بقلم : بسـام العـوران
صرحت وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ لاحدى الصحف أن مشاريع وزارة الثقافة في خطر ، والحقيقة ان هذا مؤشر لايرضى عنه جمهور المثقفين وغير المثقفين ؛ لأن الثقافة هي مرآة أي حضارة لأية أمة ؛ فنحن في الاردن نفخر بأن بلدنا يزخر بالمثقفين وبمستوى الثقافة التي وصلت الى مراحل متقدمة مقارنة مع بعض الدول الأخرى. والمثقفون الاردنيون ينتشرون على مساحات الوطن العربي ويشتركون في المؤتمرات العربية والندوات والمهرجانات ويتم تكريمهم ويحوزون على الجوائز .
انني أوافق الدكتورة مامكغ على اطلاقها التنبية بأن مشاريع الوزارة في خطر ، فهذه المشاريع تحتاج الى أموال كثيرة لاتستطيع ميزانية وزارتها تلبية جميع النفقات والصرف على هذه المشاريع ، فهي تحاول اعادة جدولة النفقات سواء بارجاء أو دمج بعض مشاريع الوزارة لحين توفر المال اللازم لذلك .
وقد استعرضت الدكتورة مامكغ مشروع التفرغ الابداعي ولم تقصد الغاءه ولكن ربما تأجيله لعدم توفر المال اللازم وللتخفيف من النفقات ، علما أن هذا المشروع يعطي الفرصة للمثقفين لابراز مواهبهم وابداعاتهم ليستفيد الناس من انتاجاتهم ، وهنا أعتقد أن القطاع الخاص يجب أن يشترك في دعم هذا المشروع ، وربما يساهم القطاع الخاص في مشاريع ثقافية أخرى كالمسرح ولاضرر أن يشترك القطاع العام والقطاع الخاص بدعم الثقافة والمثقفين . ثمة موضوع آخر طرحته وزيرة الثقافة هي الهيئة الاستشارية التي تضم خمسة وزراء سابقين تكون هذه الهيئة عبارة عن مرجعية للثقافة في الاردن. هذا بالاضافة الى دمج مجلتي الوزارة "الأفكار والفنون" لتصبح مجلة واحدة قوية تفسح المجال للمثقفين بكل ألوانهم المساهمة في أثراء مواضيعها بدل الاقتصار على طابعها النخبوي. أما فيما يتعلق بالمسرح والذي يعد مشروعا ناجحا حيث يستقطب كل عام في دورته المشاركين من الدول العربية لعرض مسرحياتهم والاطلاع على مستوى المسرح الاردني . بقي هناك مهرجان الشعر النبطي الذي اشتهر به الاردن على المستوى العربي وافساح المجال أمام الشعراء لاظهار مواهبهم وابداعاتهم الشعرية واجراء المسابقات التي تحدثت عنها وزيرة الثقافة.
كلمة حق بوزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ التي لها باع طويل في الصحافة والاعلام وباحثة وأكاديمية ، فهي في المكان المناسب حيث يمكن للمثقفين في بلدنا الاستفادة من وجودها في هذا المنصب لأنها تتفهم معاناتهم ومايواجهون من صعوبات. وقد قدمت الدكتورة مامكغ العديد من البرامج التلفزيونية أشركت فيها العشرات من المثقفين بكل أطيافهم وألوانهم ، فهي امرأة مثقفة متواضعة .. دمثة الأخلاق ومرنة غير متزمتة ، فلها التحية من الوسط الثقافي الاردني.