04-01-2014 11:19 AM
بقلم : اللواء الركن المتقاعد وليد النسور
يعيش وطننا العربي هذه الايام وضعا راهنا صعبا متوترا اطلق عليه اسم الربيع العربي ,هذا الربيع الذي جعل من الصامت متكلما ومن المتكلم متحركا, فالمشهد السياسي والوضع الامني في بعض دول المغرب العربي لا زال مقلقا غير مستقرا وكذلك الامر في بقية الدول العربية التي تعيش ازمات وصراعات واضطرابات داخلية مثل مصر , سوريا , اليمن , والعراق ....الخ .
لقد كانت التربة خصبة في الدول العربية لزرع فتيل الفتن والاضطرابات والجبهات الداخلية مهلهلة وسهلة التكسير والنفاذ من خلال وجود عوامل مشجعة للاستفزاز الشعبي مثل قضايا الفساد واستغلال السلطة التي بدورها زعزعت الثقة بين طبقات الشعب وبين الاسر الحاكمة في هذه الدول .
وهذه الدول التي هبت عليها رياح الربيع العربي تعيش حالة من الفراغ السياسي وعدم الاستقرار والفوضى وغياب الامن والامان والسلام وعدم الاتزان والتوازن والقدرة على البناء والدفاع عن نفسها .
ونحن في الاردن في هذا الموقع الملتهب من حولنا والامواج العاتية وبالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة جدا استطعنا بحمد الله عبور الازمة بثقة واقتدار بفضل الله ووجود قيادة هاشمية حكيمة سابقت الزمن ونبأت منذ البدايات الى ضرورة وجود اصلاحات في كافة الجوانب الاقتصادية والسياسية , فها هو جلالة سيدنا يؤكد في آخر خطبة للعرش على ضرورة تطوير قانون الاحزاب والانتخابات النيابية وكذلك الاهتمام بالجهاز القضائي والمحكمة الدستورية والحريات العامة اضافة الى الكم الهائل من الاصلاحات والتعديلات التي تمت على مواد الدستور الاردني ومحكمة امن الدولة, وما زالت مستمرة بدون توقف .
ربيعنا الاردني يجب ان نفتخر ونعتز به فهو ربيع اخضر بامتياز , ربيع اطمئنان وامان وثقة واتزان بقيادتنا ووعي مواطننا الاردني الذي يلتف حول قيادته الهاشمية بغض النظر عن المنابت والاصول فالجبهة الداخلية قوية منيعة متراصة قادرة على رد التحديات ومقاومة كل المؤثرات والدسائس , فنحن في بلدنا والحمدلله نعيش حالة من الاستقرار السياسي والثبات الامني رغم كل ما يحيط بنا من ظروف بيئية امنية وسياسية ملتهبة من كافة النواحي .
حراكنا مطلبي فهو ليس حراكا سياسيا ناتجا عن غبن وضغينة وليس فيه عنف ومواجهات دامية لا قدر الله ولكنه نتاج ثقة بين الشعب والقيادة فطبيعة الظروف الاقتصادية العالمية انعكست آثارها على الاردن ونالت منه حيث تأثر اقتصادنا بذلك بشكل كبير وتطلب الامر شد الاحزمة على البطون ولكننا يجب ان نؤمن ايمانا يقينا مطلقا ان الامن والاستقرار هو اساس الرفاة والسعادة وهو النعمة الحقيقية التي لا تقدر بثمن .
الظروف تتغير ولا شئ يبقى على ما هو عليه وكلنا ثقة وامل في المستقبل والحياة الافضل الكريمة, ولتبقى يا اردن العز والكرامة آمنا مستقرا بعيدا عن كل الصراعات والمصادمات وعشت يا وطني .