23-12-2013 11:51 AM
بقلم : منال العامري
سطور كتبتها في شهر ميلادي لتلقى يوم ميلادي , بحثت عنها في كل مكان لأعرف أين هي و كيف السبيل إلى الوصول إليها , لقد كانت أحلى اللحظات عندما أخذت الطائرة إلى تلك البلد فلم أجد نفسي هناك حيث ضاعت أيامي و صارت في طي النسيان , و ذهبت في رحلة إلى بلد آخر لعلي أجد فيها نفسي ولكن وجدت كل حرف من حروفي قد نسي تماما , في تلك البلد و في بلد أخر حتى وصلت إلى يقين أنني أصبحت في عالم النسيان.
ولكن صبري دفعني إلى ذلك الإصرار الذي تعودت عليه منذ مولدي و صرت أحلق في الجو و أطير حتى تعطلت الطائرة على أرض جرداء ليس فيها خضار و لا حياة و لكن لحسن حظي أنني حملت في يدي طوال رحلتي بذور الأصالة وبدأت أقسم هذه الأرض و أسطرها حيث كان السطر الأول منها هو سطر التاريخ الذي نسجته بيدي هاتين وفي السطر الثاني وضعت بذر أصالة آخر وهو بذرة الحضارة التي نسجتها بالفن و العراقة , وفي السطر الثالث كانت بذرة العرب , وهي بذرة العراقة والتاريخ , و سطري الأخير زرعته ببذرة الإسلام و المسلمين مجدا وحضارة , نسجت أربعة أسطر من أجمل ما نسجت يدي على مدار عمري الذي تجاوزت منتصفه فقد كان كل سطر بلون من ألوان الطبيعة الجميلة حتى ظهرت أمامي لوحة فنية ابتدعها الخالق من أجمل ما رأت عيني من جمال و إبداع, حولت هذه الأرض من أرض جرداء إلى أرض العراقة و التاريخ وبقيت أسقيها و أحيانا لا أجد الماء فأقطع طرفا من أصبعي و أسقيها بدمي حتى اشتد عودها ورويت و كبرت وصارت لوحة فنية في قمة جمالها لم يعهد لها مثيل , نظرت إليها من أعلى لأرويها فقد كبرت و رعرعت فوجدتها منسوجة بكلمات تاريخ الحضارة العربية الإسلامية.
أرض من شدة جمالها تمنيت أن أكون شاعرة هذا الجيل لأنسج لكم كلمات العراقة و التاريخ التي تذكركم بمجدكم وحضارتكم , أردت أن أنسج قافية من الشعر أزخرفها بكلمات جمال هذه الأرض الخصبة الجميلة , فقد كانت فكرة في طي النسيان نسجتها و لونتها بألوان الأصالة و التاريخ حتى كبرت و رعرعت و نهضت من جديد, و لكنها سنوات عمري التي قضيتها في تلك الأرض أرويها و أسقيها و أرفع من شأنها حتى أبعث بمجدها لكم و أذكركم بها, إنها أرض المجد و الحضارة , أرض الكبرياء توجتها لتكون الملكة , ملكة تاريخ الحضارة العربية الإسلامية.
ولكني تعودت في آخر سطوري أن أبعث بندائي لكم لأذكركم دائما بما نسيتموه , و أعلمكم يا جيل العراقة بجذوركم و أصولكم , فلا بد لنا من خاتمة نختم بها سطورنا و نرفع من شأننا , قد تكون هذه آخر كلماتنا في العقد الأخير من أيامنا , ولكن هذه الكلمات سوف تزرع في قلوبنا أننا جيل مجد وحضارة لن تنسى على مدار السنين والأيام , حملتها أيامنا و توجتها سطورنا , سطور العراقة و التاريخ.
Alamiry.manal@yahoo.com