حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 32351

2013 .. الموت يقول كلمته ويخطف كوكبة من المثقفين الأردنيين والعرب

2013 .. الموت يقول كلمته ويخطف كوكبة من المثقفين الأردنيين والعرب

2013 ..  الموت يقول كلمته ويخطف كوكبة من المثقفين الأردنيين والعرب

02-01-2014 11:24 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - بسط الموت جناحيه على مجمل المشهد الثقافي، محليا وعربيا، خلال عام 2013، بحيث شكل رحيل كوكبة من المثقفين الأردنيين والعرب، وجلّـهم في ذروة عطائه، الحدث الأبرز في المشهد الثقافي، على الصعيدين: المحلي والعربي.

فيما يلي إطلالة سريعة على أبرز المحطات الإنسانية والإبداعية لهؤلاء الراحلين..

العتيلي: “ثم وحدك تموت”

سلسلة تلك الاختطافات كان دشنها الموت من خلال الشاعر والروائي مؤيد العتيلي، وكان ذلك نهاية شهر كانون الثاني الماضي، وكان حينها نائباً لرئيس الرابطة، عن عمر ناهز 62 عاما، إثر تعرضه إلى حادث مؤسف في العقبة. العتيلي نفسه، وهو صاحب رواية (ثم وحدك تموت)، بدأ في نشر قصائده مبّكراً وتجول في فرنسا وألمانيا ناشطاً سياسيا قبل أن يعود إلى الأردن في نهاية عام 1970، حيث التحق بالجامعة الأردنية في كليّة الاقتصاد والتجارة. إبان دراسته الجامعيّة أصبح عضواً في رابطة الكتاّب منذ بداية تأسيسها في عام 1974، أصدر العتيلي ديوانه الأوّل “أيُّنا عقد المقصلة” في عام 1976 وفي العام نفسه ابتدأ عمله موظفاً في البنك العقاري العربي في عمان وظل يعمل حتّى عام 2003. كان العتيلي عضواً فاعلاً في الرابطة وتمّ انتخابه لأكثر من دورة في هيئتها الإداريّة، وأميناً للسر في الفترة 1992 - 1994 كما اختير لأكثر من دورة عضواً في لجنة العضويّة للرابطة، كما أنّه عضوٌ في اتحاد الكتّاب العرب. من بين إصداراته في الشعر: أيّنا عقد المقصلة 1976، بيان خاص 1982، نشيد الذئب 1990، وفي الرواية: ثم وحدك تموت 1980، خيط الرمل 1985، الكومبرادور 1992، دوائر الجمر.

د. الساريسي.. الباحث والأديب

وبعد خمسة أشهر يعود الموت إلى المشهد المحلي، ليخطف الأديب الدكتور عمر عبد الرحمن الساريسي، عضو رابطة الأدب الإسلامية العالمية. وهو من مواليد قرية ساريس - القدس عام 1938، حاصل على شهادة الدكتوراة في الأدب العباسي من القاهرة، وكان مدرسا جامعيا في الأردن والسعودية والإمارات. وله مؤلفات في الأدب والشعر، وأبحاث في المأثورات الشعبية، وكان عضوا لسنوات في الفريق الوطني للإشراف على تأليف كتب مبحث اللغة العربية لمرحلة التعليم الأساسي. وقد صدر له ما يزيد عن خمسة وعشرين كتابا، بينها “أدب الحكاية الشعبية في فلسطين والأردن”.

أيلول “أقسى الشهور”

ويعود الموت إلى المشهد الثقافي الأردني من جديد، بنهم وشراسة، حيث يخطف في شهر أيلول الماضي ثلاثة مبدعين، كان لهم حضورا مميزا على صعيد الثقافة المحلية والعربية، وهم: الناقدة والروائية الدكتورة رفقة دودين، والشاعر والأديب عاطف الفراية، والناقد الدكتور هاشم ياغي.
الدكتورة دودين كانت رحلت في العاشر من أيلول الماضي، في العاصمة البلجيكية بروكسل.

