حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30851

«مي في الصيف» لشيرين دعيبس .. إبهار بصري وغياب فكري

«مي في الصيف» لشيرين دعيبس .. إبهار بصري وغياب فكري

«مي في الصيف» لشيرين دعيبس  ..  إبهار بصري وغياب فكري

29-12-2013 10:21 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا- شكل الفيلم الروائي الطويل (مي في الصيف ) لمخرجته المقيمة بالولايات المتحدة الاميركية التي سبق وان قدمت للشاشة البيضاء فيلمها الروائي الطويل الاول (امريكا)، رحلة بصرية في مناخات من الطبيعة الاردنية الساحرة، كان من بين تلك الافلام المتنافسة على جائزة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي الاخير الا انه خرج من دون جوائز رغم الاصداء المتباينة التي اثارها بين النقاد .


يسرد الفيلم قصة تلك الفتاة العائدة من اميركا الى عائلتها المقيمة بعمان وهي تعمل في حقل الكتابة من خلال البحث في موروث العادات والتقاليد السائدة في أكثر من بيئة عربية وتعاني الاسرة من حالة انفصال الاب عن والدتها التي تهتم برعاية شقيقتيها، وغايتها من العودة الأقتران من شاب عربي مقيم باميركا رغم الاختلاف في معتقدهما الديني، بعد أن وعدها اللحقاق بها الى عمان لاتمام مراسم حفل الزواج .


مثل هذا الزواج يواجه من اطراف العائلة بالصد من قبل والدتها وتعمل بكل طاقاتها لاعادة لحمة الاسرة رغم ما ينتابها من ملامح الحيرة والقلق في سلوكيات وممارسات اسرتها وخاصة شقيقتيها بعد ان تكشف لها ان والدها الذي يعمل بالسفارة الاميركية بعمان كان قد تزوج سرا من امرأة ذات اصول هندية لتجد نفسها اسيرة العزلة والتردد رغم ما تطمح اليه من استقرار وحياة زوجية هادئة الى جوار الشاب الذي اختارته عن قناعة.


يحفل الفيلم بالكثير من المواقف والمحطات المتشعبة التي عجزت المخرجة عن الامساك بتلك الشخصيات على نحو سليم ومقنع وبدلا عن ذلك بان التشتت والترهل في مسرى احداث الفيلم الذي جرى انتاجه من خلال صندوق تمويل الافلام الاردني التابع للهيئة الملكية الاردنية للافلام والعديد من المساهمات التمويلية من قبل مؤسسة الدوحة للافلام في دولة قطر .


يفيض الفيلم بتلك التساؤلات عن جدوى الاختيار والمصير في عالم متعدد الثقافات ولئن كانت ساحة احداثه في مدينة عربية مثل عمان حيث لا ترى الكاميرا في المدينة سوى حيز ضيق ومحدود متلاطم الرؤى والافكار والعلاقات الغير مبررة قبل ان تقع في غرام شاب اخر تعرفت عليه في احد اماكن الترفيه لتقرر ومعها شقيقتيها الانخراط في رحلة إلى اكثر من منطقة سياحية تشمل منطقة البحر الميت ووادي رم والعقبة الامر الذي يجعل من كاميرا المخرجة وكأنها عين سائح يمضي اوقاتا ترويحية عن النفس مليئة باشكال اللقطات ذات التكوينات والزوايا التي تنهل من مفردات وعناصر الترويج السياحي المعهودة بهذه الامكنة .

ازاء كل هذا تواصل المخرجة التي ادت الدور الرئيسي والى جوارها عليا شوكت ونادين معلوف والممثل الاميركي بيل بولمان وهيام عباس، الاصرار على قناعاتها وكأنها تتعمد الانسلاخ عن واقع محيطها الانساني، والنأي بنفسها عن هموم وامال فردية وجماعية، حيث تأخذ في الفيلم الانهماك بممارسة عادتها المألوفة برياضة الجري في شوارع عمان في ساعات الصباح واضعة على اذنيها الوانا من الاغنيات والموسيقى المفضلة رغم ما تواجهه من نفور ومعاكسات العابرين، وتقتصر امسياتها التردد على اماكن السهر واللهو في مناطق عمان الراقية وهي بصحبة شقيقتيها والاصدقاء.
تتعمد المخرجة في بعض المشاهد السير على نمطية الافلام الاميركية الخفبفة السائدة في الصالات من ناحية المفارقات والبحث عن مواقف محملة بالدعابات في تناغم مع الانبهار بجماليات المكان وكل ذلك يجيء على حساب مضمون عاجز عن ايفاء العمل هويته ورونقه الانساني والجمالي ان لم يكن تضييعه في حسابات جدلية لا تستقيم وشرط حرفية السينما .


يشار الى ان دعيبس نالت العديد من الجوائز منها فاز جائزة المهر العربي لأفضل فيلم قصير عن فيلمها الروائي القصير (اتمنى) 2006 ، بينما فاز فيلمها الروائي الطويل الأول (أمريكا) 2009 بجائزة فيبريسكي في أسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي، وجائزة أفضل ممثلة في مسابقة المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي.
الاحد 2013-12-29








طباعة
  • المشاهدات: 30851

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم