سرايا - سرايا- تعددت أساليب الفن في قطاع غزة، والتي لابد أن تمتزج دوما بالواقع والمعاناة التي يجنيها الغزيون من الحصار ونقص الكهرباء والغاز ومقومات الحياة الأساسية

فقد أبدع بعضٌ من الفنانين في قطاع غزة برسم معاناة سُكانه من خلال الفن الساهر كالأغاني والمسرحيات التي تكون حاملة لرسالة سامية أملاً في أن تصل للعالم الخارجي كوسيلة سهلة وبسيطة "فكاهية" إلي أبعد الحُدود في كُل الأوقات .

فالغناء والمسرح والتهريج والرسم احدى أساليب رسم المعاناة كطريق سلكها الغزيين في القطاع فالاغاني الساخرة "الكهرباء وبابور الكاز وياكهربا نسيتينا ... إلخ هي إحدي أعمال الفنان الساخر إسلام أيوب .

مراسل دُنيا الوطن في غزة التقي بالفنان الشعبي الساخر إسلام أيوب وأعد هذا التقرير .

الفنان إسلام أيوب (37 عام ) من سكان قطاع غزة وأب لـ ستة من الأبناء لآيكل ولا يمل في إنتاج وكتابة وغناء الأغاني الساخرة التي تُعبر عن واقع الغزيين في قطاع غزة، تعددت أعماله الفنية التي عُرفت في قطاع غزة وتقبلها المواطنين بكل سرور

يقول الفنان أيوب: "عملت في كتابة الأغاني الساخرة والمسرحيات منذ أكثر من 17 عام حيث لم يكن لي ظهور علي الشاشة ولم أظهر صوتي فقط إقتصر عملي علي كتابة السيناريو الخاص بالمسرحيات والأغاني الساخرة الشعبية التي كان لها صدى في الشارع الفلسطيني علي وجه الخُصوص ، بعد ذلك قررت أن تكون اعمالى التي كتبتها وألفتها من غنائي وتخرج بصوتي لآسيما وأنني لدي المقدرة عن تسهيل وصول الأغاني الساخرة بطريقة مميزة حيث لمست ذلك النجاح من خلال تقبل المواطنين للأغاني "

يضيف: "بعد خروج صوتي للشارع وظهوري في عدة مسلسلات كان أبرزها مسلسل (تقلقش ، وروق يا فروق ) حيث عُرضت هذه المسلسلات عبر شاشة فضائية فلسطين اليوم في شهر رمضان وكان نجاح ملموس رغم قلة الإمكانيات مقارنة بإمكانيات العالم الخارجي إلا أن هذه المسلسلات نجحت ولامست الواقع الأليم التي يعاني منه المواطن الذي ليس ذنب في كل ما يحدث في المنطقة من حصار وإحتلال وإنقسام وانتشار البطالة ... إلخ" .

"أيوب" وصف الفن الساخر بأنه أسرع طريقة لتوصيل وتجسيد هموم الناس الي المسئولين من خلال الأغاني الساخرة كذلك الأمر للمسرحيات التي يكون لها رسالة إنسانية بالدرجة الاولي وقال " أقوم بتمثيل المسرحيات في حفلات الزفاف الإسلامية ليس ذلك فحسب ... فبإمكاني كتابة سيناريو مسرحيات كومودية يكون هدفها شرح معاناة مواطن أو مجموعة من الناس كالتي تُعبر عن هم العامل الذي يتقاضى راتب قليل جداً او الذي لآيعمل بالأساس ولديه عدد كبير من أفراد الأسرة، فهناك قضايا إجتماعية من الممكن علاجها بأشكال عدة من الفن"

تناول أيوب مواضيع كالمصالحة والإنقسام وألف إحدي الاغاني الساخرة التي تدعو للوحدة الوطنية وإنهاء الأنقسام، كذلك عن أضرار الشمعة في إنقطاع الكهرباء فعند، مبينا: " وفاة عدد من عائلة حرارة في الشجاعية نتيجة حرق منزلهم بسبب شمعة قمت بكتابة إحدي القصائد التي تلوم فيها المتسببين بإنقطاع الكهرباء، فالقضية والمشكلة يتم مناقشتها بعد دراسة موسعة حول أي أشكال الفن الساخر من الممكن تناوله في هذه المُشكلة المطروحة" .

وحول تركيز الفنان " أيوب " علي الأغاني الساخرة أكثر من المُسلسلات قال " الأغنية يمكن نقلها عبر الهواتف المحمولة والوسائط المتنقلة ويعزز انتشارها بشكل كبير وواسع وسريع في نفس الوقت، فهناك العديد من المواطنين يضعون بعض الأغاني الساخرة الخاصة بعملي كـ نغمة رنين عبر هواتفهم وبالفعل تكون تُعبر عن واقع أليم يعيشه المجتمع الغزي".

وعن مصادر التمويل لأعمالة أكد :"التمويل لدعم مثل هذه الأغاني في الغالب يكون بجهد شخصي وليس مدعوم "

ويواصل: " أغلب أعمالي الفنية الغنائية تكون نتيجة اجتهاد شخصي حيث أقوم بتأليف الأغنية وتلحينها في أقل من ساعة وبعدها أتوجه لإستديو تسجيلي لأحد الأصدقاء المُقربين فأقوم بتسجيلها وتوزيعها ومن ثم نشرها عبر وسائل التواصل الإجتماعي كاليوتيوب والفيس بوك وتويتر وبعد ذلك تنتشر عبر الإذاعات المحلية ويتم تداولها بين الناس عبر الهواتف النقالة

نداء هام ..

وجه الفنان الشعبي الساخر إسلام أيوب نداء هام إلي كافة المعنين والقائمين علي الفن والثقافة بغزة بمن فيها وزارة الثقافة بغزة علي إحتضان الفنانين الشعبيين وتوفير مساحة لهم أسبوعياً لتقديم فنهم.