23-12-2013 10:38 AM
سرايا - سرايا- وقعت الشاعرة د.مها العتوم، أول من أمس، في رابطة الكتاب الأردنيين، ديوانها "أسفل النهر"، الصادر بدعم من وزارة الثقافة، وهو الديوان الرابع للشاعرة، شارك في الحفل الناقدان د.سهى نعجة ود.خالد الجبر، وأداره د.عمر القيام.
قدمت د.سهى نعجة قراءة نقدية حملت عنوان "مرايا الأنا والآخر في ديوان (أسفل النهر) لمها العتوم؛ مقاربة لغويّة"، أشارت فيها إلى أن "أسفل النهر"، هو ديوان مها العتوم الرابع، الذي تنحاز فيه لكثرة الحياة في الحبّ على ما فيه من تشظّ وانكسار وارتياد ليل ومشي على الشوك،
مشيرة أيضا إلى أن هذا الديوان تنتصر فيه لحبّ لا يتصدّع، ولا يصدأ، ولا يهرم؛ ولا تئن خاصرته؛ لحب يهجر قمصان النوم، وينتشي بحضور السهر، ويفتح كوة في جدار السماء إذا أوصدت الأبواب، ويباغت العتمة بزهر يقرقر في قناني العطر ولا يعتصم بالأكمام، ويمتح رؤاه من طواف جليل حول بذرة المعنى، وسعي شفيف بين مراقي المغزى، وفيوض الرؤى.
وأضافت نعجة أنه نصّ رؤيويّ؛ نصوصه المثقّفة بالتراث العربيّ؛ إذ تستحضر الشاعرة أيقونة الحب العذريّ "بثينة"، وبالتراث العالمي إذ تغتني بإرادة الشيخ التي تنكسر أمام جبرياء البحر في رائعة همنجواي "الشيخ والبحر"، وبهوميروس سادن الملحمتين الشعريّتين الإلياذة والأوديسا، وبربّة الخلود جلجامش، والمنكَّهة بالشعبيّ المتداول نصوصٌ تجوز ثيمات الحبّ المأنوس، وتماحك العرف، وتخلخل الثابت من غير أن ترد طيور الخجل عن التحليق في فضاءات البوح لهديل حمامة أخرى في الآخر بينا هي تقضم الأمس، وتفيض بالأمنيات.
وخلصت الى أن "أسفل النهر"، قد وشى "بشاعرة سُلاف ملتبسة بالحب وبالحلم، تعي جدليّتها مع الآخر، وتجيدُ تأثيث فضائها الشعريّ، ورسمه بفرشاتها وألوانها الخاصّة عبر انعطافها على نوافذ رؤيويّة داليّة دلاليّة مثقّفة تتواشج ومنطق الثنائيّة الضديّة في الحياة، وانفتاحها على كثافة إيقاعيّة داخليّة وخارجيّة مؤسّسة على الجملة الشعريّة الغنائيّة القصيرة".
من جهته، استعرض د.خالد الجبر تجربة الشاعرة مها العتوم منذ صدور مجموعتها الأولى "دوائر الطين"، مرورا بـ"نصفها ليلك"، و"أشبه أحلامها"، وصولا إلى ديوانها المحتفى به "أسفل النهر"، مشيدا بتطور تجربة الشاعرة واشتغالاتها على قصيدتها وبنائها المحكم ضمن تقنيات النص الشعري الحديث.
إلى ذلك، قرأت الشاعرة العتوم مجموعة من قصائدها التي استحوذت على إعجاب الحضور لفنيتها العالية ولغتها المكثفة المعبرة عن الذات الشاعرة والذات الإنسانية.
مقتطفات من ديوان "أسفل النهر"، تقول الشاعرة: "أسفلَ النهرِ .../قد تجدين سماءً تخصّك وحدكِ/فاكترثي بالنهوض إليها/ضعي قمرًا في ثيابك/ثم اعصري/ما تبلّل منها ومنكِ/وخِفّي إلى الليلِ/كي يتهادى إلى أسفل النهرِ/قربكِ:/
في الليل تغدو الجميلاتُ أجملَ/رائحة الورد تغدو بطول الممرِّ/وينسحب الموتُ من كثرة الماءِ/حولكِ/حولي/هنا أسفلَ النهرِ/مرتعُ عشتارَ/والقيّمين على النارِ والسرِّ". ويذكر أنه صدر للعتوم: "دوائر الطين" عن دار الحوار 1999، و"نصفها ليلك" عن وزارة الثقافة 2006، و"أشبه أحلامها" عن دار أزمنة 2010، وهي أستاذ مشارك في مركز اللغات- الجامعة الأردنية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-12-2013 10:38 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |