بقلم : هاشم الخالدي

ثمة أمر خطير للغايه يجب التنبه له لما يجري في الأنبار والفلوجة تحديداً، وأجزم أن مؤامرة اعلامية كبيرة تقودها فضائيات مثل "العربية" لتصوير أن ما يجري من مواجهات مسلحه تجري بين قوات الصحوة والعشائر المسلحة من جهة وبين مسلحي القاعدة أو ما يطلق عليهم اسم ( داعش) من جهة أخرى، وذلك من أجل أن ينعكس ذلك ايجابياً على المالكي الصفوي وقواته التي تحاصر الأنبار من أجل القضاء على ثورة السنة ضد حكم الشيعة الممثل بالديكتاتور نوري المالكي.

اليوم تابعت تقريراً لقناة العربية التي خرجت عن آداب المهنه حين استضافت قائد قوات الصحوة العراقيه أحمد ابو ريشة المقرب من المالكي ليصرح عبر القناه أن قوات داعش تسيطر على قلب مدينة الفلوجة، وأن قوات العشائر تسيطر على أطراف المدينة متعهداً بالقضاء على داعش خلال ساعات.

إلى هنا الخبر شبه عادي، لكن الخبث في التقرير أن ابو ريشة الذي أتيحت له مساحة واسعة من الحديث لم يذكر المواجهات بين العشائر المسلحة وبين قوات المالكي التي قدمت من بغداد لإخضاع الأنبار والفلوجة والرمادي لحكم الشيعة وإنهاء اعتصامهم، بل اقتصر الحديث عن بطولاته وتعهداته بالقضاء على زعيم تنظيم داعش في العراق شاكر وهيب.

بعد انتهاء المقابله استضافت العربية الشيخ طارق المحمدي أحد أبرز شيوخ الفلوجة الذي انتقد تصريحات ابو ريشة مركزاً على أن تواجد الإسلاميين وداعش في الفلوجة ليس مخيفاً الى الدرجة التي يضخمها ابو ريشة تنفيذاً لأغراض المالكي .

المحمدي أكد ان على الإعلام التركيز على المواجهات التي تجري بين العشائر المسلحة وبين قوات المالكي التي تحاول بين الفينه والفينه اقتحام المدينة وهو أساس الصراع الذي تقوم عليه المواجهات في الفلوجة والرمادي، أما تضخيم تواجد (داعش) لأغراض إعلامية مهمتها إبعاد العالم عن الحديث عن جرائم قوات المالكي ضد السنة وكسب تعاطف العالم اذا ما تم اقتحام هذه المدن بحجة القضاء على داعش فهذا عهر اعلامي لا يمكن قبوله.

اعتقد بأن أهالي الفلوجة يعون تماماً الى ضرورة القضاء على التنظيمات الاسلامية المتطرفة، ولكن أن يتم تصخيم الأمور بهذا الشكل وغض الطرف عن الصراع الرئيسي الذي قامت عليه الأحداث وهو الانتفاضة ضد سياسة المالكي العنصريه بابعاد السنه عن مراكز الحكم وتمكين الشيعة من حكم البلاد بأوامر من ايران فهذا تعتيم إعلامي مقصود ومدبر، وأجزم أن قوات الصحوة تمارس دوراً ليس ببريء ويجب الالتفات له.

عموماً كل من تابع تصريحات الشيخ طارق المحمدي على قناة العربية وارتباك المذيع من أجل إنهاء المكالمة مع المحمدي الذي كشف طابق المؤامرة التي تجري في الفلوجة يدرك أن ثمة أمر جلل ومخطط حقير يجري هناك من أجل القضاء على ثورة أبناء العشائر بحجة ما يسمى( داعش).

انتبهوا فإن القادم يوحي بأن دماء السنة قد تهدر دون أن نعي ما يجري حقيقةً على أرض الواقع.

 
اللهم اني بلغت.. اللهم فاشهد

الكاتب: مؤسس موقع سرايا

hashem7002@yahoo.com