حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,11 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 24058

الشهيد عدنان البحيصى استشهد في حرب 2008 ولم يعثروا على جثته حتى اللحظة

الشهيد عدنان البحيصى استشهد في حرب 2008 ولم يعثروا على جثته حتى اللحظة

الشهيد عدنان البحيصى استشهد في حرب 2008 ولم يعثروا على جثته حتى اللحظة

28-12-2013 12:47 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - تمر اللحظات سريعة في هذه الأيام لتذكرنا بحرب 2008 والتي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ، حيث ما زالت روايات وقصص الحرب ما زالت سارية حتى يومنا .

حيث تركت الحرب في كل بيت وشارع حكاية ورواية حملها شبابنا وعاشها صغارنا وستبقى راسخة في تاريخنا لأنها حصدت الأخضر واليابس واستخدم فيها الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا .

داخل كل بيت فلسطيني قصه واثر تركها الاحتلال الإسرائيلي خلفه في نهاية هذه الحرب ، وشهداء سطروا بدمائهم اسطر في تاريخ لا ينسى وبقيت حاضرة حتى يومنا هذا.

إلا الشهيد عدنان البحيصى من مواليد 1982 فقد رحل دون أن يترك له اى اثر في مكان عمله ومكان استشهاده ، حيث استشهد في أول دقيقة من الحرب خلال تواجده في مركز شرطة مدينة الزهراء بإصابته إصابة مباشرة بصاروخ من طائرة أف 16.

قصته الوحيدة التي كانت مميزة بين شهداء حرب 2008 فقد تربى وترعرع الشهيد في مدارس دير البلح بعد عودته أواخر التسعينات من السعودية ، ونشا في مساجد دير البلح وكانت خير مثال للشباب الملتزم في تطوعه في عمل الخير وتحفيظ القرآن إلى أن التحق في كتائب القسام وعمل في الشرطة الفلسطينية في الحكومة بغزة .

وبدموع الحسرة والألم تستذكر والدته سعاد البحيصى "60 عاما " بعض ما تتذكره من لحظات جميلة مع ابنها الشهيد عدنان قائلة " كان ابني يميل للعمل الخيري والمقاومة وكان يدعو الله دائما أن يرتقى شهيد وطلب منى عدة مرات أن أتصور معه خلال تسجيل وصيته إلا اننى ارفض "

وتقول " طلبت منه ابلاغى خلال اى لحظة تكون نيته الذهاب لتنفيذ عملية استشهادية وكان يرد بان نيته بالشهادة قائمة ولكن لا يعلم أين يموت وكيف يموت ،وكانت علاقة خاصة تربطني به "

وأضافت " ذهبت صباح أول يوم في الحرب لعمله في شرطة الزهراء ومعه شنطة أوراق حيث كان ينوى الانتهاء من عمله والذهاب لمناقشة رسالة الماجستير في الجامعة الإسلامية ، وخلال تواجده داخل عمله أصيب بشكل مباشر بصاروخ من طائرة أف 16 قطعت جسمه بالكامل ولم نعثر على اى اثر له أو قطعة من ملابسه أو كتبه حتى ألان "

وتحقق دعاء الشهيد عدنان البحيصى بان لا يعثروا على جثته بعد استشهاده ولا يكون له قبر ، حيث قامت الحكومة بغزة بحفر جميع الاراضى المحيطة بمركز الشرطة وتفتيش أسطح المنازل بحثا عن جثته فلما يجدوا اى اثر له .

وفسرت الشرطة لذوى الشهيد عدم وجود اى اثر له ، بإصابته إصابة مباشرة بجسمه بصاروخ طائرة حربية مما شتت أشلاءه ، وارتقى الشهيد بعد زواجه بستة أشهر .

وما زالت والدته تحتفظ بالهدايا التي أهداه إياها ، والكثير من الأبيات الشعرية والقصائد التي كان يكتبها بالإضافة للكتب التي كان يضعها في مكتبة المنزل ، ووردة خاصة لها ومبخرة.

وحضر الشهيد لوالدته في منامها عدة مرات وهو يبتسم ، وكانت تحاول والدته المساك به والتحدث معه إلا انه يغادرها بعد لحظات وهو مبتسما.

وتتمنى والدة الشهيد أن يكون دماء الشهداء مهرا للوحدة الوطنية والعودة للصف الوطني واللحمة الفلسطينية وخروج الأسرى ، وتحقيق أمنيات الشعب الفلسطيني.

ويعيش الفلسطينيون اليوم الذكرى الخامسة لمعركة الفرقان كما تطلق عليها المقاومة الفلسطينية، أو عملية الرصاص المصبوب كما يطلق عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي عملية عسكرية ممتدة شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة من صباح يوم 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009.

وراح ضحيتها ما يزيد عن ألف وخمسمائة شهيد وخمسة الآف جريح وأكثر من خمسمائة آخرين انضموا إلى جيش المعاقين بعد أن بُترت أعضاءٌ من أجسادهم جراء القصف المركز للمدنيين الآمنين في بيوتهم، وقد استخدمت أنواعاً مختلفة من الأسلحة المحرمة دولياً عرف منها الفسفور الأبيض واليورانيوم فحرقت البشر والحجر والشجر، حتى الأجنة لم تسلم من التشوهات، وعاثت الآلة الإسرائيلية المدمرة فساداً في الأرض تقتل وتحرق وتقلع وتهدم حتى طالت الأخضر واليابس، و"البنية التحتية برمتها مدارس وجامعات ومستشفيات والآف البيوت وتدمير مساحات واسعة من الحقول الزراعية".

كانت جريمةً بشعةً بدأت لحظاتها بغارات غادرة لتحصد مئات الشهداء الذين تناثرت أشلاءهم، خلفت ورائها نساءً ثكلى أرامل وأيتام، وقد قدرت حجم القذائف التي سكبت على القطاع المنكوب والمقهور بما يزيد عن مليون كيلو جرام من المتفجرات فأبيدت على أثرها عائلات وأزيلت قرى وأحياء عن الخارطة الغزية فأعادتها عقوداً إلى الوراء.

وفي 18 يناير 2009، أي بعد 22 يوما من بدء المعركة، انسحبت "إسرائيل" من قطاع غزة وأوقفت عملياتها بشكل أحادي الجانب، فيما أعلن الفلسطينيون أنهم انتصروا في معركة الصمود، دون أن يمكنوا الاحتلال من تحقيق أهدافه.








طباعة
  • المشاهدات: 24058

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم