22-06-2008 04:00 PM
(( .. العمولة أو (الكوميشين) التي يتقاضاها الشخص الذي روج لبيع سلعة ما تقدر حسب بروتوكول التسويق (ماركيتينج) بـ2%،وهي قيمة يعرف أثرها السماسرة الذين يبرعون دوما في تحصيلها من (المشتري) بالإضافة الى 1% يحصلونها من ( البائع ) نفسه، وعند الحديث عن (سلع وطنية) متفاوتة القيم فإن الـ2% تختلف تبعا لقيمة العقود،وللمقارنة بين من (برعوا) في فنون التسويق وتضخمت أرصدتهم وبين من (باعو) بأبخس الأثمان ، نعقد مقارنة بسيطة لكن بطريقة (عصرية) لا يفهمها إلا (فهلوي.. إبن سوق) .. علما أن كل أثرياء الحروب هم في الحقيقة (سماسرة ..أبناء 66***)..)) .
لست ضد الثراء؛حتى الفاحش منه،وأرحب بالفقر؛خصوصا المدقع منه،وبين موقف الحياد من الأرصدة الآخذة في التضخم والموقف من (البطون) الخاوية ثمة (سلَّم) كل درجة فيه بمثابة أرجوحة من المواقف،يتأرجح عليها أناس بمستويات مختلفة من الذكاء والوزن والقيم الوطنية،لكنهم ينقسمون الى فصيلين يمثلان جيلين من المخلوقات الآدمية، جرت العادة الأحدث أن نسميهم (الديجيتال والأنالوج).
وبهدف التوضيح يلزمنا التحدث قليلا عن (التكنولوجيا)،لأن التصنيف المذكور لتمييز جيلين بهذا التميز أمر صعب، ولا يمكن للمواطن العادي الإلمام بحدوده دون وقوعه بخطأ في التقدير، فنظام (الأنالوج سيجنال) يرمز الى كل ما هو قديم في الصناعة والانتاج،حيث أن أية ماكنة أو آلة تعمل بهذا النظام تعاني من بطء وعدم دقة بالإضافة الى تشوهات متكررة في الانتاج.. ويرمز سياسيا الى الأفكار الوطنية القديمة التي تتسم غالبا بالفكرة الوحدوية القومية والعقائدية أو القطرية،ويمثلها أجيال ممن نسميهم (الحرس القديم) والذين يخضعون بدورهم لتصنيفات كثيرة في بنية التفكير التنموي.. أما (الديجيتال زيرو ون) فهو يرمز (صناعيا)الى السرعة والدقة الكبيرة والانتاج الغزير المثالي .. ويرمز سياسيا الى العولمة وأفكار (السوق) الليبرالية ذات الولاء المطلق لرأس المال.
قبيل سنوات بعد عام 2000 تحديدا، ظهرت دعوات ليبرالية غاية في الوحشية على مستوى دول (الطوق العراقي)،وعبرت عن ظهور تيار (اقتصادي) بأجندة عالمية تسعى للاستثمار في (كل شيء) ،لدرجة أن (بعض الهواة) من جماعة (زيرو ون) اختصر هذه الأجندة بشعار من كلمتين في الأردن،فقالوا (أردن للبيع) بلفظ الرطانة ( Jordan For Sale )، وسرعان ما تمددت هذه الدعوة عبر (خطوط اتصال الديجتال) الى كل دول الطوق العراقي وخصوصا في العراق ذاتها، وبحلول 2003 ابتدأ سباق البيع عراقيا، وفاضت المنطقة بأثرياء الحروب،فوجدنا الذي كان يتكلم عن القروض البنكية من أجل شراء سيارة مثلا أصبح يتصدر مجالس الأثرياء ،كمليونير و(ملتي مليونير)،ويشيع بين الرفاق والأتباع أن أخبروني فقط،عن أي مشروع بأية تكلفة وسوف أنفذه حالا..!! وتراكمت الملايين وانتفخت عمان بمشاريع ضخمة، لكن لا عنوان لها في الحياة اليومية للناس،وتساوقت مع هذا (الانتفاخ) تشريعات جديدة لتشجيع الاستثمار ومؤسسات جديدة كذلك لم تكن موجودة من قبل،والنتيجة هي ما نرى ونسمع ونقرأ.. ثراء (غير مفهوم) تمتاز به طبقة صغيرة من (غاسلي أموال الحروب)،واجتياح كبير لمنظومة قيم المجتمع وبنى تفكيره الوطنية..الخ.
في المقابل تراجع معسكر (الحرس القديم) في المنطقة،وأصبحت أفكارهم بمثابة (فولكلور) لا يصلح الا لمهرجانات (الحشو) الثقافي،وأصبحت رموزه مثالا للتندر والشفقة أحيانا،علما أن (بعضهم) نجحوا في ابرام صفقات (شراكة) و(كوميشين 2% +1%)..!!،وظهرت طبقة من (الجوعى) آخذه في الاتساع وبرزت ملامح خطرها المقيم في كل بيت (محافظ) أو (أنالوجي التفكير).
ما سبق من حديث يصلح أن يكون موضوعا أو (بروجيكت) لـ (بريزنتيشين)، (تو ميك كومبيرنج بتوين ديجيتال آند أنالوج سيستمز إن جوردنيانز ديلي لايف)، لكن يلزمنا (قاعة مظلمة) وجهاز (كومبيوتر) و(داتا شو) وفي السياق جمهور من بعض الأشخاص (الحالقين عالصفر) وآخرين (ختيارية) ينامون على بعض مقاعد الصف الأول في القاعة المظلمة،بانتظار (الكوفي بريك).. و ( Go Ahead ) مستر *** .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-06-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |