27-12-2013 10:03 AM
سرايا - سرايا - في رسالة مباشرة الى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وقوى 14 آذار وفي اول اغتيال سياسي بعد اللواء وسام الحسن، إستهدفت سيارة مفخخة من طراز هوندا مسروقة صباح الجمعة في بيروت مستشار الحريري الوزير السابق محمد شطح لدى توجّهه في سيارة عادية الى حضور اجتماع لقوى 14 آذار في بيت الوسط لمتابعة مقررات ” إعلان طرابلس ” الذي سبق للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن إعتبره بمثابة ” إعلان حرب “.
قتلى وأكثر من 70 جريحاً
وقد وقع الانفجار وزنته ما بين 50 الى 60 كيلوغراماً عند مفترق الطريق المؤدية الى بيت الوسط بالقرب من مبنى ستاركة وفندق فور سيزن ومنزل الرئيس نجيب ميقاتي، وأدى الى سقوط 8 قتلى وأكثر من 70 جريحاً.
وتصاعد في المكان دخان أسود كثيف، وعلى الفور هرعت سيارات الاسعاف والدفاع المدني الى مكان الانفجار وأقفل الشارع المؤدي الى ستاركو حيث أحدث الانفجار حفرة كبيرة. أما الأضرار المادية، فطاولت مبنى ستاركو الذي يضم وزارتي المهجرين والتنمية الادارية و6 مبان و14 محلاً تجارياً و42 سيارة.
ومن المعروف أن شطح هو رجل اعتدال وحوار لكن كانت له مواقفه الصريحة من حزب الله ، وهو علّق في آخر تغريدة له عبر “تويتر” على مواقف قيادات حزب الله كالآتي: “حزب الله” يهوّل ويضغط ليصل الى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدّة 15 عاماً: تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية “.
تحميل حزب الله المسؤولية
وقد حمّل الرئيس سعد الحريري حزب الله ضمناً المسؤولية عن اغتيال شطح في بيان جاء فيه ” إنها رسالة إرهابية جديدة لنا، نحن أحرار لبنان في تيار المستقبل وقوى 14 آذار.إنه الحقد بعينه على أي إنسان يحمل رايات الرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريري وينادي بقيام دولة لا شريك لها في القرار الوطني.إرهابيون وقتلة ومجرمون يتوسلون التفجير والسيارات المفخخة وكل أدوات الحقد والكراهية لاصطياد أحرار لبنان واحداً تلو الآخر.إرهابيون وقتلة ومجرمون يواصلون قتلنا أمام بيوتنا ومكاتبنا وفي مدننا وساحاتنا وشوارعنا، كما قتلوا رفيق الحريري وكل شهداء انتفاضة الاستقلال، وها هم قد نالوا هذا الصباح من رفيق دربنا وشريكنا في الإرادة الصلبة والكلمة الطيبة ومسيرة الدفاع عن لبنان والدولة القرار الوطني المستقل الأخ الدكتور محمد شطح”.
واضاف الحريري ” الدكتور محمد شطح غصن كبير يسقط من شجرة رفيق الحريري وجرح عميق أصابنا في قلوبنا، وعقل متوقّد بأفكار الخير والسلام والعدالة، خطّط لتفجيره أعداء الخير والسلام والعدالة. الموقعون على الرسالة لا يخفون بصماتهم. ولن يتوقفوا عن سلوك طريق الأجرام والإصرار على جرّ لبنان الى هاوية الفتنة، طالما هناك في لبنان من يغطي هذه الجرائم ويطالب بدفن الرؤوس في الرمال، ويبرر انتشار السلاح وقيام التنظيمات المسلحة على حساب الدولة ومؤسساتها. الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري، والذين يريدون اغتيال لبنان وتمريغ أنف الدولة بالذل والضعف والفراغ. المتهمون بالنسبة لنا، وحتى إشعار آخر، هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية، ويرفضون المثول امام المحكمة الدولية، إنهم أنفسهم الذين يفتحون نوافذ الشر والفوضى على لبنان واللبنانيين، ويستدرجون الحرائق الإقليمية الى البيت الوطني. اما انت يا شهيدنا ورفيقنا وحبيبنا محمد، فسيكون اسمك مدوياً في افتتاح جلسات المحكمة الدولية بعد ايام في لاهاي، وسيبقى هذا الاسم منارة متوهجة من منارات لبنان الحضارة والتقدم والمستقبل، وستبقى سيرتك علامة فارقة نستلهمها كل يوم في حياتنا السياسية والوطنية. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتغمدك برحمته وان ينعم علينا وعلى عائلتك وأهلك ومحبيك بالصبر والثبات وقوة الإيمان “.