والراحلة دودين صاحبة الكثير من المؤلفات والجهود الإبداعية والمساهمة بفعالية في النشاطات الثقافية والاجتماعية، التي تنحاز إلى قضايا وهموم المرأة الأردنية والعربية وفي العالم. والفقيدة المبدعة رفقة دودين من مواليد بلدة راكين في الكرك العام 1958، وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة مؤتة عام 2004. ونالت الأديبة الراحلة شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الأردنية العام 1981. وتعتبر دودين، عضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب العرب، من بين النساء الفاعلات في العديد من مؤسسات المجتمع المدني مثل تلك الجمعيات التي تعنى بشؤون المرأة وصاحبة دور مشهود في الملتقى الثقافي في الكرك، وجماعة درب الحضارات، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان.

من بين مؤلفات الراحلة: قلق مشروع (قصص)، مجدور العربان (رواية)، توظيف الموروث في الرواية الأردنية المعاصرة (دراسة نقدية)، أعواد ثقاب (قصص)، وسيرة الفتى العربي في أمريكا (رواية).

وفي الثامن عشر من الشهر نفسه فقدت الساحة الثقافية الأردنية، الأديب عاطف الفراية إثر نوبة قلبية في الإمارات. ويعتبر الراحل، الذي كان يقيم بدولة الإمارات، والمولود في الكرك عام 1964، واحدا من أبرز المبدعين الأردنيين، وله عدة إصدارات شعرية ومسرحية كما فاز بعدد من الجوائز العربية. وفاز الفراية بجائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2000 عن مسرحيته “كوكب الوهم” التي أصدرتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في كتاب. وفاز بجائزة جمعية المسرحيين بالإمارات للتأليف المسرحي عام 2002 عن مسرحيته “أشباه وطاولة”.

كما حاز على جائزة ناجي نعمان العالمية عام 2007. كما فاز الفراية بالجائزة الأولى في المسابقة الدولية لنصوص المونودراما، النسخة العربية، التي تقوم عليها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام. وذلك عن نصه “البحث عن عزيزة سليمان”. وكان صدر للفراية عدد من المجموعات الشعرية والأدبية منها: مجموعة شعرية بعنوان “حنجرة غير مستعارة” عام 1993، كتاب يضم مسرحيات ثلاث عنوانه “السقف” 2007، مسرحية “عندما بكت الجمال” 2008، كما صدر له حديثا مجموعة شعرية بعنوان: “أنثى الفواكه الغامضة”.

ومن ثم يعود الموت من جديد، ليخطف، في السابع والعشرين من الشهر نفسه، الدكتور هاشم ياغي، أحد ابرز رواد الحركة النقدية في المشهد الثقافي الأردني والرئيس الأسبق لرابطة الكتاب الأردنيين. ويعتبر ياغي من بين مؤسسي رابطة الكتاب الأردنيين وكلية الآداب في الجامعة الأردنية، وهو من مواليد بلدة المسمية في فلسطين عام 1921 ومتخصص في دراسات الأدب العربي، وهو صاحب العديد من المؤلفات الأدبية والنقدية وصاحب منهجية نقدية تعلي من قيمة الموروث في نظريات الحداثة.

نال الراحل الدرجات الجامعية الثلاث من جامعة القاهرة وهي: الليسانس في الآداب العام 1954، والماجستير في الآداب العام 1956، ثم الدكتوراة من قسم اللغة العربية وآدابها العام 1960. ومع تأسيس الجامعة الأردنية التحق الراحل للعمل فيها مدرسا أستاذا مساعدا فأستاذا لمادة الأدب العربي وعمل فيها حتى نهاية العام 2001.

أثرى الفقيد الراحل المكتبة العربية بالعديد من الدراسات والمؤلفات التي تعاين الأدب العربي الحديث وموروثه برؤية الناقد المبدع الحصيف، حيث حلل واستنتج الكثير من المحطات الهامة في تحولات الثقافة العربية، وبسطها أمام الأجيال الجديدة، ومن بين مؤلفاته: (القصة القصيرة في فلسطين والأردن)، (معاناة ومعايير من جمال في طائفة من القصائد الجاهلية والمخضرمة)، (الشعر الحديث بين النظرية والتطبيق)، و(النقد الأدبي الحديث في لبنان المدارس المعاصرة) وسواها كثير..

