبة كل يوم جمعة في الجامع الأموي بدمشق فأرسلت شخصاً يدعى مصطفى لكي يصلي في الجامع والبقاء فيه إلى حين انتهاء الخطبة ولمراقبة البوطي والتعرف على سيارته لإخباري بذلك، إن مصطفى نفذ ما طلبته منه وأخبرني أن سيارة البوطي هي من نوع مرسيدس وأنه بعد الصلاة يمر عبر سوق الحميدية إلى الشارع الرئيسي فقلت إن التنفيذ يجب أن يكون في سوق الحميدية".
قرار التصفية
وقال شخص آخر اسمه علاء الدين محمد قطاش عرف نفسه بكونه "أمير ما يسمى بـ(المفرزة الأمنية بمنطقة ركن الدين) التابعة لـ (جبهة النصرة)": أمر اغتيال الشيخ البوطي جاءنا عن طريق الأمير أبو أسامة العراقي الذي بلغ الأمير عبد العزيز بأنه يجب اغتيال الشيخ البوطي فأبلغنا عبد العزيز بالأمر ونحن كأمنيين في دمشق كلفنا مصطفى بمراقبة الشيخ البوطي خلال صلاته في المسجد الأموي كل يوم جمعة فنفذ مصطفى الأوامر وقام بالصلاة خلف البوطي وراقب الطريق الذي يخرج منها عبر سوق الحميدية إلى الشارع العام وتم تبليغنا بأنه سيتم تنفيذ العملية في تلك المنطقة".
أضاف: "تعرفت على الانتحاري أبو دجانة عن طريق مصطفى حيث تواعدنا أمام الجامع الأموي أنا والأمير عبد العزيز ومصطفى والانتحاري أبو دجانة الذي سيفجر نفسه وهو سوري الجنسية ومشينا جميعنا في شارع الحميدية لنرصد الطريق وقررنا أن يكون التنفيذ على سيارة الشيخ البوطي عند خروجه من الجامع واخترنا أحد الأزقة التي تطل على شارع الحميدية مباشرة، عند عودتنا إلى الشقة جاءتنا معلومة من أبو عبد الله الفلسطيني بأن الشيخ البوطي يصلي في جامع الإيمان ويقوم بإعطاء دروس هناك بين صلاة المغرب والعشاء وكان هذا اليوم هو يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر آذار الماضي فتم إلغاء عملية الاغتيال التي كانت مقررة يوم الجمعة وأصبحت يوم الخميس نفسه من خلال المعلومة التي وصلتنا".
القتل أثناء الصلاة !
وأوضح قطاش أن الأمير عبد العزيز أخبره أنه سيتم تنفيذ عملية الاغتيال يوم الخميس في جامع الإيمان "فكلفنا مصطفى بأن يصلي صلاة المغرب خلف الشيخ البوطي لمراقبة الوضع أمنيًا خارج وداخل الجامع والطريق من شقة السويقة إلى الجامع بالمشي ذهاباً وإياباً".
ونقل التلفزيون السوري كذلك اعترافات من شخصين آخرين هما أسامة عبد الفتاح عبد الهادي، وفيصل غازي حسين الشبلي.
تشكيك في الانفجار
عندما اغتيل البوطي، بث ناشطون سوريون صورًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا في الصفحات المؤيدة للثورة السورية على فايسبوك، استنتجوا بموجبها أن ما حصل كان رواية مفبركة من جانب النظام.
فعلى الرغم من حديث الوسائل الاعلامية الموالية للأسد عن تفجير مهول قتل 42 شخصًا بينهم البوطي وحفيده، وأصاب 85 آخرين بجروح مختلفة، تظهر الصورة التي بثت من داخل المسجد بعد الانفجار وكأنه تعرض لعملية تخريب لا أكثر.
فالمكيفات لا تزال في أماكنها، والمراوح والثريات المدلاة من السقف لم تصب بأي أضرار، علمًا أن وهج الانفجار كان ليطيّرها من مكانها أو ليسقطها أرضًا، خصوصًا تلك المروحة الكهربائية المثبتة فوق المكيّف الذي فقد غطاءَه الخارجي.
وكذلك بقي مقعد البوطي في مكانه، وكأنّ الأمر اقتصر على تخريب، والحري بهذا الانفجار أن يدمر واجهة المسجد الداخلية على الأقل، أو أن يترك فيها أضرارًا جسيمة.
وتساءل معظم الناشطين السوريين عن مكان جثة البوطي التي لم تظهر في أي شريط مصور، ولم تنشر لها أي صورة.
ونقل ناشطون على بعض الصفحات عن مراقبين ميدانيين ظنهم في أن البوطي قُتل قبل الانفجار، وليس هذا سوى مسرحية سيئة الاخراج، تبعها دخول مسلح من جانب الجيش والأمن والشبيحة إلى داخل المسجد بأحذيتهم العسكرية، مفسدين كل أثر قد يفيد التحقيق، أو يدل على الفاعل الحقيقي.