05-01-2014 07:22 PM
سرايا - سرايا - أقدم البعض في طرابلس على احراق مكتبه السائح التي يملكها الأب إبراهيم سروج بعد شائعات عن نشره مقالة تسيء للاسلام وللنبي محمد.وأثار إحراق المكتبة موجة استنكارات وغضب عارم في المدينة التي سادها جمود على مختلف الصعد، كما لوحظ تراجع في أعداد المصلين في المساجد على نحو لافت.
وفي هذا السياق، دان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي احراق المكتبة، قائلاً ” نرفض اي اساءة الى مدينة طرابلس وأبنائها، فطرابلس كانت وستبقى مدينة العلم والعلماء”.اضاف: “نحن أمة أقرأ ونرفض كل تصرف انفعالي يسيء الى صورة طرابلس″.
واعتبر رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة “ان احراق مكتبة الأب الفاضل ابراهيم سروج جريمة مشبوهة، ومن قام بها انما يعمل لخدمة اعداء لبنان والعيش المشترك ويأتي عمله المجرم ليصب في ذات التوجه الذي يهدف الى تشويه صورة طرابلس لاظهارها مدينة للتطرف”.واضاف: “اننا نستنكر اشد الاستنكار هذه الجريمة التي يرفضها اهل المدينة ونطالب القوى الامنية بتحقيق سريع لالقاء القبض على المجرمين وكشفهم وانزال العقوبات بهم”.
وندّد وزير المال محمد الصفدي بـ”المحاولات المستمرة لدفع الأوضاع في طرابلس إلى التوتير والإبقاء على أهلها أسرى الخوف من انفجار الفتنة”، قائلاً: “ان أهل طرابلس يدعمون الجيش اللبناني في القيام بمهمته بالحفاظ على الأمن في المدينة ومنع المتضررين من إعادة إشعال النار بين جبل محسن والتبانة”.وشدد على ان “طرابلس كانت وستبقى مدينة العيش المشترك، ومدينة العلم والعلماء، ولن ينجح لا أفراد ولا جهات في نزع هويتها الحقيقية، وما يقوم به البعض هو عمل مفتعل وغريب عن قيم أهل طرابلس وعاداتهم”، مضيفاً: “ما جرى بالأمس من اعتداء على مكتبة السائح مرفوض من أهل طرابلس جميعاً، فمدينتنا طالما احتضنت التنوع والمسيحيون فيها جزءٌ لا يتجزأ من نسيجها الإجتماعي”.
واعتبر اللواء أشرف ريفي ان”من يقف وراء هذا العمل المشبوه هدفه تخريب العيش الواحد في المدينة”. وقال ارتكبت بعض الجهات المشبوهة، اعتداء بالحرق استهدف مكتبة السائح التي يملكها ابن طرابلس الأب ابراهيم سروج، في منطقة السراي العتيقة في المدينة.
وقد سبقت هذا الاعتداء شائعات مغرضة وكاذبة نسبت للأب سروج دراسة نشرت على الانترنت، تتعرض للدين الإسلامي وللنبي محمد. والصحيح أن هذه الدراسة كتبها شخص غير لبناني يدعى أحمد القاضي، وهي لا تمت الى الأب سروج بصلة، وهو الكاهن المفكر ابن طرابلس، الذي عاش فيها حياته بتواصل مع جميع أبنائها، والذي تشهد له أعماله وكتاباته، على احترام القيم والأديان السماوية والتعايش والحوار”.اضاف: “إن هذا العمل الإجرامي يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الجهة التي تقف وراءه، والتي تهدف الى تخريب العيش الواحد في المدينة، ولتشويه صورتها. ولهذا ندعو السلطات الأمنية والقضائية، الى التحرك فورا وسوق المعتدين الى القضاء لمحاسبتهم، ونؤكد أن طرابلس ستواجه هذا العمل المشبوه، بالمزيد من التمسك بالعيش المشترك وبلفظ الفتنة ومن يقف وراءها”.
واستنكر النائب محمد كبارة “الجريمة التي ارتكبتها عصابات الجهل والضلال بإقدامها على إحراق المكتبة”، لافتاً الى “ان مكتبة السائح هي إحدى معالم الهوية الثقافية والحضارية لمدينة طرابلس″. ودعا الأجهزة الأمنية إلى “الملاحقة الجدية للمجرمين الجهلة الذين سفكوا بارتكابهم حبر الثقافة والعلم كما تسفك التفجيرات الإرهابية دماء الضحايا”. ونوه “بالمزايا الأخلاقية والثقافية والوطنية والقومية للأب سروج”، لافتاً إلى أن “مجرمي الظلمات والجهل كانوا قد اعتدوا قبل فترة وجيزة على موظف في مكتبة السائح بإطلاق النار على ساقيه.
واستنكر مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ما حصل، معتبراً اياه ” عملاً مشيناً فالمكتبة تعود إلى رجل الفكر والحوار والانفتاح الأب إبراهيم سروج – أبي جهاد، ابن مدينة طرابلس التي أحبها ووقف مع أهله فيها يوم أريد للحرب اللبنانية أن توسم بالإسلامية – المسيحية، فكانت مواقفه ومواقف أمثاله من مسيحيي طرابلس تدحض ذلك، بل وكاد أن تزهق روحه يوم اعتقل على أيدي العصابات الإنعزالية لولا تدخل الكنيسة لإطلاق سراحه”.واعتبر أن “رجلاً بهذا العطاء للبلد ولقضاياها الأساسية لا يكافأ بحرق مكتبته، أو بالتعرض لحياته. ويؤسفنا أكثر أن يكون هذا في بلد العلم والعلماء، ويهمنا أن نبين أن هذه الفعلة النكراء والمشينة لا يمكن أن تكون صادرة عن أناس يعرفون الله تعالى الذي علمنا أن للمسلمين دينهم ولغيرهم دينهم. ولا يمكن أن تكون إلا من صنع أياد خبيثة حاقدة على المدينة تتربص بها الدوائر، لذلك فإننا نهيب بالأجهزة الأمنية أن تعمل بالسرعة القصوى على اعتقال الفاعلين وقطع دابر الفتنة، حفاظاً على البلد وأمنه، وحفاظا لحقوق الناس من الضياع، وحقنا لدماء الأبرياء”.وقال: “يهمنا أن نوضح أن الكلام الذي نسب إلى الأب المحترم إبراهيم سروج عار من الصحة، وإنما هو كلام من صنع أياد خبيثة قديمة، صدر مرة باسم مصطفى جحا وأخرى باسم أحمد القاضي ولا علاقة للأب سروج به”.وختم الشعار: “إننا إذ نستنكر هذه الفعلة الشنيعة التي تهدف إلى ضرب النسيج الاجتماعي المتنوع لطرابلس أشد استنكار، فإننا نواسي الأب إبراهيم بمصابه، ونقف معه، ونقول إن طرابلس ستبقى عصية على كل فتنة، وإن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله. حمى الله طرابلس من مخططات المجرمين، ودفع عنها كيد الكائدين، وحمى لبنان من مشاريع المغامرين”.
وعزى النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم الاب إبراهيم سرّوج بعد حرق مكتبته في طرابلس، “لان الحادث استهدف شخصه وليس فقط مكتبته”.
ودان اللقاء الأرثوذكسي “الاعتداء على الأب سروج واحراق مكتبته القيمة في طرابلس، واعتبر أنه “يوماً بعد يوم ينكشف المخطط الجهنمي، الذي يعمل عليه الكثيرون، بمعرفة أو بغير معرفة، هذا المخطط الذي ما يزال يأسر مدينة طرابلس، بهدف ضرب إستقرارها، وعزلها عن محيطها، وتشويه سمعتها وصورتها”.ورأى ان “التعصب، والقوى الظلامية، يضربان اليوم رمزاً من رموز أبناء طرابلس القديمة، فيصيبان الأب إبراهيم سروج، الذي عاش ولا يزال فيها، إنطلاقاً من إحترامه للقيم والأديان السماوية، والتعايش والحوار”.