د. عربيات.. شخصية سياسية وأكاديمية بارزة

وفي الرابع والعشرين من شعر تشرين الأول الماضي غيب الموت الدكتور سليمان عربيات، الذي يعتبر شخصية سياسية وأكاديمية بارزة، وقامة ثقافية عملت على مدى خمسة عقود على خدمة الوطن والمواطنين بكل صبر وأداء متقن وبارع. والدكتور عربيات من مواليد السلط عام 1938 وحصل على بكالوريوس علوم زراعية من جامعة دمشق 1965، وماجستير اقتصاد زراعي من جامعة أريزونا الأمريكية عام 1969 ودكتوراة اقتصاد زراعي جامعة ولاية المسيسبي الولايات المتحدة الأمريكية 1975 وشغل العديد من المناصب، فخلال الفترة من 1965-1976 شغل وظائف ومهام متعددة في وزارة الزراعة وخلال الفترة 1976-1989 كان رئيسا لقسم الاقتصاد الزراعي -أستاذ مساعد ثم مشارك ، ثم أستاذا بكلية الزراعة في الجامعة الأردنية ثم عميدا لكلية الزراعة عام 1989- ثم وزيرا للزراعة عام 1989-1990. وخلال 1991-1994 نائبا لرئيس الجامعة الأردنية للشؤون الإدارية. وخلال 1994-1997 أستاذ الاقتصاد الزراعي في كلية الزراعة الجامعة الأردنية. وخلال 1997-2001 عين رئيسا لجامعة العلوم التطبيقية الخاصة وعاد إلى الجامعة الأردنية من 2001-2005 أستاذا للاقتصاد الزراعي في كلية الزراعة إلى حين تعيينه عام 2005 رئيسا لجامعة مؤتة.

ختام موجع بـ”حجاب” و”درويش”

ويختتم الموت حراكه في المشهد الثقافي المحلي، خلال شهر كانون الأول الماضي، من خلال اختطافه للباحث والأديب نمر حجاب، المتخصص في التراث الشعبي، ليتبع ذلك باختطافه للكاتبة والأديبة غيداء درويش. حجاب نفسه كان ولد في الياجور/ حيفا عام 1937، حصل على ليسانس فلسفة وعلم اجتماع من جامعة بيروت العربية عام 1970، عمل معلماً في وكالة الغوث خلال السنوات 1957-1974، ومديراً في أحد مدارس الوكالة خلال السنوات 1974-1993، وعضواً في مجلس بلدية اربد بالانتخاب خلال السنوات 1995-1999، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو اتحاد الكتاب العرب.

مؤلفاته: الأغنية الشعبية في شمال فلسطين (القوالب اللحنية) رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1981. أغاني ألعاب الأطفال في فلسطين (دراسة) مطبعة الشعب، اربد، 1997. الأغنية الشعبية في عمان (دراسة) أمانة عمان الكبرى، عمان، 2003.

أما الأديبة درويش فهي صاحبة العديد من المقالات في الصحافة المحلية والمنشورات الأدبية الزاخرة بمفردات الانتماء للوطن والأمة العربية من خلال تناولها لبعض القضايا الإنسانية والوطنية والوجدانية. عرفت درويش بنشاطها في العمل العام وصداقاتها مع محيطها الاجتماعي والثقافي حيث تميزت بحيويتها في سائر نواحي البذل والعطاء، فمنذ إصدار مؤلفها الأول (لوحات بلا معارك) العام 1997، و(مرايا الكلام ) العام 2000، و(الضفيرة) العام 2004، تناولت فيها مجتمعة ألوانا من صنوف العلاقات الإنسانية على أكثر من صعيد اجتماعي وسياسي وثقافي. خاضت الراحلة درويش غمار الحياة ومواكبة لهموم ومعاناة وأمال البسطاء بلغة شاعرية تحفر في وجدان القارئ أحاسيس ومشاعر إنسانية بليغة.

