حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,10 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 21706

جعجعة مليئة بالشوشرة والضوضاء

جعجعة مليئة بالشوشرة والضوضاء

جعجعة مليئة بالشوشرة والضوضاء

04-01-2014 02:55 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور موسى الحسامي العبادي
تعد الشوشرة والضوضاء مظهرا من مظاهر التلوث السمعي التي تحول دون سماع الأصوات بوضوح بسبب إحداث ضجة تختلط بها الأصوات غير المرغوب فيها ،تثير الفزع بين الناس وتكثر الإشاعات .
لكن في السنوات الأخيرة استغلها البعض للتأثيرعلى السلم المجتمعي وعلى أجهزة الدولة في ظل الفوضى العارمة المفتعلة والمستوحاة من المحيط الإقليمي المتوتر المسمى" الربيع العربي " يسعى إليها لتحقيق بعض المكاسب من الشهرة و الوجاهة أو تبؤ المكانة والمناصب المرموقة من خلال إثارة الفتن وزعزعة الاستقرار بين الناس،يطلقونها بالدعوة إلى اجتماعات واحتجاجات واعتصامات أو مسيرات متعددة الأهداف والغايات، بحجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتردية والدعوة إلى إصلاحها وعلى سبيل المثال من الذين أحيل بعضهم على التقاعد وإحساسهم بالفراغ وفقدان الاهتمام بهم من أسرهم أو محيطهم الاجتماعي يولد لديهم روح الانتقام و الندية و التململ وكثرة التذمر والسخط لديهم حتى البوح بالأسرار المتعلقة بالعمل وفي بعض الأحيان يصل إلى حد التعدي على هيبة الدولة و رموزها وأجهزتها بتبني نهج الفكر الثوري بعد فقدانهم الميزات التي كانوا يتمتعون بها ، وإن للفراغ الفكري دور كبير في بروز مظاهر الشوشرة والجعجعة والقعقعة .
وعلى كل حال فأننا لا نقصد بأي حال من الأحوال الصادقين من الوطنيين وأصحاب الفكر و الرأي السياسي إذ نعتبرهم المخزون المعرفي والثقافي ويؤمنون بأن الإحالة على التقاعد ما هي إلا نوع من أنواع التكريم للخلود إلى الراحة والتفرغ لعمل أخر بعد إنهاء الخدمة وإيمانهم بإعطاء المجال للآخرين لتدفق قدرات وكفاءات قيادية وإدارية جديدة تستطيع مسايرة مستجدات العصر بعد أن يبلغ أحدهم سن التقاعد القانوني بالتوقف عن المزاولة والمساهمة في العمل الوطني ولهؤلاء كل الاحترام و التقدير على ما قدموه من عمل دؤوب ومجهد ارتقى إلى مستوى متطلبات الوطن .
ومن الملاحظ أن هناك فئات اجتماعية أصابها الوهم بالوجاهة والقيادة الاجتماعية أو السياسية التي تستطيع أن تؤثر على الأحداث ومجريات الأمور بإدارة دفة النشاط الاجتماعي، محاولة جذب الانتباه على وجودهم من خلال إحداث البلبلة على المستويين الرسمي والاجتماعي للحصول على المكاسب لهم أو لأبنائهم، ونستطيع وصف هذه الحالة ماهي إلا الغوغائية التي تشيع الفوضى بكثرة افتعال الضجة واللغط والصياح الذي يربك تقدم عجلة الإنتاج ويؤخر الإصلاح لما هو أفضل،والجعجعة ما هي إلا كثرة الكلام وقلة العمل وإعطاء الوعود وعدم الوفاء بها وهذا بحد ذاته إساءة.

ويقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز :-
(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ). صدق الله العظيم .








طباعة
  • المشاهدات: 21706
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم