03-01-2014 06:55 PM
سرايا - سرايا - يجد الفلسطينيون هامشاً يضيق ويكبر، للانطلاق في فضاء الروح التي تتوق للهو والمرح، والتنفيس عما يصارعونه من محتل إسرائيلي على أرضهم، ومشاكل داخلية مُرُها الانقسام، وأقساها الظروف المعيشية.
ففي رام الله، وسط الضفة الغربية، وغير بعيد عن الحواجز الإسرائيلية، والجدران الفاصلة، والمستوطنات المحيطة، ومن أمام ميدان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، انطلق 50 شاباً وشابة، اكتست وجوههم بأقنعة ضاحكة، وفي يد كل واحد منهم لافتة تحمل هماً فلسطينياً سياسياً كان أم اجتماعياً أم اقتصادياً.
تلك الابتسامات التي حملت جملاً ساخرة للواقع الذي يعيشه الفلسطينيون، جاءت ضمن مشروع شبابي أطلق أمس الخميس، ويستمر طوال الشهر الجاري في كافة محافظات الضفة الغربية، تحت اسم “خمسون ضحكة فلسطينية”، وبمبادرة من مؤسسة “بيت الحياة” (مؤسسة شعبية غير حكومية تقدم برامج ومشاريع تنموية شبابية وثقافية).
“عشان (لأن) فش (لا يوجد) عنا (لدينا) انقسام.. عشان المواطن تعبان وبطّل (لم يعد) راتبه يكفيه.. عشان عنا (لدينا) احتلال.. عشان البنية التحتية للبلد تعبانة شوية .. عشان وعشان و عشان.. هيا بنا نضحك”.
هذه كانت أربعة من 50 هماً يعيشه المواطن في ربوع فلسطين، حملها القائمون على مشروع “بيت الحياة”، وجابوا بها مبتسمين شوارع رام الله، في محاولة للتمرد بالابتسامة على تلك الهموم والمشاكل من جهة، وتسليط الضوء على هذه المشاكل التي يعاني منها الفلسطيني من جهة أخرى، من أجل لفت انتباه المسؤولين لها.
ويقول القائمون على المشروع إن “كل ضحكة تعبر عن هَمْ من هموم الشعب الفلسطيني، استناداً إلى المثل الفلسطيني القائل هَمْ يضحك وهَمْ يبكي”.
من جانبه قال أزاد شمس، منسق المشروع إن “المشروع يحمل رسالة لتسليط الضوء على هموم الشعب الفلسطيني الكثيرة، همنا ليس الاحتلال فقط، همنا أيضا التعليم الصحة، والفساد الشفافية، والحق العام، والبنية التحتية في البلد”.
وفي تصريحات لوكالة الأناضول، أضاف أن المشروع “سلط الضوء على المشاكل اليومية بطريقة ساخرة”، لافتا إلى أن هذا لا يعني أن “الشعب الفلسطيني فقد الضحكة،.. نحن ما نزال نعيش بقوة رغم الهموم، لكننا استخدمنا الضحكة لإبراز الهموم بأسلوب وبنمط غير تقليدي”.
وتابع شمس: ” لابد أن نظل أقوياء .. فالضحكة شكل من أشكال المقاومة”.
شمس ضحك وقال “لازم نضحك لأنه عنا (لدينا) حكومتين (حكومة غزة وحكومة الضفة)، لازم نضحك لأنه الجدار (الجدار العازل) صار في نص الدار”.
وتسبب الانقسام الحاصل بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة عام 2007، في سيطرة الأخيرة على القطاع وتشكيلها هناك حكومة مقابل حكومة أخرى شكلتها السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية، وهو ما ألقى بظلاله على المواطن الفلسطيني الذي عانى الويلات جراء هذا الانقسام، وذلك نتيجة ما أعقبه من حصار إسرائيلي على القطاع، طال شتى مجالات الحياة.
ويأمل القائمون على مشروع “بيت الحياة” أن تنفذ مبادرتهم في قطاع غزة، والقدس المحتلة، وأراضي الـ48 المحتلة (داخل إسرائيل)، حيث أوضحوا أنهم يدرسون تنفيذ ذلك، لكنهم لم يحسموا أمرهم بعد.(الاناضول)