سفير الفقراء وشاعر الثورة المصرية

على الصعيد العربي شكّـل رحيل “سفير الفقراء وشاعر الثورة المصرية” الشاعر أحمد فؤاد نجم الحدث الأبرز، حيث كان ذلك في الرابع من الشهر الماضي، عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد رحلة نضالية طويلة. ويعتبر نجم واحداً من الشعراء الحقيقيين الذين تمردوا على كل أوجه الظلم والفساد والنفاق، ودفع ثمن ذلك غالياً، من تشريد وسجن لفترات طويلة. ل

كن اسمه خُلّد، ليس فقط في الضمير المصري والعربي، بل أيضاً في الضمير الإنساني. ويترافق اسم أحمد فؤاد نجم مع الفنان الشيخ إمام، حيث تتلازم أشعار نجم مع غناء إمام لتعبر عن روح الانتفاضات الشعبية المصرية على مدى حقب مختلفة من التاريخ. وفي عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيرا للفقراء. وينتمي أحمد فؤاد نجم إلى عائلة نجم المعروفة في مصر لأم فلاحة أمية من الشرقية (هانم مرسى نجم) وأب يعمل ضابط شرطة (محمد عزت نجم) وكان ضمن سبعة عشر ابنا لم يتبق منهم سوى خمسة والسادس فقدته الأسرة.

وشارك نجم في الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم مبارك في مطلع 2011 ثم كان من أشد المعارضين لحكم محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي عزل في الثالث من تموز بعد احتجاجات حاشدة في عموم البلاد. وعن حياة نجم صدر عام 2007 كتاب “شاعر تكدير الأمن العام.. الملفات القضائية للشاعر أحمد فؤاد نجم.. دراسة ووثائق” لصلاح عيسى. كما أخرج عصام الشماع عام 2011 فيلم “الفاجومي” الذي يستعرض حياة نجم. وأسماه علي الراعي “الشاعر البندقية” في حين سماه أنور السادات “الشاعر البذيء”.

العراقيان: الناصري وصفوة

وفي شهر كانون الأول الماضي، كذلك رحل الفنان التشكيلي العراقي رافع الناصري، في عمان، عن عمر ناهز الـ73 عاما، بعد صراع مع مرض عضال.

الناصري نفسه كان ولد في عام 1940، ودرس في معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1956 ، وفي الأكاديمية المركزية في العاصمة الصينية بكين من عام 1959 حتى عام 1963، وتخصص في الغرافيك (الحفر على الخشب)، وفي عام 1963، أقام أول معرض لأعماله في هونغ كونغ، وبعد عودته إلى بغداد، درس في معهد الفنون الجميلة إذ كان فنه واقعيا تشخيصيا.

وفي عام 1969، أسس جماعة (الرؤية الجديدة) مع عدد من الفنانين العراقيين، وشارك في تأسيس تجمّع (البعد الواحد) مع شاكر حسن آل سعيد. ترك رافع الناصري بغداد في عام 1991، ودرّس في جامعة إربد في الأردن وساهم في 1993 بتأسيس محترف الغرافيك في دارة الفنون في عمّان، وأشرف عليه لبضعة سنوات، وفي 1997 درّس في جامعة البحرين وأصبح مديرا لمركز البحرين للفنون الجميلة والتراث، وأقام في المنامة عام 1999 معرضه المهم (عشر سنوات... ثلاثة أمكنة)، ثم عاد وأقام في عمان مع زوجته الكاتبة والشاعرة مي مظفر.

وفي عمان، وفي الشهر نفسه، كذلك، رحل المؤرخ العراقي نجدة فتحي صفوة، الذي يعتبر من أبرز الموثقين للحوادث السياسية وتراجم الشخصيات المؤثرة في تاريخ العراق المعاصر والمنطقة العربية، فقد ترك فيضا من الكتب والموسوعات وغزارة من البحوث والمقالات. وكان والده فناناً ونحاتاً ومثقفاً مرموقاً، أنشأه على حب المعرفة والكياسة الشخصية.

وشهد نجدة فتحي صفوة حوادث تاريخية في عمله الدبلوماسي، ووثق ذلك في كتاب خاص، ومنها أنه كان حاضراً مع الوفد العراقي في اجتماع الأمم المتحدة عندما أخذ الزعيم الروسي يضرب بحذائه على الطاولة، وتنقل في عدة بلدان، وبعد سنوات طويلة أتى قرار نقله سفيراً إلى الصين، فلم يجد نفسه قادراً على تنفيذ القرار فكانت استقالته وتقاعده.








طباعة
  • المشاهدات: 32351

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم