04-01-2014 10:21 AM
بقلم : أ.د رشيد عبّاس
يقاس نجاح التخطيط في معظم الدول المتقدمة من عام إلى عام من خلال الانتقال الفعلي من ما يسمى بالخطوط الحمراء أو التحديات إلى ما يسمى بالخطوط الخضراء أو معالجة التحديات , هذا الانتقال في الدول المتقدمة يشّخص بدقة عالية جدا , بعيدا عن الخداع والنفاق , بعيدا عن لفلفة الأمور بعيدا عن المكاسب الشخصية , نعم هكذا تتطور الدول وتتقدم , تتقدم بوضع الخطط والاستراتيجيات أمام التحديات بعد جدولتها من حيث الأهمية , هذه الخطط والاستراتيجيات العلاجية واضحة المعالم , توضع من قبل أصحاب الاختصاص , مشروطة بقابلية تنفيذها .
ونقول بكل صراحة وأمانة وموضوعية , يوجد لدينا بعض الخطوط ما زالت حمراء , خطوط حمراء ما زالت عالقة , كيف لا ونحن نستقبل عامنا الجديد , أن الاعتراف بهذه الخطوط الحمراء أو التحديات وتشخيصها وإعطاء الأولويات لها هو الخطوة الأولى في معالجتها , وان لفلفة مضمون هذه التحديات , سيرحلها حتما من عام إلى عام , لتأخذ واقعا أصعب , وشكلا أعمق , ويستحيل علاجها فيما بعد .
كما أعلم وتعلمون يا أولي الألباب أن أول هذه الخطوط الحمراء هو خط (الفساد الإداري) المتمثل بالواسطة والمحسوبية والذي حرم الكثيرين من الوظائف والمواقع الوظيفية التي يستحقونها , أما ثاني هذه الخطوط الحمراء هو خط (العنف المجتمعي) هذا الخط الذي أخذ العديد من الأشكال والأنماط اليومية المتعددة , في حين أن ثالث هذه الخطوط الحمراء هو خط (ثقافة المجتمع المحلي نحو الثانوية العامة) أو التوجيهي والذي نعاني منه هذه الأيام اشّد المعاناة , اعتقد جازما أننا دخلنا فعلا العام الجديد ونحن بهذه الخطوط الحمراء , وهذا سيشكل التحدي الأكبر للحكومة الحالية وللحكومات القادمة , بهذا المثلث الصعب دخلنا فعلا العام الجديد , بهذا المثلث متساوي الأضلاع دخلنا فعلا العام الجديد , بالفساد الإداري , والعنف المجتمعي , وثقافة المجتمع المحلي نحو الثانوية العامة بكل هذا دخلنا فعلا العام الجديد , وهنا علينا أن نقول يا إخوة يا كرام : لتكن أعيادنا ورقصاتنا وطربنا ودبكاتنا وشموعنا في هذا العام الجديد , لتكن احتفالا بوضع الخطط والاستراتيجيات الناجحة أمام هذه التحديات الثلاث , من اجل أن ننهض بهذا البلد الطيب , ونكون في مصاف الدول المتقدمة .