وما لم يقله الحريري مباشرة قاله القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش الذي قال ” أتهم مباشرة مشروع ولاية الفقيه وحزب الله وما تبقى من نظام الأسد باغتيال شطح “.كذلك إتهم النائب مروان حماده حزب الله بهذه الجريمة وتوجّه الى السيد نصرالله والنائب محمد رعد بالقول ” كفى “.واحتجاجاً على هذا الاغتيال أقدم شبان غاضبون على قطع الطريق في البداوي في طرابلس وأطلق شبان مسلحون النار في المدينة.
من جهته، دان الرئيس نجيب ميقاتي الاغتيال الذي استهدف كما قال ” شخصية سياسية واكاديمية معتدلة وراقية آمنت بالحوار ولغة العقل والمنطق وحق الاختلاف في الرأي”.في وقت تمت الدعوة الى اجتماع طارىء للمجلس الاعلى للدفاع السبت في قصر بعبدا.
وأجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً بكل من الرئيس سعد الحريري ووالرئيس فؤاد السنيورة وأدلى بتصريح جاء فيه “وكأنه مكتوب على لبنان ألا يمر عيد في حسبانه وبيان ايامه.مرة جديدة يضرب الارهاب لبنان ومستقبل لبنان وليس تيار المستقبل فحسب عبر جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح في الوقت الذي تضاعفت فيه الجهود السياسية المبذولة من اجل التوصل الى تشكيل الحكومة في محاولة لزيادة تأزيم الاوضاع وتوسيع الشرخ بين القوى السياسية اللبنانية “.
من جهته، دعا الرئيس ميشال سليمان الذي تلقى اتصالاً من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ” اللبنانيين، قيادات ورأياً عاماً، الى التضامن والتكاتف والمساعدة في تشكيل حكومة جديدة تتولى مسؤولياتها الوطنية في هذه المرحلة”، لافتاً الى “ان استمرار الوضع على ما هو عليه يضع الجميع امام مسؤولياتهم وامام التاريخ الذي لا يرحم”.
وأكد الرئيس تمام سلام ” أن هذه الجريمة يجب ان تكون حافزاً الى تفعيل المؤسسات السياسية الدستورية من خلال تشكيل حكومة المصلحة الوطنية التي تتصدى لاحتياجات البلاد الامنية والاقتصادية والاجتماعية، بعيداً عن الصراع السياسي المستفحل، بما يسمح بعبور هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان والمنطقة “.
ويأتي اغتيال شطح قبل 3 اسابيع على انطلاق المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في لاهاي وفي خضم الخلاف بين حزب الله وحلفائه وكل من رئيسي الجمهورية والرئيس المكلف تمام سلام على طبيعة الحكومة العتيدة التي قد تبصر النور في منتصف شهر كانون الثاني المقبل حيث يميل سليمان وسلام مدعومين من 14 آذار الى تشكيل حكومة حيادية فيما يضغط حزب الله والرئيس نبيه بري لتأليف حكومة سياسية وفق صيغة 9+9+6 وتضم ثلثين معطلين.وقد صدرت دعوات من ناشطين في 14 آذار لكل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الى الرد على هذه الجريمة من خلال تأليف حكومة فوراً ولو قام حزب الله ب 70 مرة 7 ايار.(القدس العربي)