30-12-2013 09:11 AM
سرايا - سرايا - يستنشق 26 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال الحرية مساء اليوم، عند اطلاق سراحهم من سجون الاحتلاق، حيث اعلن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس ان اسرائيل ستفرج عن الاسرى الفلسطينيين الذين وعدت باطلاق سراحهم.
وقال ان "الافراج عن هؤلاء المعتقلين يفترض ان يتم مساء الاثنين (اليوم) بعد انتهاء مهلة الـ 48 ساعة الممنوحة للطعن من قبل اسر الضحايا الى المحكمة العليا".
وكانت المحكمة العليا رفضت في الماضي كل طلبات الطعن هذه.
ووافقت الحكومة الاسرائيلية التي يرأسها بنيامين نتانياهو ليل السبت الاحد على الافراج عن 26 اسيرا فلسطينيا معتقلين منذ فترات طويلة.
وقبل استئناف مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية في 30 تموز (يوليو) برعاية الولايات المتحدة، وافق نتانياهو على اطلاق سراح 104 اسرى فلسطينيين تبعا للتقدم في المفاوضات.
وافرج عن الدفعتين السابقتين في 13 آب (اغسطس) و30 تشرين الاول (اكتوبر).
وقال بيان للحكومة الاسرائيلية ان "كل المعتقلين الذين يتم الافراج عنهم ارتكبوا اعمالا قبل اتفاقات اوسلو (1993) وامضوا في السجن بين 19 و28 عاما".
وحذر البيان من ان "كل الذين يستأنفون نشاطاتهم العدائية" سيتم توقيفهم وسيمضون كل مدة العقوبات الصادرة عليهم.
على صعيد متصل، يعاني الكثير من المعتقلين الفلسطينيين الذين يتم الافراج عنهم بعد سنوات من الاعتقال، من شعور عميق بالغربة في مجتمع يشعرون بتبدله منذ غيابهم عنه.
ويخرج هؤلاء الاسرى بعد غياب لسنوات طويلة عن المجتمع الذي كانوا يعيشون فيه، لكن صورته اليوم تختلف عما كانت عليه يوم اعتقالهم.
ويقول حلمي الاعرج الذي يدير مركزا للحريات والديمقراطية وأامضى عشر سنوات في السجون الاسرائيلية، بان الغربة لدى الاسير بعد اطلاق سراحه "شعور عادي يعاني منه غالبية من يطلق سراحهم بعد ان يمضوا سنوات طويلة في الاعتقال".
ويؤكد عصمت منصور الذي امضى عشرين عاما في السجون الإسرائيلية واطلق سراحه في الدفعة الاولى من المعتقلين قبل حوالي شهرين، هذا الشعور بالغربة مع انه عاد للعمل في مكتب تنظيمه الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
ويقول "بالتأكيد شعرت بنوع من الغربة عندما أطلق سراحي فكل شيء تغير منذ عشرين عاما، المباني والبنى التنظيمية".
ويضيف "حتى العمل التنظيمي الذي اعتدنا عليه قبل عشرين عاما بين الوديان والتلال اصبح اليوم في المكاتب، وهناك سلطة تحاول العمل كأنها دولة رغم أنها تحت الاحتلال".
وقال رئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس ان "التأهيل النفسي والاجتماعي يتم للذين يسجنون على قضايا سرقة وقتل". واضاف " لكن في حالة الاسرى يرفضه البعض بسبب قدسية وأهمية الأسير لدى المجتمع الفلسطيني".
لكن الأخوين نائل وعمر البرغوثي اختارا تجاوز هذه المسألة.
فنائل ينتعل جزمته البلاستيكية صباح كل يوم ويرتدي زيه المخصص للعمل، ويذهب إلى أرضه في بلدته كوير شمال رام الله في الضفة الغربية لحراثتها وزراعتها.
اعتاد البرغوثي أحد الفلسطينيين الذين امضوا اكثر سنوات حياتهم في السجون الاسرائيلية، على هذا العمل منذ ان غادر السجن قبل عامين وثمانية أشهر. ويعمل معه شقيقه عمر البرغوثي الذي أمضى 25 عاما في السجون الإسرائيلية أيضا.ة