24-12-2013 10:15 PM
سرايا - سرايا - شهدت حدود قطاع غزة الشرقية مساء اليوم قنص جندي اسرائيلي على ايدي مقاومين فلسطينيين ,برغم الهدوء الذي ساد الحدود منذ عملية النفق الاخيرة في بلدة القرارة والتي اسفرت عن اصابة خمس جنود واستشهاد اربعة مقاومين.
اسئلة عديدة باتت تدور في ذهن المواطن الفلسطيني بعد عملية القنص ,وحيرة غلبت على المراقبين والمحللين السياسيين ما بين التوقع بأن يكون هناك ضربة عسكرية ردا على اغتيال الجندي الاسرائيلي وما بين من يتوقع بأن اسرائيل قد تلتزم الصمت وتؤجل ضربتها لحادثة أخرى.
فور وقوع العملية نقلت صحيفة يديعوت احرونوت نقلا عن مسؤلا بارزا في الجيش الاسرائيلي بأن الجيش سيرد بقوة ,ومن ناحية أخرى نشرت القناة الثانية الاسرائيلية خبرا بأن الجيش الاسرائيلي طلب من الفلسطينيين الابتعاد لمسافة كيلو متر عن السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 67 ,في حين أخلت الحكومة الفلسطينية في غزة جميع مقراتها الامنية ,وبات المواطن الفلسطيني رهينة ترقب ما ذاا كان هناك تصعيد اسرائيلي. وفي ذات السياق اعتبر المحلل السياسي حسن عبدوه أن قنص الجندي الاسرائيلي يعد تطورا مهم في اطار التصعيد نحو دوامة عنف جديدة ,موضحا أنه من الملاحظ أن الاحتلال كان يحاول منذ فترة استدراج الاطراف الفلسطينية لدوامة العنف سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة,مشيرا الى حادثة اطلاق النار على مزارع فلسطيني واصابته اصابة خطيرة بالامس .
وأضاف: هذا التراشق المتبادل بين المقاومة وجيش الاحتلال الاسرائيلي يؤكد أننا في موجه تصعيدية جديدة لا ترتقي الى مستوى الحرب ,لكن ربما تؤدي الى توتير الحدود والاجواء سواء في القطاع او الضفة الغربية.
وحول ما اذا كان استخدام اسرائيل ردا الليلة على قنص الجندي اكد عبدو بأن الفرضية الأكثر احتمالا ان يكون هناك رد على قطاع غزة ,مشيرا الى انه من المتوقع ان يكون الرد محسوبا ,بحيث لا يدفع باتجاه استدراج المقاومة لرد شامل والاكتفاء بحسمه في وتيرة منخفضة من التوتر مع المقاومة الفلسطينية.
ومن جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن الرد الفعلي لاسرائيل موجود فعلا ويمارسه الاحتلال يوميا على الارض من اغلاق وحصار واطلاق نار على المواطنين والمزارعين القاطنين بالقرب من السياج الحكومي ,مشيرا الى ان كل هذه العوامل تستدرج التزايد في العمليات العسكرية.
وأضاف: ما حدث اليوم على الحدود رد طبيعي على الممارسات التعسفية الاسرائيلية بحق ابناء الشعب الفلسطيني ,مشيرا الى ان امس اطلق جيش الاحتلال الاسرائيلي الرصاص باتجاه مزارعا واصابه بجروح خطيرة .
وعزى عوكل الممارسات التعسفية الاسرائيلية بأنها تدفع باتجاه المزيد من اعمال المقاومة ضد الجيش الاسرائيلي ,واشار الى عملية بيت يام التي حدثت قبل ايام ,موضحا ان اسرائيل استدركت الموقف وتوصلت الى ان من ادارها من غزة نتيجة الخناق والعزلة التي تمارسها اسرائيل على القطاع.
وأكد عوكل ان كل هذه المؤشرات التي تشير الى تصاعد العنف مصدرها الاستفزاز الاسرائيلي حتى يبرر موجات العنف التي يستخدمها ضد الفلسطينيين العزل.
وفي ختام لقائه مع اشار عوكل بأنه يتوقع تصاعد ملحوظ للعنف من قبل الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية .
وفي متابعته للموقف قال د عدنان ابو عامر في قراءة ميدانية للمواقع التي قصفتها إسرائيل على غزة بأنها تعطينا الاستنتاج بأنها ليست بصدد جباية ثمن بشري باهظ من الفلسطينيين حاليا على الأقل
واضاف ابو عامر: ان إسرائيل هذه الأيام ليست بوارد الدخول في حرب مفتوحة ضد غزة، لكن حادثة القنص اليوم، سيكون لها ما بعدها،وسيقرب من موعد المواجهة الآتية حتما!
ومع تصاعد وتيرة العدوان على غزة صرح الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في غزة ايهاب الغصين عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ان قصف الاحتلال لغزة دليل على ضعفه وارتباكه وقتله لطفلة واستهداف المدنيين تأكيد على وحشيته.
واضاف: نحمل الاحتلال مسئولية هذه الجرائم المتواصلة بقتل ابناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى المجتمع الدولي تحمل مسئولياته والعمل على لجم الاحتلال ومحاسبته على جرائمه المتواصلة.
وتابع: نطمئن شعبنا ان الاحتلال غير معني بتصعيد كبير وهو اضعف من بيت العنكبوت ومقاومتنا جاهزة للدفاع عن الشعب وجبهتنا الداخلية متماسكة.
وختم الغصين: نقدر دور وسائل الاعلام وندعوها للاستمرار في تحري الدقة وعدم التضخيم وطمأنة المجتمع وتعزيز الجبهة الداخلية.
وفي تصريحه عن العدوان قال صلاح البردويل القيادي في حركة حماس ان اسرائيل تستعرض عضلاتها على غزة وتقتل الاطفال بدم بارد
واشار البردويل في تصريح خاص بمراسلنا ان المحتل الإسرائيلي يعمل على كي الوعي الفلسطيني مستثمرا بشكل جيد الاحداث في الوطن العربي لاسيما في مصر ليواصل عدوانه على غزة .
واكد البردويل ان العدو يستغل المفاوضات التي تجريها السطلة باسم الشعب الفلسطيني ليواصل جرائم القتل ويستهدف المقاومة .
وتوقع البردويل ان يمارس العدو مزيد من الجرائم خلال الساعات المقبلة مستهدفا المقرات الامنية ومواقع المقاومة والمناطق الزراعية مؤكدا ان المقاومة الفلسطينية لا يمكن ان تنكسر ولا يمكن ان يمر هذا العدوان والاجرام بدون رد
نتياهو يهدد بقسوة الرد
وعلى الجبهة الاسرائيلية قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو: "ما حدث في غزة من قتل جندي إسرائيلي عبر قناص فلسطيني أمر خطير ونحن لن نمر مرار الكرام".
وزعم نتنياهو أن ما سياستنا حتى الآن كانت مجرد إحباط عمليات قبل وقوعها والرد بكل قوة وبعد مقتل الجندي أيضا سنرد وبقوة.
يعالون :الهدوء سيقابل بهدوء
وفي ذات السياق قال وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون ان الهدوء في إسرائيل سيقابله هدوء في غزة بع سلسلة من الغارات نفذتها إسرائيل مساء اليوم على قطاع غزة خلفت ثلاثة شهداء وخمسة جرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على مدن مختلفة من قطاع غزة .
وقال يعلون نوصي حماس بعدم اختبار صبرنا فلن نسمح لاحد بتعطيل الحياة في جنوب إسرائيل وسنرد بقوة على كل من يحاول إلحاق الضرر بنا .
وحول عمليات المقاومة في الضفة الغربية قال يعلون: "هذا الوضع لا يطاق وعلى الرغم من الصعوبة من مواجهة مقاوم واحد قرر قتل يهود نحن سنضرب بيد قوية وعبر سبل أخرى للمساس بكل من يحاول المساس بنا فطالما السلطة الفلسطينية تواصل التحريض ضد "إسرائيل" سنضطر لمواجهة ظاهرة العمليات.
يشار الى أن المقاومة الفسطينية تمكنت من قنص جندي اسرائيلي شرق قطاع غزة وتحديدا في منطقة ناحل عوز القريبة من السياج الحدودي الفاصل .